الطفل بداية من عمر السنتين تقريبا يبدأ بتجربة ضرب من حوله ليستبصر مدى قدراته، وليعبر عن بعض مكنوناته الداخلية من مخاوف عاطفية كنقص الحنان أو الغيرة أو الإحساس بعدم الاهتمام، ولأسباب نفسية معقدة أخرى، وهي شكوى حقيقية يشتكي منها كثير من الآباء، وفي أحدث الدراسات الألمانية المتخصصة في التربية تحدثت أن أي حلول أخرى لمواجهة ضرب الطفل غير طريقة الحزم هي طريقة فاشلة تزيد المشكلة ولا تعالجها. فمثلا محاولة ظهور الأب أمام طفله بأنه فعلا ضعيف وأنه قد تلقى الضربة وقد سببت له ألما أو سقوطا على الأرض أو جعلته يتلوى أو يتأوه بالألم كنوع من التمثيل على الطفل، نعم هي طرق خاطئة جدا. وتخلص الدراسة إلى أن التعامل مع هذه الظاهرة السلوكية لا بد أن يحتوي على أربعة عناصر رادعة هي على التوالي مايلي: أولا النظرة العاتبة الحاسمة من العين، ثانيا الإمساك بمعصم اليد المرفوعة للضرب وتعليقها مرفوعة مع الضغط البسيط ورفض إنزالها كنوع من العقاب المؤقت لماذا ارتفعت يدك، ثالثا الكلام الحازم بالعبارة الواضحة والبطيئة مع الضغط على كل حرف ومقطع بأن لا تضرب، رابعا سياسة العقاب والحرمان من المحبوبات والمرغوبات المؤقت ثم سياسة الإثابة على السلوك الصالح... وهكذا وخير الكلام ما قل ودل، وعلى دروب الخير نلتقي.
