يخيم على المشهد الجماهيري والإعلامي المحيط بالمنتخب السعودي، بعد خسارته الأخيرة أمام مضيفه الإماراتي 1-2، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم في روسيا 2018م، الإحباط قبل أيام معدودات من لقاء اليابان الحاسم الثلاثاء المقبل، على الرغم من محاولات اتحاد الكرة والأجهزة الإدارية والفنية للمنتخب، لعزل اللاعبين عن هذا المشهد الانهزامي، الذي طغى على ردود الأفعال الجماهيرية والإعلامية، بعد الخسارة من الإمارات. ويتناسى الكثيرون من محبي "الأخضر" أن النهايات التي واجهت المنتخب السعودي طوال تاريخ مشاركاته تتسم غالباً بالصعوبة، التي تولد من رحمها الإنجازات، ولعل مباراة اليابان المقبلة تكون ختاماً سعيداً للسعوديين، بعد حفلة الانتقادات وجلد الذات وتوزيع الاتهامات، منذ الخسارة الأخيرة أمام الإمارات، وكأن كل شيء قد انتهى بصورة مفاجئة، في حين جاءت نتيجة فوز المنتخب الياباني 2- صفر على نظيره الأسترالي في مباراتهما الأخيرة، لتؤكد أن الكرة مازالت في متناول المنتخب السعودي مهما كانت صعوبتها، والفرصة قائمة أمام نجومه لإعلان التأهل أمام اليابان. الحملة الشعواء التي ضربت المنتخب السعودي من كل صوب، ونالت من المدرب واللاعبين، وصولاً لاتحاد الكرة، يفترض أن تكون قد اكتفت الآن بما سبق، لتتحول إلى الجانب الإيجابي بتحفيز الجماهير السعودية، لمؤازرة ودعم منتخب الوطن في ختام التصفيات، أمام ضيفه الياباني على ملعب الملك عبدالله في جدة، للحضور بكثافة في مدرجات الملعب الكبير، وتحفيز اللاعبين على تجاوز خط النهاية بنجاح، وإعلان الفرح بالعبور إلى المونديال، وهي مهمة ليست بالسهولة على المنتخب السعودي، إلا أن صعوبتها ستتضاءل إذا ما وجد اللاعبون التشجيع في الملعب، وحضرت معها قتالية اللاعبين وروحهم المعروفة، لتعويض الخسارة الأخيرة، والتمسك بخيوط الأمل المتاحة. ما يحتاجه "الأخضر" الآن هو الهدوء والتركيز، وتعزيز الثقة في أجهزته الإدارية والفنية ولاعبيه، للقبض على حلم العبور إلى كأس العالم، وتأجيل كل الحملات الانتقادية إلى ما بعد المواجهة الحاسمة، فلا وقت الآن للتوقف عندها، ومواصلة إحباط منتخب الوطن، وهو مقبل على مهمة كبيرة وتاريخية، حتى لو دخلها محملاً بتأثيرات الخسارة الأخيرة أمام الإمارات، إذ ربما تتحول هذه الخسارة إلى "رُبّ ضارة نافعة"، ويحضر معها استشعار اللاعبين في لقاء اليابان لمسؤولياتهم، أمام كتابة تاريخ مجدٍ جديد، والرد على كل الانتقادات المبالغة التي استهدفتهم، بتسجيل منجز ذهبي، يعيد الثقة المفقودة منذ زمن طويل بين المدرجات و"الأخضر".