كما ان كل شيء يتغير يفترض أن يتغير الفكر السياحي عند السعوديين. ظاهرة السفر من اجل مشاهدة فيلم سينمائي أو جلوس مع العائلة في مطعم أو حضور حفلة أو مسرحية على وشك الانتهاء. سوف تنتهي سياحة كسر الرتابة. البيت الاستراحة المقاهي البيت وتضيف عليها العائلات الأسواق. هذه السياحة تتحول إلى رتابة أخرى في الأماكن السياحية التي يسافرون إليها. تشاهد العائلات السعودية يتحركون على خطوط ثابتة. روتين يترسخ مع تكرار الزيارة لهذا البلد أو ذاك. يصبح الأمر هروباً من رتابة والوقوع فيها مرة أخرى. أتذكر كاريكاتيراً للأستاذ محمد الخنيفر قبل سنوات يرسم فيه امرأتين سعوديتين إحداهما تسأل الأخرى وش شفتوا في لندن فتجيب الأخرى شفنا حصة بنت خالتي ومها بنت جيراننا. يصور هذا الرسم ان الأخت لم تذهب إلى لندن لترى لندن. مجرد إعادة تجميع العائلة في ظروف أفضل فقط. سياحة باهظة التكاليف ومتع متواضعة. لا تدرك بعض العائلات أن هناك سياحة يعرفها العالم تقوم على المتعة والمعرفة والمكاسب الثقافية والتسوق أيضا. اذهب لترى الشيء الذي لا تعرفه لتعود منه بتجربة مختلفة عن التجارب السابقة. بنصف كلفة الذهاب إلى لندن يمكن أن تسافر إلى الصين في جولة على عدة مدن مليئة بالحداثة التي تقدمها لندن مضافا إلى ذلك تراث الشرق العريق. بجانب الصين عدة دول وشعوب تستحق الزيارة مثل فيتنام وتايلند. تعرف على الحضارات والثقافات والناس المختلفين عنك. لا يعني هذا ان تذهب لتتثقف وتزور المتاحف والمعالم الحضارية. هذا شيء رائع ولكن هذا لا يجتذب عائلة تريد أن تروح عن نفسها وعن الأطفال. عندما تستبدل بلداً ببلد تختلف عنها ثقافيا ستجد متعة جديدة. مع الأسف يتحرك كثير من السعوديين في مدن محدودة مثل لندنباريس والآن ثمة هجمة عجيبة على تركيا. تغير العالم يفترض أن نتغير معه. لم تعد العائلة اليوم في حاجة إلى من يدلها على الفرص السياحية المتوفرة في العالم. المعلومات السياحية بين يدي كل من يريدها. أظن أن كثيراً من العائلات ضحية شركات السياحة السعودية خاملة الخيال. هجرت منذ سنوات مكاتب الخطوط ولم أعد اتصل ببشر على الاطلاق لأحجز أو اقرر وجهة سياحية. ثمة شركات عالمية كبرى تتنافس على النت. تقدم أفضل العروض وافضل الأسعار وضمانات. في كل مرة ابحث في قوقول انتظر ان تخرج لي شركة سياحية سعودية على النت دون جدوى. من الواضح أن الشركات السياحية السعودية وقعت في الروتين الذي أسهمت في خلقه.