تحل علينا هذه الأيام مناسبة عطرة، غالية على بلادنا وعلى قلوب جميع أبناء هذا الوطن ألا وهي ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يحفظهُ الله ، والتي تأتي هذا العام مواكبة لإعلان المملكة عن أكبر ميزانية إنفاق متكاملة النمو في تاريخها، ووسط نجاحات مميزة تحققها على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية وفي كافة الميادين السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، والتي تؤكد مدى ما يتمتع به يحفظهُ الله من حنكةٍ ورؤيةٍ ثاقبة في قيادةِ هذا الوطن لبر الأمان، وقُدرتهِ على إدارةِ الملفات المُعقدة وسط الأزمات التي تعصفُ بالمنطقة والعالم. لقد كانت لسياسية خادمِ الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظهُ الله في إدارة الملفات السياسية والاقتصادية والتنموية منذ أن تولى مقاليد الحكم قبل ثلاثة أعوام، وأسلوبه المميز في إدارة أزمة انخفاض أسعار النفط والمشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية بالمنطقة، والنجاح الباهر الذي حققته في خفض العجز العام للميزانية ورفع معدلات النمو الاقتصادي وكفاءة الأداء وترشيد الإنفاق في كافةِ الأجهزةِ العاملة بالدولة، مثار إعجاب المهتمين والخبراء والمختصين حول العالم، خاصة وأنه جرى تنفيذها في ظل برامج محددة تهدف إلى إحداثِ نهضة تنموية شاملة، وإصلاحات اقتصادية ذات بُعدٍ إستراتيجي، من أجلِ خير ورفعة المملكة، وتحقيق أفضل رفاهية للمواطن السعودي، وفتح آفاق واسعة للارتقاء بجودةِ الخدمات المُقدمة لكل من يقطن على أرض هذا الوطن. لقد حظيَ قطاع الطاقة الكهربائية في عهدِ خادمِ الحرمين الشريفين باهتمامٍ خاص وعناية فائقة وسط رؤية شاملة عملت على تعظيم العائد الإقتصادي له، وجعله قطاع استثماري قادر على جلبِ الفرص الاستثمارية والاقتصادية للمملكة، حيث عملَ يحفظهُ الله على دفع قطاع الكهرباء إلى مصاف العالمية وتمكينه من إدارة مواردهِ بالشكل الذي يمكّنه من تقديم خدمات كهربائية مميزة تُلبي احتياجات النهضة الاقتصادية والتنموية التي تشهدها المملكة، ووضع خطط استراتيجية واضحة في إطار برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030، هدفت إلى أن تصبح المملكة مركزًا أقليميًا وعالميًا للطاقة الكهربائية، والصناعات المتعلقة بها، إضافةً إلى وضعِ حد للاعتماد على توليد الطاقة الكهربائية بالطرق التقليدية المعتمدة على الوقود الأحفوري، راسمًا له خطة استراتيجية لتوليد 9,500 ميجا وات من الطاقة الكهربائية عبر مصادر الطاقة المتجددة حفاظاً على موارد المملكة الطبيعية، ودعماً لاقتصاد هذا الوطن. إن الشركة السعودية للكهرباء وبفضلٍ من الله وبدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظهُ الله أصبحت في عهدهِ أكبر شركة في مجالها بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعد أن تنامت قدرات توليد الكهرباء بالمملكة والتي بلغت أكثر من 75,000 ميجا وات يتم نقلها عبر أكبر شبكة نقل بالمنطقة تصل أطوالها إلى 78 ألف كيلو متر دائري، وشبكة توزيع تمتد لأكثر من 608 آلاف كيلو متر دائري، وبلغت تكلفة هذه المشاريع ما يزيد على 138 مليار ريال كما تُقدم الشركة الخدمة الكهربائية بموثوقية عالية لأكثر من 9 مليون مشترك، متواجدين في أكثر من 13 ألف مركز وقرية وهجرة ومدينة، ويدير هذه المنظومة الكبيرة شباب سعودي مؤهل ومدرّب بكفاءةٍ عالية يُشكّلون أكثر من 91 % من مجموع العاملين بالشركة، كما أن توجيهاته السديدة يحفظهُ الله أثمرت على نجاح الشركة في رفعِ الكفاءةِ التشغيلية لمحطات توليد الطاقة الكهربائية لتصل إلى أكثر من 40 %، وهو ما ساهم في توفير أكثر من 85 مليون برميل من الوقود الأحفوري والديزل خلال الثلاث سنوات الماضية، كما تم في عهده اطلاق أكبر منظومة من الخدمات الإلكترونية لكافة خدمات الشركة والتي تُمكّن كافة المشتركين من الإستفادة من الخدمات التي تقدمها الشركة إلكترونيًا ومن دون الحاجة إلى مراجعة أي من مكاتبها. وفي ظل هذا الاهتمام الكبير الذي نلقاه من خادم الحرمين الشريفين ستعمل الشركة السعودية للكهرباء إدارة وموظفين بمشيئة الله على مواصلة عمليات التطوير والتحديث لكافة عمليات الإنتاج والتشغيل، من أجل أن نساهم في مساندة ودعم القيادة الرشيدة لتحقيق نهضة اقتصادية وتنموية شاملة لهذا الوطن وأبناءه، داعين الله عز وجل أن يوفّق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، في قيادة هذا الوطن، وأن تكون ذكرى البيعة مناسبة غالية ووقفة شكر وامتنان لقائد مسيرة يقود شعباً ووطناً ثابتاً على عقيدته، ومبادئه، متمسكاً بنهج الأوائل، وأن يديم الله عز هذا الوطن. * الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء