الحلمُ حقٌ متاح ومشروع للجميع ولكن يبقى التحدي في تحقيق ذلك الحلم على أرض الواقع. تسأل الطفل عمّا يريد أن يكون في المستقبل فيجيبك (حسب تلقين الأهل) أحب أصير طيارا أو طبيبا أو مهندساً إلى آخره، لكنه حين يخوض غمار العلم والتعليم أثناء السعي للوصول الى الحلم المنشود تجده في النهاية يبيع الخردوات في حراج (ابن قاسم)!. وذلك فيما أحسب ينطبق على حلم الناقل الوطني الأول الذي نسمع عن تطويره منذ نصف قرن. نعم خمسون عاماً بالتمام والكمال وناقلنا يقطع الوعود تلو الوعود في أن (يجتهد لخدمتنا) ولكنه يخفق في اجتهاده ويصبح كما يتندر من جرّب سوء الوسيلة بأنها إحدى "وعثاء السفر"! إليكم رسالة "السعودية" الخطوط كما نُقِشتْ أحرفها على إحدى صفحات مجلة (أهلا وسهلاً) الصادرة عن ذات الناقل ثم احكموا فيما تحقق من رسالتهم حسب تجاربكم الشخصيّة: " أن نكون ناقلا جويّا عالميا حريصا على إرضاء ضيوفه، يعمل بقدرات تنافسية، وفق أسس تجارية رافعا شعار الوطن حول العالم بسواعد مُحفّزة عالية التأهيل". أما كاتب هذه السطور فسيركّز في حكاية اليوم على حرصهم إرضاء (الضيوف) كما يحلو لهم تسمية الركّاب المسافرين، فمن أبسط حقوق الضيف حسب مختلف المفاهيم استقباله بوجه طلِق من قبل موظفي المستضيف على الأرض أقصد في (الكاونترات) مفتاح الدخول لعالم "السعودية" وهذا لم يحدث حسب تجربة طويلة ولم نتوقعه وبالتالي لن نطلبه ولكننا نطلب الاحترام في حدوده الدنيا. يقولون في رسالتهم إن "سواعدهم مُحفّزة عالية التأهيل" وأقول السواعد عالية التأهيل هي التي تمد اليد بطولها لاستلام وثائق "الضيوف" وتسليمها بينما سواعد الناقل المتخشّبة لا تمتد لأكثر مما يسمح به كبرياء موظف (الكاونتر) فعن أي تأهيل يتحدثون؟ أما القدرات التنافسيّة فهذه نكتة يصعب استساغتها لهذا سأترك الحديث بشأنها لكل من جرّب وعثاء السفر.. نسأل الله السلامة. [email protected]