تنامى في الآونة الأخيرة فن (الشيلات) والتي يعتبرها الكثيرون فناً شعبياً أصيلاً من الموروث الشعبي، بينما يخالف البعض ذلك مشيرين إلى أنه تغنٍ بالشعر، ولا تختلف عن الموال والغناء سوى أنها بدون معازف، ولكن ذلك لم يستمر طويلاً حيث دخلت الآلات الموسيقية على الشيلة التي أصبحت أقرب للغناء منه للإنشاد. ولا تخلو المناسبات من الشيلات التي باتت ضرورة لدى البعض، وهناك من يحفظ الكلمات والإيقاعات بحرفية عالية من الجمهور الذواق لهذا النوع من الفن، وقد أردنا التطرق للشيلات وأوزانها الشعرية ومصطلحاتها الموسيقية وكلماتها وألحانها وإيقاعاتها في لقاء مع ممارسي هذا النوع الفني. الإنسان عاطفي قال د. عيسى الشمري إن طبيعة الانسان عاطفية بشكل عام؛ لذا يطرب سماعه ما يؤثر على عاطفته فرحا وحزنا، وأشار إلى أن أمور السماع لها تأثير على مزاجية الإنسان، مما جعل العمل على العواطف توجيه واعتماد قوي للجماهير، فاستقل السماع لأهداف خاصة كل على جهة، لعباً على العاطفة النائحة لزيادة الحزن والبكاء والخطابة لتوجيه الجماهير، والموسيقى للرقص والطرب والمديح، والاهازيج الدينية للصوفية للتعبد الجماهيري، ونواح الشيعة على الحسين بالحداء والبكاء لنفس الهدف بالتوجيه الجماهيري، وكل حشد كان وجماهير لهم شعر صوتي عاطفي حتى الدول لها سلام وطني. وأبان أنه من هنا كانت الشيلات، للعب على العواطف ولاستغلال الجماهير ماليا بلحن معين وكلمات معينة، منها للقبيلة ومنها للغزل ومنها للابل وخلافه، فهي فن لمزيج من صوت الطبيعة ومن لحن معدل بالآلة هروبا من حرمة الموسيقى.. لكن المخرج واحد صوت فني يطرب الاسماع، ولا نستغرب أن يخرج لنا راب شيلة كما خرجت لنا أغاني أم كلثوم وسميرة توفيق ومحمد عبدو بشيلات لمنشدين. ونوه إلى أن الحقيقة واحدة وإن تغيرت الأسماء بين شيلة وأغنية وبين منشد ومغنٍ لكنهم اتفقوا على مسمى الملحن والضابط الوحيد للمسألة هو الدافع الذاتي. آهات موسيقية وبدوره قال المنشد عبدالرحمن الصالحي إن الشيلات فن مستقل، حتى وإن سلك مسلك الاغاني من ناحية الاسلوب، الا انه يظل مختلفا لان ما يتخلله من مؤثرات ما هي الا مجرد آهات بشرية، وهذا لون جديد طرأ مؤخرا وأصبح الاقبال الشديد عليه من متذوقي هذا اللون الجميل من جميع الفئات. وأشار الشاعر نايف الحنيش إلى أن الشيلات سلكت طريقاً فنياً متفرداً، ولكن في الآونة الأخيرة تم إدخال بعض الإيقاعات الموسيقية عليها وأصبح الذائق لا يفرق بينها وبين الأغاني، ومن وجهة نظره أن هذا الفن تحايل على الحرام للوصول إليه، مشيراً إلى أن لكل فن جمهوره، وأصبحت جماهيرية الشيلات طاغية في الآونة الأخيرة، خصوصاً عند الفئات التي تحرم سماع الأغاني واستبدلتها بالشيلات. التفاف على الأغنية وبين المنشد أحمد الخيال أن الشيلات هي فن مثل الأغاني، إلا أنها تختلف في بعض الخصائص مثل التوزيع الموسيقي، والعزف على الأورج، وأشار إلى أن فيها فوكل بشري، وهذا يؤديه أشخاص محترفون، وكذلك الآهات البشرية الخالية من الموسيقى، وهناك أناشيد أو شيلات بدون إيقاعات أو كوردات وتعتمد على مزج الآهات مع الكلمات. ويرى الشاعر عبدالرحمن المالكي أن ظهور الشيلات في بداياته كان هروبا من فتوى عدم جواز الاستماع للأغاني، ثم أخذت بالانتشار بشكل قوي تحت عباءة الجواز لخلوها من المعازف، رغم أن بعض رجال العلم حرم الاستماع لها بحجة أن المؤثرات الصوتية المصاحبة لها موسيقى تم تغليفها بمصطلح «مؤثرات صوتية». د. عيسى الشمري المنشد أحمد الخيال الشاعر نايف الحنيش الشاعر عبدالرحمن المالكي