81 % من المواطنين تقل أعمارهم عن 44 عاما.. و 58% أقل من سن ال 30 تلك الأرقام هي ما أعلنها تقرير إحصائي صادر عن الهيئة العامة للإحصاء عن سكان المملكة العربية السعودية حتى منتصف العام 2016م وهذا يعني أن روح الشباب هي من يسود في بلدنا، وعقلية الشباب المتطلع هي أهم ميزة لدينا لا سيما وأنها لن تخلو من التحديات والبحث عن الأفضليات، في ظل أن شباب اليوم مختلفون بسبب أن عالمهم متسارع ومتغير وتوجهاتهم مختلفة أيضا.. ملمون بما يدور حولهم ولا يجدون صعوبة في قراءته وفهم ما يحتاجه، والأغلبية منهم ولله الحمد يدركون معنى التنمية الاقتصادية وحتى ما يحتاجه المستقبل. المتغيرات القاسية والتهديدات المحيطة واطلاعهم المباشر على كل ما يدور حولهم جعلهم أكثر تركيزا على البحث عما يدعم مستقبلهم ومستقبل بلادهم.. فلدى شبابنا ارتقت الهمم واتسع الوعي لتسقط الرايات المشبوهة والشعارات الزائفة. السعوديون في زمنهم الجاري يجارون قيادات مهمة ورئيسة في بلدان متقدمة كثيرة منطلقة من أن عماد الأمم الناجحة شبابها وهم عنوان نهضتها وارتقائها على جميع الأصعدة. وما ذكرناه أعلاه لا يعني التنكر لأصحاب الخبرات الكبيرة وتهميش قدراتهم، فالحكمة في معظمها تأتي مع اكتساب الخبرات وتجارب الحياة.. ولأن النسبة العظمى لتعدادنا من الشباب مع المقومات التي جعلت الخبرات في متناولهم فمن غير الجدير أن يتجاوز الكاتب المهتم بشؤون بلاده الرؤية العميقة التي يتبناها ويقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لا سيما وأن ما كشف عنه وفق شأن يخص مستقبل شباب اليوم والأجيال القادمة لافت جدا ويُبنى عليه كثير من التوجهات داخليا وكل ما يخص التنمية والرؤية بما يخدم الشأن الداخلي. وهنا سأتوقف أمامها لأن الأمر يتعلق بالرؤية الشبابية لأبناء هذا البلد المدركين لما يحتاجونه فأشد ما أعجبني أكثر في فحوى الرؤية عدم الاستكانة إلى كثير من التابوهات الرافضة للتنمية والرقي واستغلال الموارد استغلالا إيجابيا حتى لو كان الأمر لا يتفق مع بعض المتمسكين بالقديم.. فالمستقبل لا بد أن يرتكز على طريقة شبابية منطقية مدركة.. وهنا لسنا بصدد استعراض الفكر الشبابي فيها لأن الكل اطلع عليه وفهم ما احتوته.. لكن حق لي أن أشير إلى موضوع مهم في عملية التطلع المستقبلي الذي نعيشه، وأهمية التغيير والانطلاق، وقد يكون ما سأكتبه قاسيا بعض الشيء.. لكن الله يعين بما يساعدنا على تقبل النقد حتى وإن زاد إلى الرفض. ما أرمي اليه هو أن الرؤية والتغيير في التعامل الاقتصادي شأن مستقبلي للإصلاح والتطوير ويبدو من سماتها أنها تشير إلى أننا لم نتمكن من ذلك خلال أربعين عاما مضت استمرت الأوضاع فيه معتمدة بشكل كلي على النفط وسعر البرميل فيه، فإن ارتفع ارتفعنا وإن تهاوى تضررنا.. قد تكون هذه هي الحقيقة، ولذلك فمن المنطق أن جيلا كاملا وأحدده هنا بمن بلغوا الخمسين عاما وأكثر "الذي أنتمي إليه أنا أيضا" لم يستطيعوا أن يوجدوا الحلول البديلة وبما جعلنا تحت رحمة هذا النفط، ولعدم جرأة هذا الجيل فمن الأجدر أن نعتمد على جيل جديد في كل خطط التنمية والتطور والتخطيط المستقبلي المرتبط بمستقبلنا ومنه وفيه رؤية 2030. في البدء إنشاء وتهيئة فكر تنموي مختلف عن الجيل السابق الذي دأب على الاستكانة والبطء في التغيير وفق تردد عنوانه "الله لا يغير علينا" وكأنهم رافضون لكل ما هو جديد قد يغير الأمور عليهم. ما سيدفعنا للتفاؤل أن ما نحن بصدده جيل مدرك لأهم وسائل الإصلاح.. يدير البلاد اقتصاديا وفكريا يضع لنا الحلول، ويعايش ويصنع المستقبل وفق أهداف وطموحات رؤية 2030. ليحضر السؤال الأهم الذي يتبناه مع إجاباته الآن قائد المسيرة الشبابية الأمير محمد بن سلمان: لماذا لا نبدأ من الآن لوضع الحلول والبدائل، لكي نكون منتجين فاعلين بالنفط وبدونه؟! الآن نحن أمام مفترق طرق وبإمكان الشباب السعودي ووفقا لمؤشرات الرقي لديهم في رأينا أن يفعلوا أكثر من ملء الوظائف، بإمكانهم أيضا صناعتها والتأثير فيها. وفي هذا الزمن ندعوهم إلى خوض غمار التحدي والمخاطرة استنادا إلى إدراك أن كل ناجح لا بد أن يكون قد صعد فوق مرتفعات من الإخفاقات. والأهم في كل ما يقال عن التغييرات التنموية التي ننتظرها أن بوسع الشباب في كل مكان من السعودية المساعدة في تحقيق رؤية خطة التنمية المستدامة لعام 2030 لا سيما وأنها هنا لم توفر الفرص للشباب فحسب.. بل إنها تعمل على غرس قيم ومبادئ وتطلعات وارتقاء يحيون بها وتحثهم على الابتكار وتحقيق الريادة، أوليسوا هم من سيقود بلادنا وتنميتها إلى المستقبل؟!