كل إنسان ينتمى إلى فئة معينة أو أكثر. إما بالدين، أو بالعرق، أو بالبلد، أو باللون، أو بحالة الجسد، أو بالمستوى الاقتصادي، أو الاجتماعي الخ. قد ينتسب الإنسان لأكثر من فئة في الوقت نفسه. كأن يكون أجنبياً، وفي الوقت نفسه من أصحاب الاحتياجات الخاصة. وفي المسألة الفئوية، ثمة فئة زائلة، وفئة دائمة. مثلا إذا كنت أجنبياً، فانتسابك إلى هذا سوف يزول عنك، إذا عدت إلى بلادك، أما إذا كنت من فئة غامقي البشرة، فانتسابك هذا سيبقى معك إلى الأبد. لا أريد أن أتحدث عن الهوية، وإنما في مسألة التجادل. عندما تدخل في جدل مع شخص حول قضية، فأنت لا شك تتجادل مع شخص ينتمى إلى فئة من الفئات. كل فئة من هذه الفئات يمكن أن تكون سلبية وإيجابية حسب ما تراه. فالأجنبي هو إنسان إذا نظرت إليه بطريقتك الخاصة يصبح كونه أجنبياً نقيصة. عندئذ تظن أن هذه النقيصة سلاح في يدك. لنفرض أنك تتجادل مع شخص ما حول مباراة الهلال والاتحاد. إذا ظهر عليك بوادر هزيمة، أو إن غلبك الغضب، وكنت غير مدرك لفن الحوار، سوف تنقلب عليه وتقول يا أخي أنت أجنبي وش دخلك أصلاً في الهلال والاتحاد. لا يوجد علاقة بين كون هذا الشخص أجنبياً، وبين حبه للهلال، أو الاتحاد، لكن بنقل الحوار من رياضة، إلى قضية هوية تعلن فراغك من الحجج. استغلال جانب في خصمك تراه نقطة ضعف، قد يتحول إلى سلاح ضدك. ستدفع الآخرين المشابهين له في الأجنبية مثلا يتكتلون ضدك. قد يكون هناك آلاف من الأجانب يشجعون فريقك. جعلتهم يناصبوك العداء مجاناً، ربما تحولوا إلى تشجيع الفريق الآخر. قدمت لخصمك هدية مجانية. في هذه الحالة بحثت عن أسباب نصر في مكان آخر لا علاقة له بالموضوع. ما الذي يعنيه أن يكون المرء باكستانيًا أو هندياً في مسألة تشجيع الهلال أو الاتحاد. بمجرد أن أدخلت هذا التصنيف تكون دفعت الباكستانيين إلى صفه، وربما يسانده كل أجنبي آخر. في الوقت نفسه وضعت نفسك هدفاً لخصومك الآخرين من أبناء بلدك. جعلتهم ب (حق أو بباطل) يزايدون عليك. اتهامك بالعنصرية، اتهامك بمخالفة أوامر الدين الخ. المحاور الجيد هو من يسلب خصمه مصادر قوته، كأن يقول يا أخي الباكستانيين أذكياء أنت من فين جيت. بفرزه من انتسابه. لا يسمح لفئته أن تتعاطف معه. التويتر اليوم هو أفضل مكان نتعلم منه الحوار. الطرف الذي يترك الموضوع، وينتقل إلى شخص المحاور، أو فئته، يهزم قضيته بيده.