كعادتها في كل محفل، كانت الجماهير السعودية الرقم الصعب وكلمة السر في تفجير طاقات اللاعبين في المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، وشحذ هممهم وتحفيزهم للانتصار الحاسم أمام المنتخب الياباني، وزف "الأخضر" للعرس العالمي الكبير في "روسيا 2018م"، فجاء التفاعل الجماهيري الكبير مع مبادرة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله-، بفتح مدرجات ملعب مدينة الملك عبدالله في جدة مجاناً أمام الجماهير، على مستوى الحدث والوفاء بالوعد، في مؤازرة منتخب الوطن في المنعطف الأخير في الطريق نحو روسيا. منذ مباريات التصفيات التمهيدية التي استضافتها الملاعب السعودية مروراً بمباراة تايلاند الافتتاحية في التصفيات النهائية على ملعب الملك فهد الدولي في الرياض، ثم مواجهات "الأخضر" التالية أمام استراليا والإمارات والعراق، وختاماً أمام اليابان على ملعب الملك عبدالله الدولي في جدة، لم تتأخر الجماهير السعودية الوفية عن تلبية نداء الوطن، والحضور بكثافة وقبل ساعات من انطلاقة هذه اللقاءات الحاسمة، للوقوف إلى جانب منتخب الوطن الكبير، على الرغم من كل الظروف الجوية وبيئة الملاعب، التي غابت في حضور استشعار المسؤولية، تجاه دعم اللاعبين السعوديين، وبث الحماس في نفوسهم، متناسين ألوان أنديتهم، التي توحدت كلها في بوتقة وطنية واحدة ، لتصنع كرنفالات عالمية لافتة، زينت المدرجات باللون الأخضر، لون الراية الخضراء الخفاقة دوماً في سماء المجد والرفعة والسؤدد. 13 نقطة من مجموع 19 نقطة كسبها المنتخب السعودي أمام منافسيه في التصفيات النهائية، جناها على ملعبه وأمام جماهيره المخلصة، بتحقيق أربعة انتصارات وتعادل واحد، كانت هذه النقاط ال13 شاهداً منصفاً للدور الاستراتيجي الحاسم الذي لعبته الجماهير السعودية، لتتوج مشوار منتخب الوطن بأجمل ختام، كان حديث العالم خلف الشاشات وفِي مواقع التواصل الاجتماعي، في حضور جماهيري مشرف لكل سعودي، ظل وما زال في مستوى التحدي، مهما كانت صعوبة المنافسة في المناسبات الكبرى، لتصنع الفرح وتعطر المكان برائحة الوطن الزكية.