اذا نظرنا الى المنطقة العربية نجد انها اصبحت شذر مذر لعبت فيها الاهواء والمصالح الفردية والخارجية فهذه ايران سخرت كل مواردها الاقتصادية والسياسية واللوجستية والعسكرية لنشر الارهاب وخلط الاوراق وزرع الطائفية وتعميقها لانها حصان طروادة الذي ركبته وتركبه لتحقيق اهدافها المشبوهة وهذه اسرائيل تتحالف معها وتخطط لها وتدعمها عدم الاستقرار مصيبة بل كارثة في أي مكان يحل فيه فهو طريق الفوضى واختلال النظام وضياع الحقوق وتفكك الدول وتدخل الاخرين في شؤون البلاد والعباد ناهيك عن ان ذلك يؤدي الى ان يقوم كل من هب ودب بتنفيذ القانون بيده ووفق رؤيته ومصلحته واجندته، وخير دليل على ذلك ما يجري في كل من العراق وسورية وليبيا واليمن فكل يغني على ليلاه، وكل منهم له اتباع وكل منهم له ممولون، والكل يحارب الكل فالهدف مفقود والمصلحة فردية والمستقبل ضبابي واللاعبون كثر والمستفيدون من الخراب اكثر. واذا نظرنا الى المنطقة العربية نجد انها اصبحت شذر مذر لعبت فيها الاهواء والمصالح الفردية والخارجية فهذه ايران سخرت كل مواردها الاقتصادية والسياسية واللوجستية والعسكرية لنشر الارهاب وخلط الاوراق وزرع الطائفية وتعميقها لانها حصان طروادة الذي ركبته وتركبه لتحقيق اهدافها المشبوهة وهذه اسرائيل تتحالف معها وتخطط لها وتدعمها وهناك قوى كبرى رسمت السيناريو وتعمل على تنفيذه على ارض الواقع. كل هذا يجري ومثقفو الامة يجترون القشور ولا يرون الكارثة الكبرى التي تهدد الامة فهم منقسمون فيما بينهم، ويكيلون التهم لبعضهم البعض هذا ليبرالي وهذا إخواني وهذا جامي وهذا علماني، وهذا كذا وهذا كذا فكل همهم التهارش فيما بينهم بعيدا عن طرح افكار ورؤى مفيدة والتزام خط وسط ففي الوطن متسع للجميع دون مصادرة لاراء او افكار احد. وفي الوطن متسع لكل الفئات وكل التوجهات البنائية، واذا كان التواؤم من مقومات الاوطان ايام الرخاء فهو من اكثر الضرورات في ايام المحن خصوصا ان المنطقة العربية تمر في هذه الايام بمحن واضطراب وخوف وعدم استقرار واستهداف واطماع وقتل وتدمير لم تشهده المنطقة عبر تاريخها الحديث ويستثنى من ذلك المملكة ودول الخليج التي ما زالت تحافظ على استقرارها وسوف تستمر في المحافظة عليه على الرغم من الاستهداف والمؤامرات التي تحيكها ايران وحلفاؤها والذين يعملون على استهدافنا بطرق مباشرة وغير مباشرة معولين على الارهاب لشق صف الوحدة الوطنية من ناحية، والحاق الفوضى وعدم الاستقرار في الدول الحليفة والمحيطة من ناحية اخرى. وما محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا الا واحدة في سياق سيناريو المخطط الذي يهدف الى عزلنا لنبقى وحيدين امام العاصفة الخارجية بعد ان اعيتهم الجبهة الداخلية بصمودها ووحدتها والتفافها حول حكومتها بقيادة ملك العزم والحزم سلمان بن عبدالعزيز ومؤازرة ولي العهد وولي ولي العهد -حفظهم الله-، لذلك أستغرب كل الاستغراب ذلك الجدل الحاد في بيئتنا المحلية بين المؤيدين للانقلاب الفاشل في تركيا، وبين المعارضين له ولجوئهم الى تخوين بعضهم البعض اليس هذا دليلا على خواء وقلة فهم وعدم ارتقاء الى مستوى المصلحة العليا للوطن من كلا الطرفين؟ نعم استقرار تركيا كدولة يهمنا جميعا اما الافراد والقادة فهم يجيئون ويذهبون وتبقى الاوطان ولهذا علينا ان نركز على مصالحنا ووحدتنا الوطنية وان نكون يدا واحدة لان عدونا المشترك لن يفرق بين اسلامي وليبرالي وعلماني فالكل مستهدف من خلال استهداف الوطن ارضا وثروة ومقدسات وانسانا بغض النظر عن انتمائه وميوله بما في ذلك الذين يخدمونه بصورة مباشرة او غير مباشرة، والذي يحتاج الى دليل فلينظر الى ماذا حل بالعراق سنته وشيعته فالكل تحت مطرقة قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الايراني وزبانيته فعامة الشيعة وعامة السنة يتمنون ايام صدام حسين على الرغم من ظلمه وجبروته ودكتاتوريته ولينظروا الى الشام وكيف اصبحت. ان وحدة الكلمة من اهم عناصر الوحدة الوطنية واهم عناصر وحدة الكلمة التفكير العقلاني وعدم الانقياد الى العاطفة فالعقل يقود الى الرشد والعاطغة تقود الى المهالك. نعم ان اهم عناصر نهضة الغرب وتقدمه يتمثل في استخدام العقل وتحكيمه فيما يخص نظامهم وتعليمهم وقوانينهم الداخلية وفي تنحية العاطفة اما في ديار الاسلام فاننا نجد في التربية الاسلامية ثروة من اهم مبادئها الحث على استخدام العقل والحكمة باعتبارهما دليل الانسان الى التفكر والتدبر والنجاح والتقدم الا ان المشكلة تكمن في التطبيق ذلك ان الكل ينصح الكل ليل نهار حتى ان احد المغردين قال لو طبق الناس النصائح المتبادلة بينهم من خلال (الوتس اب) لسلمت الملائكة عليهم في كل مكان. على العموم في خضم الاحداث الاخيرة في تركيا وفيما سبقها من احداث نجد ان اعلامنا مقصر وما زال مفسحا المجال للاعلام المضاد على الاقل خارجيا فعدد القنوات والفضائيات التي تدعمها ايران لا يعد ولا يحصى ناهيك عن حراكهم الاعلامي من خلال اللوبيات ومن خلال السفارات ومن خلال الملحقيات الثقافية ومن خلال جيش السيبر والانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ناهيك عن حراكهم الصفوي ما يعني اننا مندوبون لكي نتبنى كل تلك الوسائل واكثر لخلق اعلام فاعل وقادر على صد الهجمة الاعلامية الغربية والصفوية التي تمهد الطريق لما هو اكبر من خلال كسب الرأي العام العالمي ضدنا وهذا بحد ذاته يعني اننا بحاجة ماسة الى ثورة اعلامية منافسة ومتفوقة على ما لدى الاعداء من وسائل ومرتكزات لوجستية وفي هذا الصدد لابد من تفعيل سفاراتنا وملحقياتنا في الخارح وتكثيف حراكنا العلمي والثقافي والبرلماني والدبلوماسي في الخارج على كافة المستويات لبيان وجهة نظرنا ومقارعة الحجج والادعاءات ودحضها بالبراهين والادلة الدامغة وتحقيق قصب السبق في تنوير المجتمعات الاخرى ولا نتركها فريسة للاعلام المضلل الذي يتهمنا بالارهاب مرة وباننا احد مصادره مرة اخرى ناهيك عن التنطع بالمبادئ النظرية التي ينتهكونها بكل فظاعة قبل غيرهم. ولا شك ان بروزهم ناتج عن العمل الدؤوب على كسب الرأي العام الخارجي بصورة مكثفة ونشاطه محموم من ناحية ويساعده على ذلك غيابنا النسبي من ناحية اخرى. والله المستعان [email protected]