هذا المقال ليس وصفة سحرية لمن أرادت اختصار المسافة إلى مشاعر الإنسان من خلال قراءة الكتب التي تتناول العلاقات العاطفية وكيفية السيطرة على أحاسيس البشر، إنه مجرد محاولة لتغيير نمط غذائي جعلنا نسير مثل الأموات الأحياء كأفلام (الزومبيز). تربت نساؤنا على أن الطريق إلى قلب الرجل يمر من خلال معدته فاجتهدن في التفنن في ترسها بكل ما لذ وطاب حتى أصبحت غير قادرة على التفكير أو حتى على الحب. وبعد عقود من أكل الكبسة المشبعة بالدهون والنشويات دخلنا عالم المقبلات وقوائم الحلويات، مما أورثنا السمنة والسكري وما الله به عليم من أمراض ومشاكل صحية. أعلم بأن هذا الكلام سيقودني إلى متاعب جمة، ولكن الأمر يتطلب بعض الشجاعة والتضحية. ربما لم يحن الوقت لذلك.. لذا فإنه من العدل إلقاء اللوم على مطاعم المثلوثة والرز البخاري التي تملأ شوارعنا وأحياءنا. رغم الأبحاث الطبية التي تؤكد أن معدة الإنسان البالغ تستطيع استيعاب ما يساوي أربعة غالونات في المرة الواحدة إلا أن لدي قناعة بأننا قد تجاوزنا هذا المعيار بكثير، وإلاّ إلى أين تذهب هذه التباسي المليئة بالأرز واللحم والقرصان والجريش وما يسبقها ويتبعها من طعام؟ وفيما تعمد دول بعينها لتحديد النسل لمواجهة ارتفاع المعدل السكاني فإنه من المنطقي خلق آلية حكومية للحد من هذه الكميات غير المنضبطة من الغذاء الذي نتناوله كل يوم. لا أعتقد بأن هذه الأمراض الشائعة في المملكة مرتبطة بالطبيعة أو موقعنا الجغرافي بل بنوعية وكمية ما نأكله فلماذا نعجز عن تغيير ذلك بينما نصرف المليارت على الصحة والتعليم، وبينهما قصور بالغ في التوعية والتثقيف في هذا المجال. لا يمكن لبطن متخم أن يفكر أو ينتج، لذا فإن الطريق إلى عقل الرجل وصحته وليس قلبه فقط.. يمر عبر معدته.