في السبت الأخير من شهر ابريل الماضي، اكتظت مدرجات ملعب الملك سلمان في المجمعة بالأعلام البرتقالية، صوتهم يملأ المكان شرقاً وغرباً، هتافهم موحد لمؤازرة الفيحاء الذي كان يخوض لقاءً حاسماً أمام أحد، كان أقصى طموح جماهيره ألا يخسر فريقهم ليضمن الصعود رسمياً إلى الأضواء، كان الحلم الذي ينام عليه أبناء المجمعة أن يصل الفيحاء للممتاز لأول مرة في تاريخ النادي، مضت 94 دقيقة والفريق متأخراً 2-1 أمام أحد الذي تترقب أعين جهازه الفني حركة الثواني في ساعة الملعب، الحكم يرفع صافرته لينفث فيها زفرة النهاية ليعلن صعود أحد وتأجيل فرحة أبناء المجمعة، في هذه الأثناء تسلل علي خرمي من بين دفاعات أحد ليودع المستديرة داخل الشباك الأحدية، وينطلق إلى المدرج البرتقالي ويطلق معها أفراح صعود النادي الذي تأسس قبل 66 عاماً وكان يظن أنصاره وهم يحتفلون بصعوده أنهم بلغوا منتهى طموح الإدارة، وأن العمل سيتوقف عند هذا الحد وأن الفريق سيكون كغيره من الفرق التي تفد إلى الدوري الممتاز لتمضي موسماً أو اثنين ثم تعود مرةً أخرى إلى حيث كانت، بلا طموح ولا خطط مرسومة واضحة المعالم للفريق الذي يحل ضيفاً على الدوري الممتاز. كان سعود الشلهوب الذي يتقلد رئاسة الفيحاء بالتزكية منذ عام 2015 يملك طموحاً آخر ورؤية مختلفة تماماً، يدعم توجهات الرئيس الذي اكتسى شعر ذقنه بالشيب دعماً شرفياً كبيراً يضخه أعضاء الشرف في خزانة الفيحاء، بفضل هذا الدعم ابتدأ الفريق الذي يلقبه محبوه ب "طواحين المجمعة" موسمهم باكراً، فاستهل صفقات الموسم بأسماء مميزة ابتدأها بحارس الخليج مسلم آل فريج وزميله لاعب الوسط طلال مجرشي ثم نجح بضم لاعبي الوسط عبد المجيد الرويلي من الهلال ومعتز تمبكتي من الاتحاد والتوقيع مع لاعب الوسط عبدالله المطيري وضيف الله القرني لاعب أحد وعبدالله كنو من التعاون وتوفيق بوحميد من الفتح وحاتم بلال أحد المدافعين الشبّان الذين برزوا في الوحدة، وقبل أيام استهل الفريق تعاقداته غير السعودية بالتوقيع المبدئي مع التشيلي روني فيرنانديز مهاجم بوليفار البوليفي، ويواصل مجلس الإدارة تحركاته لإتمام الخانات الخمس الباقية للفريق أجنبياً. على صعيد تجهيز الفريق الذي يشرف عليه الروماني كونستانتين جالكا فقد ابتدأ معسكره الخارجي بالنمسا وسيشهد عددا من اللقاءات الودية، وكان رئيس الفيحاء قد ذكر في تصريحات صحافية سابقة أن الفريق لم يصعد للدوري الممتاز إلا للمنافسة ولن يكتفي بمجرد المشاركة، هذا التصريح المدعوم بعمل متميز على أرض الواقع يؤكد أن الفيحاء سيكون أمام موسم مختلف في تاريخ النادي الذي سيشارك للمرة الأولى بين الكبار الموسم المقبل، ولكنه في التوقيت ذاته سيشكل ضغطاً كبيراً على اللاعبين والجهازين الفني والإداري وهو الأمر الذي ربما يغيّر الكثير من موسم الفريق وبسببه قد يتراجع الأداء الفني كثيراً، ويفشل الفريق من تحقيق أحلام طموحات أعضاء الشرف الذين دفعوا لخزانة النادي ملايين الريالات، لذا فأمام الإدارة الفيحاوية عمل شاق في جانب تهيئة اللاعبين النفسية وتجهيزهم لخوض مباريات الدوري.