كوريا الجنوبية تتوعد بالرد على بالونات القمامة    «التجارة» تراقب أكثر من 33 ألف منشأة في مكة والمدينة والمشاعر    الصادرات السعودية توقع مذكرة تفاهم مع منصة علي بابا    فيصل بن مشعل يرعى حفل تكريم معالي رئيس جامعة القصيم السابق    51 طائرة إغاثية سعودية لإغاثة غزة    الشورى يناقش مشروعات أنظمة قادمة    الهلال الأحمر بالمدينة ينجح في إنقاذ مريض تعرض لسكتة دماغية    سعود بن خالد يتفقد مركز استقبال ضيوف الرحمن بوادي الفرع    أمير عسير يؤكد أهمية دور بنك التنمية الاجتماعية لدعم الاستثمار السياحي    إطلاق اسم الأمير بدر بن عبد المحسن على أحد طرق مدينة الرياض    الأهلي السعودي والأهلي المصري يودعان خالد مسعد    الدكتور الربيعة يلتقي ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 36439    د. الردادي: المملكة تضمن سلامة وأمن ضيوف الرحمن وتحدد متطلبات اللقاحات في موسم الحج 1445ه    ضغوط تجبر نتنياهو على تجنب غزو رفح برياً    التخصصي يعالج حالة مستعصية من الورم الأصفر بعد معاناة 26 عاما    التجارة تدعو لتصحيح أوضاع السجلات التجارية المنتهية تجنبا لشطبها    الحزن يخيم على ثانوية السيوطي برحيل «نواف»    المملكة تسجل أقل معدل للعواصف الغبارية والرملية لشهر مايو منذ 20 عاماً    خادم الحرمين ومحمد بن سلمان لولي عهد الكويت: نهنئكم بتعيينكم ونتمنى لكم التوفيق والسداد    لأول مرة على أرض المملكة.. جدة تشهد غداً انطلاق بطولة العالم للبلياردو    هييرو يبدأ مشواره مع النصر    اجتماع حضوري في الرياض على هامش أوبك يضم السعودية وروسيا والإمارات و5 دول أخرى    تغطية كامل أسهم الطرح العام الثانوي ل أرامكو للمؤسسات خلال ساعات    مواطن يزوّر شيكات لجمعية خيرية ب34 مليوناً    «رونالدو» للنصراويين: سنعود أقوى    الجامعة العربية تطالب المجتمع الدولي بالعمل على إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة    أمير الشرقية يهنئ رئيس المؤسسة العامة للري بمنصبه الجديد    "فعيل"يفتي الحجاج ب 30 لغة في ميقات المدينة    3109 قرضا تنمويا قدمته البر بالشرقية وحصلت على أفضل وسيط تمويل بالمملكة    تواصل تسهيل دخول الحجاج إلى المملكة من مطار أبيدجان الدولي    "مسبار" صيني يهبط على سطح "القمر"    توافد حجاج الأردن وفلسطين والعراق    "الصحة العالمية " تمدد مفاوضات التوصل إلى اتفاقية بشأن الأوبئة    كارفخال يشدد على صعوبة تتويج الريال بدوري الأبطال    إرهاب «الترند» من الدين إلى الثقافة    البرلمان العربي يستنكر محاولة كيان الاحتلال تصنيف الأونروا "منظمة إرهابية"    «الصهيونية المسيحية» و«الصهيونية اليهودية».. !    ارتفاع ملموس في درجات الحرارة ب3 مناطق مع استمرار فرصة تكون السحب الممطرة على الجنوب ومرتفعات مكة    توجيه الدمام ينفذ ورشة تدريبية في الإسعافات الأولية    غرامات وسجن وترحيل.. بدء تطبيق عقوبة «الحج بلا تصريح»    بونو: قدمنا موسماً استثنائياً    فيصل بن فرحان يؤكد لبلينكن دعم المملكة وقف إطلاق النار في غزة    قيصرية الكتاب: قلب الرياض ينبض بالثقافة    الدفاع المدني يواصل الإشراف الوقائي في المسجد النبوي    تعاون صناعي وتعديني مع هولندا    بعضها أغلق أبوابه.. وأخرى تقاوم.. تكاليف التشغيل تشل حركة الصوالين الفنية    "أسبلة المؤسس" شهود عصر على إطفاء ظمأ قوافل الحجيج منذ 83 عاماً    توزيع 31 ألف كتيب لإرشاد الحجاج بمنفذ البطحاء    اطلاق النسخة الثالثة من برنامج "أيام الفيلم الوثائقي"    البرامج    قصة القرن 21 بلغات العالم    إصدار 99 مليون وصفة طبية إلكترونية    توصيات شوريَّة للإعلان عن مجالات بحوث تعزيز الصحة النفسية    مدينة الحجاج بحالة عمار تقدم خدمات جليلة ومتنوعة لضيوف الرحمن    ثانوية ابن باز بعرعر تحتفي بتخريج أول دفعة مسارات الثانوية العامة    وزير الداخلية للقيادات الأمنية بجازان: جهودكم عززت الأمن في المنطقة    الأمير فهد بن سلطان: حضوري حفل التخرُّج من أعظم اللحظات في حياتي العملية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العميد محمد الثقفي.. الرجل الأمين القوي
سطور المشاهير
نشر في الرياض يوم 02 - 12 - 2016

لم تكن رحلة الكفاح والعصامية في حياة الشاب محمد علي الثقفي الطائفي رحمه الله باليسيرة، عندما غادر قريته المجاردة (إحدى قرى محافظة الطائف) بحثا عن لقمة العيش وطلبا للرزق لتحسين وضعه المعيشي، سيما وأن الأوضاع المعيشية كانت تتسم بالصعوبة والتقشف لقلة الموارد آنذاك، متوجها إلى الطائف، حيث كان التحاقه بجهاز الشرطة النواة الأولى لانطلاقته نحو النجاح والتميز من خلال الإنجازات التي حققها عبر تدرجه الوظيفي، ولم ينقطع ذلك العطاء حتى بعد تقاعده برتبة عميد، وشهدت تلك المراحل العديد من النجاحات الوطنية الجليلة التي قدمها الثقفي سيما وأنه قضى معظم حياته بالعمل في الأمن الداخلي والذي يمثّل الركيزة الأساسية لبناء الدولة والمجتمع وتحقيق الهدوء والاستقرار وحفظ الأنفس والأموال وممتلكات الناس، فتنقّل من مركز شرطة لآخر بين أرجاء الوطن، واستقر به الأمر مديراً للشرطة بالرياض.
وعاصر الثقفي رحمه الله مرحلة التأسيس وبناء الدولة، والنهضة التنموية والبشرية التي شهدتها المملكة، منذ انطلاقتها الأولى على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله، فكانت من أصعب المراحل، ونظرا لمحدودية عمل الأجهزة الأمنية آنذاك، فقد كانت الأوضاع تتطلب المركزية، مما جعل العميد يتلقى الأوامر والتوجيهات من الملك عبدالعزيز مباشرة، وكذلك من الملوك الذين أتوا من بعده، وكان من خيرة من يمثل الدولة في التنفيذ والتطوير، في كل ما يوكل إليه من مهام ومسؤوليات، مما اكسبه حب الملوك ونيل ثقتهم، إضافة لحب الناس له، حيث كان حريصاً على مساعدتهم والتوسط لهم لحل قضاياهم بما يمتلكه من وجاهة ومكانة لدى رجالات الدولة وأصحاب القرار.
ويذكر أن العميد الثقفي سجن نفسه لإحساسه بالتقصير، في قصة نادرة الحدوث، كما كان للعميد محمد علي الثقفي مكانة لدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، حيث أمر بعلاجه على نفقته الخاصة عندما ألم به المرض، وقام حفظه الله بزيارة ذويه عندما توفي مقدما واجب العزاء، ومثنيا على أعماله وإنجازاته تجاه دينه ووطنه وولاة الأمر.
نال ثقة المؤسس وتعلم من الملك سلمان الحنكة والانضباط وعاصر مراحل تطور الجهاز الأمني.. وعاقب نفسه بالسجن
التحاقه بالشرطة
لم تشر التراجم إلى السنة التي ولد فيها العميد محمد علي الثقفي الطائفي بالتحديد، والأرجح أنه ولد بين عامي 1325 _1329 ه، في قرية المجاردة، ببلاد ثقيف بمحافظة الطائف، ونشأ ودرس القرآن الكريم في قريته ومسقط رأسه ونظرا للظروف المعيشية الصعبة آنذاك فقد كان فقير الحال، إلا أن طموحه كان عالياً لتحسين وضعه المعيشي، لذا فقد شد الرحال وغادر القرية وهو في ريعان شبابه إلى الطائف للعمل وطلب الرزق، وحال وصوله للمدينة عمل بأعمال يدوية متواضعة وشاقة بنفس الوقت، فحمل مواد الإنشاءات والبناء كالحجر والطين، إلا أن هذه الأعمال لم ترتق لطموحه، فقرر الانتقال إلى مكة المكرمة، فتلقى الدروس في المسجد الحرام، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة ومن ثم بدأت رحلته الحقيقية والخطوة الأولى لكفاحه وانطلاقته، حيث التحق بسلاح الرشاش السعودي في "قشلة جرول" والقشلة كلمة تركية تعني الثكنة العسكرية، ولكنه لم يستمر طويلا، إلا أن التحاقه بهذا الجهاز كان النواة الأولى لانخراطه في الخدمة العسكرية بشكل أوسع لخدمة دينه ووطنه، فقرر الانتقال إلى المدينة المنورة، والالتحاق بجهاز الشرطة، ثم انتقل بعد ذلك بعام للعمل كمدير لشرطة رابغ، ثم عمل بشرطة الوجه بعد ذلك قرر العودة إلى مكة المكرمة والالتحاق بمدرسة الشرطة الحديثة بدورتها الرابعة، وكانت المدرسة حديثة التأسيس آنذاك، وبعد أن أنهى فترة التدريب بمدرسة الشرطة بمكة المكرمة، تخرج برتبة وكيل ضابط، وتم تعيينه رئيسا لمخفر شرطة "قهوة باب المعلم" التابع للمنطقة الثانية بمكة المكرمة، والتي كان من بين أعمالها العديدة تسجيل أسماء المغادرين من مكة إلى جدة بواسطة سيارات الأجرة، وفي غرة من شهر رمضان لعام 1363ه، تم نقله إلى العاصمة الرياض مع مجموعة من خريجي مدرسة الشرطة بمكة المكرمة ومنهم اللواء عبدالهادي عبدالغني فقيه والعميد السيد رضا جمل الليل واللواء محمد الغرابي رحمهم الله وغيرهم كثير، وعيّن ب "دروازة الثميري" لفترة محدودة استمرت لنحو 4 شهور تقريبا حيث نقل في غرة محرم 1363ه إلى شرطة الخرج برتبة مفوض ثان، وكانت المدينة حديثة النشأة والعمران والسكان، إلى أن صدر قرار الملك عبد العزيز رحمه الله، بتحويلها إلى منطقة زراعية نشطة، وأشرف الثقفي على تأسيس مركز الشرطة في المنطقة واستمر لنحو سنتين تقريبا، وفي الخرج ومن بعدها الرياض كانت له قصص وحكايات تدل على حرصه ويقظته، كما أن له مراسلات ومجالس مع أعيان المنطقة تدل على حرص هؤلاء الرواد على التعاون فيما بينهم لتحقيق المنافع ولتسهيل الإجراءات والقضايا العامة، ومازال أبناء وأحفاد العميد محمد بن علي الثقفي يحتفظون بالمراسلات التي كانت بين والدهم وعدد من المشايخ والمسؤولين، والتي لا شك أنها تشكل قيمة علمية مضاعفة للباحثين والدارسين، لاسيما أولئك المعنيين بالتاريخ والعلوم الاجتماعية أو ما يسمى التاريخ الاجتماعي قبل أكثر من خمسين عاماً، سيما وأنها تناقش قضايا اجتماعية تحكي لك واقع المجتمع السعودي قبل ستة عقود كما أنها تسلط الضوء على البدايات المجتمعية لعدد من المدن والأحياء وتستطيع من خلالها استعراض حياة الناس والوقوف على مراحل تطور الجهاز الأمني في المملكة سيما وأن الثقفي عمل في معظم بلدان وأقاليم المملكة قبل وبعد توحيدها باسم المملكة العربية السعودية.
وبعد أن أنجز مهامه بتفان وإخلاص في الخرج عاد الثقفي إلى الرياض بداية 1365 ه، وتم تعيينه رئيسا للمنطقة الأولى ثم رئيسا للمنطقة الرابعة. ثم نقل للعمل كمدير لشرطة القنفذة وهو أول مدير لها، عاد بعدها للعمل بشرطة الرياض مرة أخرى، ونظير جهوده وعمله الدؤوب، فقد تمت ترقيته إلى رتبة مفوض أول بشرطة الرياض، وذلك في الأول من شهر ربيع الثاني من عام 1367ه وفي شهر شعبان من عام 1370ه، رقي الى رتبة وكيل قائد بشرطة الرياض، وتدرج في المناصب العسكرية وأثبت قدرته على القيادة، وبعد مضي نحو 4 سنوات قلّد رتبة قائد الشرطة وذلك بتاريخ 11\8\1374ه ثم ترقى إلى رتبة عقيد بتاريخ 4\9\1379ه ثم استلم إدارة التفتيش ومساعدا لقائد مدير شرطة الرياض وما إن لبث حتى أنيط به القيام بأعمال شرطة الرياض بقرار وزاري صدر بتاريخ 223\6\1383ه وفي عام 1387 ه، عين مديرا لإدارة التفتيش بالأمن العام.
تعامله مع المراجعين
ترك العميد محمد علي الثقفي - رحمه الله - أثر طيبا، وحظي بسمعة عطرة لدى ولاة الأمر، والمواطنين والمقيمين على حد سواء، وبقي اسمه يتردد بين الناس حيث عرف - وهو الرجل القوي في عمله - بدماثة خلقه وتواضعه وحرصه على خدمة المراجعين وتسهيل أعمالهم والسعي لقضاء حاجاتهم كما عرف عنه - رحمه الله - حفظه لأسرار عمله وسعيه لحل قضايا الناس بالكتمان لاسيما وأن عمله متعلقاً بالقضايا والوقوعات اليومية، وهو ما جعله أيضاً على اطلاع دائم بأحوال الناس وكان – رحمه الله - قبل وبعد تقاعده حريصاً على تقديم الشفاعة لمن طلب منه ذلك، وكانت له مساهمات ومبادرات اجتماعية منها مساهمته الفاعلة في تأسيس شركة كهرباء (ترعة ثقيف) ووصول العديد من الخدمات الأخرى إلى منطقة وادي ثقيف كما كان -رحمه الله- حريصا على متابعة التطورات على الساحة العربية والعالمية، وقراءة مختلف الثقافات والمجالات الرصينة.
توجيهات المؤسس
عاصر الثقفي الملوك رحمهم الله جميعا، ونهل من معيتهم، واستمد منهم الخبرات التراكمية في مختلف المجالات سيما العسكرية منها، ولكون الأوضاع تتطلب المركزية آنذاك، وذلك لمحدودية الأعمال والمهام التي كانت محصورة في عهد الملك عبد العزيز ب (الأمن، والسجون والمرور، والحراسات الليلية) فقد كانت توجيهات الملك عبدالعزيز له مباشرة، وكذلك الملوك من بعده رحمهم الله جميعا، حيث كان يوكل إليه تنفيذ مهام خطرة، وأيضا كان يأخذ التوجيهات من الملك سلمان، عندما كان أميرا لمنطقة الرياض، حيث عمل تحت إشرافه وتعلم منه، الانضباط والحرص على إنجاز أعمال المواطنين على وجه السرعة والقرب منهم والاستماع الى مطالباتهم وشكاواهم، لذا فقد توالت إنجازاته وعطاءاته لوطنه، واتسمت أعماله بالتطويرية حيث كان له دور كبير في تأهيل العديد من قيادات الشرطة، من ضمنهم اللواء محمد بن عايش المطيري، والفريق أول محمد بن هلال المطيري والعقيد محمد بن علي بن خليفة وغيرهم حيث ساهمت تلك الكوادر مساهمة فاعلة في قيادة الجهاز الأمني.
الثقفي يعاقب نفسه
ومن الطرائف النادرة، وهي قصة قلما تحدث، فقد بلغت به درجة الانضباط إلى أن يسجن نفسه عقابا لها، وبداية القصة أن شرطة الرياض لم تقم بتوفير المواكبة والتشريفات لموكب ولي العهد آنذاك الأمير سعود بن عبدالعزيز رحمه الله، الذي كان متوجها بعد صلاة العيد إلى قصر الحكم لاستقبال المواطنين، الذين قدموا من أنحاء المملكة لتقديم التهاني لسموه، وحينها تحمل المسؤولية عن ترتيب جدول المهام أمام مدير الشرطة واتجه إلى السجن الموجود آنذاك بقصر المصمك وأوقف نفسه فيه، وما إن علم الأمير سعود رحمه الله بالأمر، حتى أمر بإنهاء توقيفه وأمر له بمكافأة مجزية.
ثقة ولاة الأمر
نال الثقفي طيلة حياته العملية ثقة ولاة الأمر، ورجالات الدولة والمسؤولين والقيادات العليا، ومن ذلك فقد حظي بتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أمر بعلاجه في مستشفى الملك فيصل التخصصي بعد أن ألم به المرض عام 1986م، وحرص على زيارته وتتبع حالته الصحية وهو الذي يعرفه جيداً من خلال عمله في شرطة الرياض، وبعد وفاته في الثاني من شهر ذي الحجة عام 1414 ه، قام بزيارة أسرته لتقديم واجب العزاء ومواساتهم في وفاة والدهم، مشيدا بخدماته وأعماله التي قدمها طيلة حياته.
يذكر أن للعميد الثقفي -رحمه الله- العديد من الأبناء كعيد وصالح وعيد هو الآن سفير للمملكة في سلطنة عمان، ولا غرابة أن يحصل محمد علي الثقفي على أوسمة وشهادات تقدير من ولاة الأمر، نظير جهوده المضنية وخدمة وطنه، ومن ذلك فقد حصل على وسام الملك فيصل من الدرجة الثالثة، وحصل على شهادة تقدير من الملك سلمان عندما كان أميرا لمنطقة الرياض، وتسلمها خلال حفل تكريم متقاعدي شرطة الرياض في عام 1403ه، إلى جانب عدد من الأوسمة والدروع و"النياشين" التي تحكي جزءا من تاريخ مسيرته العسكرية في القطاع الأمني.
تاريخ الشرطة
أولى الملك عبدالعزيز رحمه الله اهتماما كبيرا لإيجاد جهاز أمني عال يفرض هيبة الحكم ويقوم بتنفيذ الأوامر والمحافظة على مكتسبات المجتمع ومقومات تقدمه، وكانت إدارة الشرطة عند دخول الملك عبدالعزيز الحجاز مدعومة ب 70 ( خويّاً)، وتشكلت منها وحدة الدرك "رجال الحرس" ثم تزايد العدد فبلغ 896 فردا، و 32 ضابطا، وذلك في عام 1351ه، ثم دعم بنحو 900 جندي من قوات الهجانة بعد إلغاء تشكيلها عام 1354ه، وتم افتتاح فروع أخرى في 14 مدينة، وذلك عام 1355ه، وتعود قصة تطوير جهاز الشرطة في بداياته إلى عام 1344ه، حيث أصدر المجلس الأهلي بمكة المكرمة أول تعليمات تناولت أوضاع الشرطة ووظائفها وانتخب المجلس لجنة لهذه المهمة، تحت مسمى (الشرطة ووظائفها)، وتلا ذلك في العام نفسه استحداث منصب مدير الأمن في المملكة لأول مرة، وكان ذلك قبل توحيد المملكة بقرابة ستة أعوام، وبعد صدور نظام التعليمات الأساسية ارتبطت الشرطة بالنيابة العامة، وصدر بعد ذلك أمران ملكيان يحددان بعض الشروط التي يجب أن تتوفر في رجال الشرطة كالنزاهة والاستقامة، وكذلك الصفات المطلوبة في مدير الشرطة، واقتضى التطور الذي واكب مرحلة التأسيس، إنشاء فروع للشرطة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة، وقسم خاص لشرطة الحرم مستقل عن شرطة مكة المكرمة ثم صدر أمر ملكي في عام 1349ه، يقضي بتوحيد جميع الدوائر العسكرية، ومنها دائرة الشرطة تحت رئاسة مدير الشرطة العام ومقره في مكة المكرمة، ووافق النائب العام على ما أصدره مدير الشرطة العام من تعليمات تحدد ارتباط الأجهزة العسكرية بالحكام الإداريين وتشكلت شرطة منطقة الرياض في عام (1350- 1351ه) أي قبيل توحيد المملكة بقرابة سنة، وقد عين أول مدير لها وهو محمد بن عبدالله العطيشان، وكانت شرطة الرياض في بدايتها تقع في مبنى داخل مدينة الرياض في شارع الثميري وتشمل أربع مناطق الأولى وتقع بدروازة الثميري ويرأسها المفوض أول محمد بن علي الثقفي الطايفي ومعه المفوض الثالث عبد الإله العسيري والمفوض الثالث عبدالحميد زمزمي، وكان الثقفي قد تولى بعدها رئاسة المنطقة الرابعة فوكيلاً لقيادة الشرطة ثم قائداً للقوة لسنوات عديدة أما المنطقة الثانية بالرياض فتقع وسط البلدة بالقرب من قصر الحكم في الصفاة برئاسة المفوض ثالث خالد الفلاح والمنطقة الثالثة وتقع في حي دخنة برئاسة المفوض الثالث علي الجاسر ثم المفوض الثالث عبدالفتاح خياط في فترة أخرى من هذه المرحلة، والمنطقة الرابعة وتقع في "حلة الأحرار" خارج البلدة آنذاك برئاسة المفوض الثالث عبدالله نحاس وكانت إمكانات الشرط أنذاك بسيطة إذ لم يكن لدى شرطة الرياض سوى سيارة صغيرة لمدير الشرطة ذات لون أسود إضافة إلى سيارتي جيب "ولز" سلّمت إحداهما لمفوض المركز وبقيت الأخرى للطوارئ، وكان جنود الشرطة آنذاك ينقسمون إلى خمسة أقسام: المشاة والحركة المرورية والخيالة وراكبو الدرجات البخارية وراكبو السيارات، أما الدوريات لاسيما الليلية فكانت بواسطة الخيول التي لا يزيد عددها على ثمانية، وكان هناك مسميات عسكرية ألغيت مثل وكيل ممتاز ومفوض أول وثاني، وتعدلت خلال هذه الفترة مسميات الشرطة وأقسامها، ونشأت فيما بعد إدارات أخرى متخصصة مكملة لعمل الشرط مثل الدوريات النجدة، والمرور وأمن الطرق، وقد تعاقب على إدارة شرطة الرياض كل من محمد العطيشان من (1351- 1361ه) ثم اللواء علي جميل من (1361- 1365ه) ثم العقيد عبدالرزاق سعادة من (1/2/1366-16/6/1366ه) ومن ثم اللواء حسين زقزوق (1366-1373ه) تلاه عساف بن حسين العساف (1373-1374) ثم العميد ناصر العساف (1374- 1378ه) ثم العميد جميل ألطف (1378- 1380ه) ثم اللواء محمد الغرابي (1380-1383ه) الذي سمي عليه شارع الغرابي الشهير بالرياض ثم العميد محمد بن علي الثقفي من (1383- 1387ه) ثم الفريق أول محمد بن هلال المطيري (1387-1399ه) ثم اللواء محمد المطيري (1399-1409ه) ثم اللواء منصور بن عبدالله العيدان (1409-1410ه) ثم اللواء صالح البراك ثم اللواء عبدالله الشهراني ثم المدير الحالي اللواء سعود بن هلال.
وفاته
توفي العميد محمد بن علي الثقفي الطايفي في الثاني من شهر ذي الحجة من عام 1414ه، بعد حياة حافلة بالعمل في المجال الأمني الذي أدرك الطايفي بداياته الأولى وشهد مراحل تأسيسه وتطوره وتوسعه في المناطق المركزية والبلدات النائية، وحضر وفاته عدد من المسؤولين الذين شاركوه مراحل البناء والتأسيس في القطاعين الأمني والعسكري على وجه العموم لاسيما في مراكز الشرطة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة ومدينة الرياض، رحم الله "الشرطي" ورجل الأمن العميد محمد علي الثقفي رحمة واسعة.
محمد الثقفي متوسطاً اللواء عبدالعزيز جيفان والعميد محمد الخليفة
الثقفي مع الفريق أول حمد الشميمري
عاصر الثقفي مراحل تطور الجهاز الأمني في المملكة
محمد الثقفي على اليمين وعلى يساره الفريق أول محمد المطيري والعميد محمد الخليفة وعدد من ضباط الشرطة
شهدت الأجهزة الأمنية فقزات كبيرة في مسيرة التطور والتحديث
منصور العساف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.