مع إطلالة العام الدراسي الجديد، وبعد قضاء العطلة الصيفية الطويلة وبكل ما تحمله من ذكريات، ومعاناة معتادة للأمهات وللآباء في تعويد أطفالهم ومراهقيهم على الانضباط في الحياة اليومية للطالب المدرسي، يحتاج الوالدان إلى التذكير بعدد من الجوانب الاجتماعية التي تعين أطفالهم ومراهقيهم على بدء خطوات ناجحة نحو تحقيق عام دراسي ناجح. لذلك علينا أن نعلم أبناءنا عملية رسم الإنسان لنفسه مساحة مفتوحة، ويجب أن يكون هناك تخطيط سليم، لتجنب الضغوطات في الأيام الأولى. وفي هذا الجانب أكد أحد المنتمين للسلك التعليمي عبدالعزيز الحربي، على أن معاناة المعلمين مستمرة في الأيام الأولى من الدراسة بسبب قلة النوم لدى الأطفال والإرهاق البادي على وجههم بسبب السهر، مما يؤثر على اليوم الدراسي للطالب ويعطل أداء المعلم داخل الفصل، ولذاك أسباب عدة لعل من أبرزها في الآونة الأخيرة؛ استخدام الأجهزة النقالة أو ألعاب الفيديو، مطالباً الأسرة بمساعدة أبنائها في تنظيم النوم في الأسبوع الذي يسبق الدراسة، وذلك بالتبكير في الاستيقاظ صباحاً، ساعة كل يوم بشكل تدريجي، ومنع استخدام الأجهزة في أوقات متأخرة، وكذلك التقليل من الزيارات المسائية، وحث الأبناء على تعديل ساعات النوم وبيان أهمية ذلك لهم، سواء من الناحية الصحيّة أو من الناحية الدراسية. وأوضحت المديرة السابقة في وحدة تطوير المدارس ليلى الصيفي، أن ثقافة الإجازة لدى الأسرة السعودية ارتبط بسلوك غير إيجابي ساد منذ سنوات، وهو السهر وعدم انتظام مواعيد النوم، وقد يكون لذلك امتداد سلوكي آخر وهو عدم توافق أوقات النوم بين أفراد الأسرة، وبما أن الأمر هو بمثابة ثقافة مجتمع فإن التخلص من هذه العادة يتطلب تعديل ثقافة المجتمع ككل، والعودة للمدارس يمثل المحرك السريع لكل المجتمع للعودة للطبيعة الفطرية للبشر، والتي ترتبط بالنوم ليلاً والاستيقاظ صباحاً، مضيفة أن العودة بمثابة الحافز الداخلي للأفراد الذي يحرك رغبتهم نحو عدم السهر، وقد يحتاج أحياناً قوة تعمل على الاستثارة لهذا الحافز؛ ليكون هناك التزام مستمر بعدم السهر، وأكبر قوة داعمة ومؤثرة على الأبناء هي توجيهات وتعليمات الوالدين وما يسناه من قواعد وأنظمة منزلية تعزز التقيد بالسلوك "النوم المبكر" والالتزام به. وأكدت المدربة المعتمدة سارة الهضيل، أنه لابد من تكاتف الأسرة وإدارة المدرسة من أجل تحقيق التوافق النفسي للأبناء في الأيام الأولى للدراسة، حيث تبدأ الأسرة بالخطوات تدريجياً بتنظيم الوقت وعدم السهر وتقليل مشاهدة التلفاز واستخدام الإنترنت والألعاب الإلكترونية وتشجيع الأبناء على الاستيقاظ مبكراً. وأوضحت أن دور الأسرة مهم في تشجيع أبنائها بالكلمات الإيجابية، وتلبية حاجاتهم من توفير الملابس والحقائب المدرسية والقرطاسيات، وتشجيع الأبناء باختيار حاجاتهم بأنفسهم، وأن يكون بوقت كاف قبل البدء باليوم الدراسي، وعدم التأخير في ذلك، خاصة أن الطلاب يحتاجون لمن يشجعهم في بداية العام الدراسي الجديد، مبينةً أن التأخير في توفير المستلزمات الدراسية بسبب انشغالهم أو سفرهم خلال فترة الإجازة، يسبب مشاعر نفسية سلبية لدى الأبناء، والعكس صحيح كل محاولات الأسرة في الاستعداد مبكراً للأبناء يكن له أثر في تنمية الاتجاهات الإيجابية والتكيف مع البيئة المدرسية، وخصوصاً في الأيام الأولى للطلبة المستجدين.