تحتفل المملكة العربية السعودية السبت المقبل بيومها الوطني السابع والثمانين، وهي المناسبة السنوية التي تذكرنا بتاريخ مجيد، وتجدد التفاؤل بعام آخر تتواصل فيه مسيرة التنمية لكل مفاصل الوطن؛ في ظل قيادة حكيمة جعلت الإنسان السعودي هدفاً، والتنمية رؤية. والحقيقة أن قوة التلاحم الوطني التي سطرها السعوديون يوم الجمعة الفائتة، وتلونت بها كل مكونات التواصل الاجتماعي، والاتصال المكاني.. كانت بمثابة احتفالية مبكرة بيوم الوطن المقبل بعد أيام؛ وفي ذات الوقت رد عملي لا ينسى على من راهن -وهم قلة بالمناسبة- على ضرب تلك اللحمة الوطنية، كما أن الأبواق الإعلامية المرجفة في الفضاء الذي يحمل الغث والسمين خابت ورجعت إلى داعميها ومموليها خاسئة مدحورة؛ تبحث في وحلها الذي يجتمعان فيه، ويجمعهما الكره وبث الفرقة.. ولسان حالهم يقول: هل من سبيل للخروج من خيبة الأمل؟ ما لا يدركه مرجفو الفضاء والتواصل الاجتماعي.. هو حقيقة التركيبة البنيوية للمجتمع السعودي التي تقوم على قاعدة صلبة من ولاء المواطن للحاكم، وهو ولاء يركن إلى الحب، وينحاز إلى الطاعة، ويمعن في السمع في المكره والمنشط.. إنه تأصيل إسلامي عميق يؤطر علاقة الحاكم بالمحكوم.. لذلك فإن هذه العلاقة بين طرفي المكون الوطني، لم ولن تتأثر منذ أن قامت هذه البلاد على أساس البناء الإسلامي الصحيح كتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، بعد توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -يرحمه الله- حتى عهد الحزم والرؤية المتفائلة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. لا وطن بلا مواطن، ولا مواطن بعيد عن وطن، لا انتماء دون حب، ولا حب بلا حبيب.. الوطن السعودية والمواطن السعودي.. تجسيد متفرد لعلاقة لا يمكن العبث فيها، أو معها.