سلسلة متسارعة من الأحداث عاشتها منطقة الشرق الأوسط خلال الأيام القليلة الماضية تنبئ بفترة أكثر سخونة في المستقبل القريب تتقاطع في مجملها في بؤرة واحدة هي إيران. التصعيد في الخطاب الأميركي والتغير الملاحظ في اللهجة الأوروبية تجاه الاتفاق النووي مع طهران، ودخول إسرائيل على الخط في الملفين السوري والإيراني من خلال ضربات صاروخية متعددة استهدفت مواقع لقوات إيرانية على الأراضي السورية والتي يصر نظام بشار الأسد على التوقف في وصفها على أنها صواريخ معادية مع تحاشي ذكر مصدر هذه الصواريخ التي تعترف إسرائيل بإطلاقها كل ذلك يضع إيران في زاوية ضيقة أمام إصرار المجتمع الدولي على إيقاف تدخلاتها التخريبية في المنطقة. الحديث عن الاتفاق النووي الإيراني الذي اتخذ مساراً تصاعدياً منذ تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة له ما يبرره من مخاوف تحولت مع الوقت إلى براهين تتكشف يوماً بعد يوم عن مواصلة طهران لنشاطها النووي غير السلمي ووصولها إلى مرحلة متقدمة في تطوير سلاح نووي، وهو ما يعني أن إيران قد خدعت بالفعل العالم تحت غطاء اتفاق هش مع القوى الدولية (5+1) التي تجاهلت مختارة عند التوقيع عليه تجارب مريرة من الخداع الإيراني. رغم أن ذروة التصعيد جاءت هذه المرة من إسرائيل التي أعلنت عن تمكنها من الحصول على عشرات الآلاف من الوثائق التي تثبت مضي طهران قدماً في مشروعها لإنتاج سلاح نووي، وتقديم المسؤولين الإسرائيليين هذه النشاطات الإيرانية على أنها خطر موجه للكيان الصهيوني رغم أن التاريخ لم يشهد إطلاق ولو رصاصة واحدة باتجاه الكيان الصهيوني من قبل النظام الإيراني. ردود فعل ملالي طهران والتعتيم الذي تمارسه وسائل إعلامهم على استهداف معسكرات ومستودعات تابعة لقواتهم المتمركزة في سورية بصواريخ إسرائيلية تؤكد أن هذا النظام أبعد ما يكون عن أي مواجهة مع إسرائيل رغم أنه اتخذ من شعار (الموت لأميركا.. الموت لإسرائيل) عنواناً لتصدير ثورته إلى المحيط العربي والإسلامي. كل المعطيات الراهنة تؤكد أن قواعد اللعبة قد اختلفت فلم تعد التحالفات السرية بين طهران وتل أبيب غطاءً مناسباً لكثير من الأعمال التي حولت المنطقة إلى ساحات اضطراب مزمن منذ تحول إيران لدولة معادية للجميع إلا إسرائيل، ولا شك أن العالم ينظر بجدية إلى نشوب مواجهة على الأرض يكون طرفاها الرئيسان إيران وإسرائيل. Your browser does not support the video tag.