فيصل بن بندر يؤدي صلاة الميت على سعود بن عبدالعزيز    نائب أمير الشرقية يثمن جهود أمن المنشآت    أمير منطقة تبوك يستقبل المواطنين في اللقاء الأسبوعي    هيئة الطرق تُطلق الكود السعودي مرجعًا لكافة الجهات المنفذة    اعتماد ضوابط لأعمال الحفر بمشاريع البِنْية التحتية    "SRC" تشتري محفظة ب 500 مليون    الغامدي: نسعى لنكون مرجعاً دولياً في كفاءة الطاقة    البرلمان العربي يشيد بجهود المملكة في نصرة فلسطين    أمير الكويت يستقبل تركي بن محمد ويستعرضان العلاقات الأخوية بين البلدين    "الشورى" يطالب بضبط أسعار العقارات    السبت بداية الصيف أرصادياً    سعود بن نايف: التعليم في المملكة شهد قفزات نوعية على الصعد كافة    مبانٍ إدارية ومكتبية بالطراز النجدي بالدرعية    تسجيل 202 موقع ب "السجلّ الوطني للآثار"    سلمان الدوسري يهنئ جيل الرؤية على التفوق والتميز    إنطلاق أعمال ملتقى تجربة المريض "بين التحديات والفرص في المنشآت الصحية    شرطة مكة تقبض على وافدَين بتأشيرة زيارة لنشرهما حملات حج وهمية    "نادي الذكاء الاصطناعي" ينفذ ورشة تدريبة بالرياض    مباحثات اقتصادية مع النمسا    رؤساء عرب يزورون بكين هذا الأسبوع    كوريا الشمالية تطلق قمرا صناعيا ثانيا للتجسس    أسرة الجفري تتلقى التعازي في وفاة فقيدها    انطلاق الاجتماعات التحضيرية لأعمال الدورة ال 54 لمجلس وزراء الإعلام العرب في البحرين    تكريم 180 عضوا من الهيئة التعليمية والإدارية بجامعة الأميرة نورة    سلسلة Pura 70 في الأسواق بمواصفات نوعية    الجلاجل يشارك في اجتماع مجلس وزراء الصحة العرب بجنيف    ارتفاع عدد شهداء مجزرة الخيام في مدينة رفح إلى 45 شهيداً و 249 جريحاً    الأندية السعودية تتصدر التصنيف القاري    نائب أمير مكة يطّلع على استعدادات وخطط وزارة الحج والعمرة    مستشفى النعيرية العام يحتفي باليوم العالمي للتمريض    الخريف يلتقي رئيس جمعية تاروت    ندوة لتأمين الأحداث الرياضية    "سعود بن مشعل" مع السفير الهندي    تعليم الطائف يدعو للتسجيل في خدمة النقل المدرسي للعام    صدور الموافقة الملكية الكريمة.. ماهر المعيقلي خطيباً ليوم عرفة    "المسار الرياضي" يضاعف قيمة الاستثمار في الصندوق العقاري الخاص    عشرة آلاف زائر للمعرض الوطني القصيم    السند: الرئاسة العامة وظفت التوعية الرقمية والوسائل التوعوية الذكية بمختلف اللغات    جوازات ميناء جدة الإسلامي تستقبل أولى رحلات ضيوف الرحمن القادمين من السودان    أنشيلوتي: نستمتع بالأيام التي تسبق نهائي دوري أبطال أوروبا    طريق وحيد للرياض وأبها للبقاء في "روشن"    صالات خاصة لحجاج "طريق مكة" بمطاري جدة والمدينة    المملكة تدين وتستنكر استهداف خيام النازحين الفلسطينيين في رفح    كلاسيكو التحدي بين «الأصفرين».. والبطل على أعتاب «التاريخية»    المجفل سفيراً لخادم الحرمين لدى سورية    آل الشيخ يعزز التعاون مع البرلمانات العربية    نائب أمير مكة يُدشّن ويضع حجر الأساس ل 121 مشروعاً    فريق طبي بمستشفى عسير يُنقذ حياة أربعيني تعرّض لطلق ناري في الرقبة    وصول أولى رحلات مبادرة طريق مكة من المغرب    حلقات تحفيظ جامع الشعلان تكرم 73حافظا    الزهراني يحتفل بزواج إبنيه محمد و معاذ    رابطة اللاعبين تزور نادي العروبة    12 ألف حاج تلقوا خدمات صحية في المدينة المنورة    عليهم مراجعة الطبيب المشرف على حالتهم.. «روشتة» لحماية المسنين من المشاكل الصحية في الحج    اكتشاف دبابير تحول الفيروسات إلى أسلحة بيولوجية    بيت الاتحاد يحتاج «ناظر»    أفكار للتدوين في دفتر (اتحاد الإعلام الرياضي)    تعيين أول سفير سعودي لدى سوريا منذ 2012    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حزب الله.. من المقاومة البراغماتية إلى التمكين لمشروع ولاية الفقيه 8 - 15
نشر في الرياض يوم 18 - 09 - 2017

«مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره، كوننا مؤمنين عقائديين، هو مشروع دولة إسلامية وحكم الإسلام وأن يكون لبنان، ليس جمهورية إسلامية واحدة، وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الوليُّ الفقيه الإمام الخميني».
الأمين العام لحزب الله: حسن نصر الله
إن دراسة وتحليل ظاهرة سياسية معينة، تفرض الرجوع إلى الجذور والأصول وأن نعود إلى التاريخ القديم والحديث وأن نربط الأشياء بعضها ببعض، وأن نقرأ ما بين السطور، وأن نبحث عن أهداف كل فريق وخلفياته ومعتقداته، وعندها، ربما، ستتغير الكثير من الرؤى التي نعتقد بصوابها أو تتكرس الأحكام السياسية التي راكمتها سنوات الدراسة والعلم والتحقيق.
انطلاقا من هذا المعطى، واستمراراً لما يمكن أن يصطلح عليه ب»الاستراتيجية الفكرية» لجريدة «الرياض»، واعتبارا لكون مفهوم الأمن الشامل يجعل من المواجهة الفكرية هي جزء من منظومة الدفاع والمواجهة للتهديدات التي ترخي بظلالها على الأمن القومي للمملكة العربية السعودية، بشكل خاص، والعالم العربي والإسلامي عموماً، على اعتبار أن المملكة العربية السعودية كانت، وستظل، جدار الصد الأول في وجه جميع مشاريع الهيمنة والتوسع والتي تخطط منذ عقود من أجل بسط سيطرتها الإيديولوجية والسياسية على جميع الدول العربية دون استثناء.
إيران جعلت من المكون الشيعي (حصان طروادة) لاختراق الأنظمة العربية
إن القناعة مترسخة عند «الرياض» بكون المشروع التوسعي، الذي تقوده إيران، لا يمكن تمريره أو تفعيله على الأرض دون إخضاع المملكة العربية السعودية ك»مركز ثقل» للعالم الإسلامي وعاصمته الروحية والتي تهفو إليها قلوب المسلمين كل عام، لا يضاهيها ولا يدانيها في ذلك شرف. كيف وهي الخادمة الأمينة لثاني القبلتين وثالث الحرمين، ومقر الجسد الطاهر للجناب النبوي الشريف يعطر عاصمة الحبيب صلى الله عليه وسلم؟.
أمام هذا الاستهداف التاريخي، والحرب الوجودية التي يقودها المشروع الصفوي بزعامة إيران وأذنابه بالمنطقة، تولدت القناعة لدى صانع القرار السعودي، أن استراتيجية الدفاع والملاحظة وكظم الغيظ والدفع بالتي هي أحسن، ما كان لها أن تعتبر ضمانة للأمن القومي للمملكة في ظل تنامي أخطار المد الصفوي بالمنطقة، خصوصا مع سقوط العراق في يد المشروع الصفوي وكذا اليمن والجنوب اللبناني وسورية التي تبقى على بعد خطوات من الانصهار في المشروع الصفوي الإيراني.
على هذا المستوى، يبقى حزب الله الأداة العسكرية في يد إيران والمنفذ الأمين لاستراتيجية الدولة الصفوية بالمنطقة، ليتجاوز دوره الاستراتيجي الفضاء الحيوي للبنان لينطلق لتنفيذ «الخطة الخمسينية لحكماء الدولة الصفوية» في العالم. وهنا سنجل، من خلال هذه الحلقات، حجم الإرهاب والدموية التي ميزت تاريخ حزب الله في تعامله مع باقي مكونات الطيف السياسي اللبناني بل وتعدى إرهابه ليضرب العديد من الدول التي لم تخضع لأجندة إيران وإملاءاتها بداية من الكويت ووصولا إلى الأرجنتين. كما أن إرهاب حزب الله، الذي ضرب جميع دول الخليج العربي، سيُضَيّق دائرة القتل والاغتيال لتعصف بأقرب المقربين وتضرب الرجل الثاني في التنظيم.
نالت الكويت استقلالها السياسي سنة 1961م، لتشكل بعد ذلك بيئة استراتيجية مختلفة، إلى حد ما، عن باقي دول الخليج، من خلال محاولة تبنيها لمبادئ "الليبرالية السياسية"، واعتماد نظام سياسي مع تواجد قوى سياسية من مختلف التوجهات الأيديولوجية، كرسها دستور سنة 1963م، كما تتوفر على برلمان منتخب ومنابر صحافية متعددة.
هذا التوجه ساهمت في بلورته مجموعة من الأحداث التي أرخت بظلالها على فترة السبعينيات ومطلع الثمانينيات من القرن الماضي في محيط جيو-سياسي متقلب ميّزته الثورة "الإسلامية" في إيران، والغزو السوفياتي لأفغانستان، وتعزيز الوجود العسكري الأميركي في منطقة الخليج، والحرب الايرانية العراقية، والغزو العراقي للكويت، كلها عوامل كانت لها إسقاطاتها على الوضع السياسي الداخلي وعلى صناعة القرار الكويتي في علاقتها بمحيطها الإقليمي.
وارتباطاً بنقطة البحث التي نحن بصدد التأصيل لها، يمكن القول إن الكويت كانت دائماً في صلب المخططات الإيرانية وهدفاً استراتيجياً ثابتاً عند صانع القرار السياسي في إيران، والذي كان، ولا يزال، يعتبر الكويت بمثابة الحديقة الخلفية والامتداد الطبيعي للجمهورية الإيرانية.
استهداف منشآت حكومية وسفارات أجنبية عبر تسع سيارات مفخخة عام 83
ستعرف تكتيكات الاختراق التي اتبعتها إيران اتجاهين أساسيين:
* نهج سياسي يعتمد على دعم التنظيمات الموالية لإيران وعلى رأسها الحركة الدستورية الإسلامية، والتي تعتبر قوة سياسية لا يستهان بها داخل البرلمان الكويتي بنصاب يصل إلى 17 عضواً من أصل 50 نائباً برلمانياً يشكلون العدد الإجمالي للمؤسسة التشريعية الكويتية.
* نهج انقلابي عنيف لا يختلف على الاستراتيجية الانقلابية التي تبنتها إيران في منطقة الخليج من خلال القيام بمجموعة من عمليات التفجير والاختطاف ومحاولات الاغتيال من أجل زعزعة استقرار النظام السياسي الكويتي والضغط عليه من أجل مكاسب سياسية وأخرى مرتبطة بالضغط في اتجاه الإفراج عن بعض المعتقلين التابعين لحزب الله والسماح بالنشاط السياسي والانتشار الجماهيري للكيانات التابعة سياسياً وعقدياً لإيران.
ويخطئ من يظن أن إيران لها رسالة دينية تدفعها إلى تبني المكون الشيعي والدفاع عنه، وإنما تتبنى رؤية "قومية" محضة تهدف بالأساس إلى "التمكين" للمشروع الفارسي بالمنطقة على حساب الكيانات العربية المتواجدة بالخليج، وما المكون الشيعي إلا حصان طروادة لاختراق الأنظمة العربية.
عماد مغنية خطف طائرة (كاظمة) والمطالبة بالإفراج عن المحكومين في قضية تفجيرات 83
هذا الطرح قد يبدو غريباً بعض الشيء للمتتبع، غير أنه يجد ما يسنده إذا ما استرجعنا مواقف النظام الإيراني تجاه حركة أمل الشيعية في لبنان، والتي حاولت تبني خط قومي مستقل، بعض الشيء، عن صانع القرار في إيران، بالإضافة إلى تنحية مؤسسها الروحي موسى الصدر والذي حاول أن ينأى بنفسه عن السياسات الإيرانية بالمنطقة، أضف إلى ذلك الاضطهاد والتنكيل الذي يتعرض له المكون الشيعي العربي في منطقة الأحواز المحتلة من طرف إيران منذ سنة 1925م.
إن التاريخ الارهابي ل"حزب الله" والاستخبارات الإيرانية مع الكويت ليس حديثاً، إذ يعود لنفس الفترة التي تبنى فيها التنظيم الإرهابي استراتيجية إسقاط الانظمة السياسية بدول الخليج.
يعود نشاط (حزب الله الكويت) الى ثمانينيات القرن الماضي حين بدأ التنظيم، الى جانب حزب "الدعوة" العراقي بتنفيذ عمليات ارهابية ضد الكويتيين، والمنشآت العامة والصناعية والنفطية، وحتى البعثات الدبلوماسية المعتمدة في الكويت.
وكما هو حال باقي تنظيمات "حزب الله"، التي تطرقت لها الحلقات السابقة، سيتم ابتداع واختلاق أسماء منظمات أو تشكيلات حركية مختلفة، رغم كون العقل المخطط والمحرك والممول والمنفذ يبقى هو "حزب الله". فمن "منظمة الجهاد الاسلامي" الذارع العسكرية لحزب "الدعوة"، والتي نشطت في العمليات الارهابية في الكويت، إلى "الألوية العربية الثورية" وغيرها من المنظمات التي كانت كلها واجهات إعلامية للمجموعات الإرهابية التابعة لإيران وخلايا "حزب الله".
تفجيرات 1983م
في ديسمبر عام 1983 قام كل من حزب الله الكويتي واللبناني بتنسيق عمل إرهابي ميداني بالكويت تحت يافطة "منظمة الجهاد الإسلامي"، من خلال استهداف منشآت حكومية وسفارات أجنبية، عبر تسع سيارات مفخخة.
ألقي القبض على المجموعة المنفذة وأصدرت محكمة أمن الدولة بحق الموقوفين البالغ عددهم 17 موقوفاً، حكماً نهائياً بالإعدام غير قابل للاستئناف. زعيم الخلية لإرهابية لم يكن سوى مصطفى بدر الدين، والذي سيشغل فيما بعد مهام القائد العسكري ل"حزب الله"، بعد اغتيال عماد مغنية، ليتم الإجهاز عليه في ظروف غامضة ستعمل إحدى هذه الحلقات على استجلاء تفاصيلها.
حددت العناصر الإرهابية يوم 13 ديسمبر 1983 لتفجير سبعة أماكن بشكل متزامن، حيث تم استهداف السفارة الاميركية في "بنيد القار"، ومجمع سكني يقطنه غربيون في منطقة "سلوى"، ومكاتب شركة أميركية في منطقة "البدع"، والسفارة الفرنسية في "الجابرية"، وبرج المراقبة في مطار الكويت، ومنطقة الشعيبة الصناعية ومركز المراقبة والتحكم التابع لوزارة الكهرباء، وجرى تفجيرها كلها، فيما التفجير الأضخم استهدف السفارة الأميركية وقاده أحد العناصر الارهابية ويدعى "رعد مفتن" موقعاً ستة قتلى وأكثر من 60 جريحاً من مختلف الجنسيات.
محاولة اغتيال فاشلة استهدفت أمير الكويت رداً على وقوف الكويت إلى جانب العراق
خلال سجن مصطفى بدرالدين، ستتعرض الكويت لسلسلة من العمليات الإرهابية المتتالية، وكان إطلاق سراحه واحداً من المطالب الرئيسية المعلنة.
خطف طائرة "كاظمة"
شهد يوم 4 ديسمبر 1984، قيام القيادي في حزب الله اللبناني عماد مغنية، بمساعدة ثلاثة آخرين، بتنفيذ عملية اختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الكويتية (كاظمة) أثناء رحلة روتينية بين الكويت وكراتشي، وقاموا بإجبار ربان الطائرة على الهبوط بمطار مهرباد في ايران.
طالب الخاطفون بالإفراج عن المحكومين ال17 في قضية تفجيرات عام 1983م وعلى رأسهم مصطفى بدرالدين الملقب بإلياس صعب، وأمام رفض السلطات الكويتية الرضوخ لمطالب الخاطفين، قام التنظيم الإرهابي بإعدام راكبين من ركاب الطائرة يحملان الجنسية الأميركية.
قامت السلطات الإيرانية، بعد فشل عملية الابتزاز، بمسرحية اقتحام الطائرة وإلقاء القبض على الخاطفين قصد محاكمتهم، وهو ما لم يتم إلى حدود الساعة، وعاد الرهائن الى الكويت في 11 من ديسمبر 1984 في حين ظلت الطائرة الكويتية "محتجزة" بإيران لمدة 17 شهراً قبل ان تتمكن الكويت من استرجاعها في 7 مايو عام 1986.
استهداف أمير الكويت
إرهاب "حزب الله" أو "حزب أعداء الله"، كما يُلقبهم رفيقهم في المذهب ياسر الحبيب، سيطال رأس الدولة الكويتية الشيخ جابر الأحمد الصباح -رحمه الله-، حيث سيقوم التنظيم الإرهابي بتاريخ 25 مايو 1985 بمحاولة اغتيال فاشلة استهدفت أمير الكويت، وذلك رداً على وقوف الكويت إلى جانب العراق في الحرب الإيرانية-العراقية.
نفذ العملية المدعو جمال جعفر علي الإبراهيمي الملقب بأبي مهدي المهندس، محاولاً اختراق موكب الأمير بسيارة مفخخة عندما كان متجهاً من مقر إقامته في قصر دسمان إلى قصر السيف، ونتج عن العملية إصابة الأمير بجروح طفيفة ومقتل رجلي أمن هما محمد العنزي وهادي الشمري.
اختطاف طائرة "الجابرية"
على غرار عملية اختطاف طائرة الخطوط الكويتية "كاظمة"، سيقوم نفس التنظيم الإرهابي بإعادة نفس سيناريو الاختطاف من خلال إقدامه، بتاريخ 5 أبريل عام 1985م، على اختطاف طائرة الخطوط الجوية الكويتية "الجابرية" والتي كانت تقوم برحلة في اتجاه العاصمة الكويت قادمة من مطار بانكوك في تايلاند.
قام الخاطفون وعددهم 8، حسب إفادات الركاب المخطوفين، بالسيطرة على الطائرة التي كان على متنها 96 راكباً من مختلف الجنسيات بالإضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 15 فردا. وحسب إفادة أحد الرهائن ويدعى "خالد القبندي"، أدلى بها في لقاء تلفزيوني على قناة الوطن الكويتية، فإن رئيس المجموعة الخاطفة لم يكن سوى عماد مغنية القيادي في حزب الله اللبناني.
في هذا الصدد، تفيد روايات المختَطَفين والتحقيقات حول الحادث، أنه أثناء الرحلة من بانكوك إلى الكويت دخل مسلحان قمرة القيادة وأمرا قائدها بالتوجه نحو الشرق لتحطّ الطائرة في مطار مشهد، حيث طالب الخاطفون بإطلاق سراح السجناء الذين تم اعتقالهم بُعَيْد تفجيرات الكويت عام 1983.
غادرت الطائرة بعد أربعة أيام متجهة نحو مطار بيروت الذي أُغلق في وجهها، لتتجه إلى قبرص التي سمحت لها السلطات بالهبوط في مطار "لارنكا" لدواع إنسانية جنبت الطائرة كارثة حتمية بسبب نفاد الوقود. أقدم الخاطفون في لارنكا، وفي حالة من الارتباك والتصعيد، على قتل مواطنين كويتيين هما عبدالله حباب الخالد وخالد أيوب الأنصاري، في محاولة للضغط على السلطات لتزويد الطائرة بالوقود وهذا ما تم بالفعل لتتجه الطائرة إلى مطار هواري بومدين في الجزائر حيث مكثت الطائرة تسعة أيام أخرى لتسجل أطول فترة اختطاف في تاريخ الطيران.
«خلية العبدلي» أخطر القضايا التي أرخت بظلالها على العلاقات الكويتية الإيرانية
وفي ظروف غامضة ونتيجة لمفاوضات وصفقات لم يتم الكشف عنها، سُمح للخاطفين بمغادرة الجزائر بطائرة أخرى في مقابل إطلاق سراح الرهائن لتطوى قصة رحلة من رحلات العذاب استمرت ستة عشر يوما.
خلية العبدلي
تعتبر قضية العبدلي من أخطر القضايا التي سترخي بظلالها على العلاقات الكويتية الإيرانية، إلى درجة ستدفع الخارجية الكويتية للمطالبة بخفض عدد دبلوماسيي السفارة الإيرانية وإغلاق مكاتبها الفنية وتجميد نشاطاتها المشتركة بين البلدين على خلفية تطورات القضية، والتي اتهمت فيها إيران وحزب الله بمحاولة زعزعة استقرار الكويت، من خلال تأكيد حيثيات القرار قضائي لعام 2016 بأن جهات إيرانية كانت وراء تحريك عناصر الخلية الإجرامية التي أطلق عليها "خلية العبدلي".
وتعود تفاصيل القصة إلى شهر أغسطس عام 2015، حين أعلنت وزارة الداخلية الكويتية ضبط أعضاء في خلية إرهابية، ومُصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات في مزارع منطقة العبدلي، شمال العاصمة الكويت.
وحسب منطوق الحكم القضائي، فإن "الحرس الثوري دفع، منتصف التسعينات، بأحد عملائه، المستتر خلف العمل الدبلوماسي بسفارة بلادهم لدى الكويت، ويدعى حسن زاده، للاتفاق مع المتهم الأول في القضية حسن عبدالهادي حاجيه لجلب مفرقعات وإدخالها إلى البلاد".
وأوضحت حيثيات الحكم أن زاده التقى بالمتهم الأول، وطلب منه السفر إلى إيران، للتفاهم معه بشأن إحدى المهام، وعندما قدم الأخير إلى إيران، عرض عليه حسن زاده ويوسف كريمي، القيادي الآخر في الحرس الثوري الإيراني، إدخال بعض المفرقعات إلى البلاد.
وبحسب نص الحكم، دائما، فقد "وجد هذا العرض قبولا لدى المتهم الأول، واشترط أن يتم جلب مادة "السي فور" (C4) شديدة الانفجار"، كما أبدى رغبته بفتح خط بحري بين الكويت وإيران لتهريب الأسلحة والمفرقعات، فوجه المدعو حسن زاده المتهم الأول نحو الخروج إلى البحر لاستحضار المفرقعات التي طلبها من قارب في عرض البحر. واستطردت المحكمة: "تحصل المتهمان الأول والسادس على طوقين يحتويان مفرقعات من مادة "C4" بوزن 7 كيلوغرام لكل منهما، ثم نقلاها إلى المخزن الذي أعده المتهم الأول لإخفائها". وأكدت المحكمة أنه في غضون عام 2009 سعى حزب الله، عن طريق المتهم السادس الذي حضر معسكرات الحزب، للتزود ببعض المعلومات بشأن الجيش الكويتي. ولفتت إلى أنه "تم إمداد المتهم السادس ببريد إلكتروني خاص للتواصل معهم بطريقة مشفرة". وأكدت المحكمة أن المتهم رقم 23 كان جاسوساً إيرانياً يقيم في الكويت، ويعمل لحساب حزب الله، واتفق مع الأخير على تجنيد وتدريب بعض المواطنين في معسكرات الحزب على الأسلحة والمفرقعات والمدافع الرشاشة وأعمال مخابراتية وعسكرية أخرى".
اعترف المتهمون أن "التعليمات التي وردت إليهم تعلقت بأن يقوموا بتخزين وتجميع هذه الأسلحة في ظل أوضاع إقليمية مضطربة واحتمالية أن يتم استخدام هذه الأسلحة متى كانت الظروف مواتية لاستخدامها".
وجهت محكمة الاستئناف بالكويت إلى الموقوفين تهم التخابر مع إيران وحزب الله وحيازة أسلحة ومتفجرات وأجهزة تصنت للقيام بأعمال عدائية ضد الكويت، في انتظار الانتهاء من مراحل التقاضي والنطق بالحكم.
لقطات مختلفة لعماد مغنية المنفذ لخطف الطائرات الكويتية
قصاصة لصحيفة كويتية عن خطف الطائرة «الجابرية»
عبدالله الخالدي وخالد الأنصاري.. ضحايا (حزب الله) في خطف (الجابرية)
عناصر (خلية العبدلي) الإيرانية الإرهابية
مصادرة أسلحة (خلية العبدلي)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.