عندما أعلن رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد استقالته آثر عدم دفن خبراته العملية المتراكمة. كتب تغريدات عدة تحت عنوان "100 فائدة أو أكثر من خلاصة تجربة سبع سنوات كرئيس" بعضها تكتب بمداد من ذهب. أجمل ما رصدته إشارته بأن لا تسلم المدرب مهمة اختيار المحترفين بل يكتفى بما يحتاجه من خانات. شاهدنا كيف أن بعض المدربين لا يخجلون في اختيار أبناء جلدتهم أو أسماء لا تتوافق مع متطلبات فرقهم فنياً. زوران سارع إلى التعاقد مع الكروات وكان بالإمكان أفضل مما كان. ابحث في أغلب الأندية التي مكنت المدرب من تسلم زمام الاختيار والتفاوض ستجد أنها في نهاية الأمر تدخلت إداريا في منتصف الطريق لتصحيح ما يمكن تصحيحه. والمشكلة تتعاظم إذا كان الرئيس هو الآمر الناهي المتوهم أنه يجاري زيدان وغوارديولا في اختياراتهم الفنية. بالفعل التسلسل الإداري الفني في أنديتنا غير مترابط ومازال منصب "المدير الرياضي" غير مفعل بل ومرفوض مناقشته. في نادي إشبيليا الإسباني شهد نهضة رياضية على مستوى القارة وكل من له علاقة في الدوري الإسباني يعرف من هو "رامون رودريغيز".. مدير رياضي استطاع اكتشاف المواهب وجلبهم لناديه وكان هو الرمز الذي من أجله ذرفت دموع جماهير إشبيليا بعد استقالته. لو كان في أنديتنا أمثال "رامون" لديه نحو 16 كشافا يحضرون الدوريات الأقل صخباً ويدونون الملاحظات والأداء لما احتجنا لمدرب يختار ويفاوض ويتفق ويوقع ولكنه بالتأكيد لن يدفع. تلك أمنية لن تتحقق إلا بعد الخصخصة عندها سيكون الرئيس موظفاً في شركة "النادي" لن يكون الآمر الناهي.. ولن يترك المدرب كشافا مفاوضا وفي بعض الأحيان "سمساراً".