رغم الزخم الهائل من الاحتفالات والفعاليات التي ستنظمها أمانات المناطق والمحافظات في عيد الفطر المبارك، إلا أن هناك العديد من المواطنين حجزوا مقاعدهم على رحلات لخارج المملكة لقضاء إجازة العيد في الخارج، سجلت العديد من الدول الأوروبية وجهة محببة للسياح السعوديين. وترى السيدة أمل الخليفي -ربة منزل- أن المحافظة على العادات في العيد ضرورة حيث تحرص على التواجد في أول يوم العيد المبارك لتبادل التهاني والتبريكات للأقارب والأرحام، ومن بعد يوم العيد تسافر لوجهة سياحية محددة مسبقاً، وعن وجهتها المقبلة تقول الخليفي: حجزنا ثالث أيام العيد لإسطنبول وهي الوجهة المحببة لي ولجميع أفراد أسرتي، فحرارة الجو عموما في أيام العيد هي السبب وراء اختيارنا هذه الوجهة، كما أن معظم برامج احتفالات العيد في المناطق والمحافظات مكررة ولا يوجد فيها ما هو مختلف عن الأعوام السابقة، لذا قررنا السفر لخارج المملكة. عادات جديدة وتؤكد نجوى الهندي -معلمة- بأن السفر للخارج وخصوصا في مناسبة الأعياد يعد من العادات الدخيلة على مجتمعنا، وقد يعود لأسباب متعددة منها ارتفاع درجات الحرارة وبداية إجازة الدراسة الطويلة بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، ولا نغفل جانب التقليد الأعمى من البعض على اعتبار أن السفر للخارج يعتبر من مظاهر الترف والرفاهية الاجتماعية. وتضيف: فرحة العيد وسط الأقارب والأهل لا تعادلها أي فرحة ويتطابق مع قيمته الدينية والاجتماعية لكونه أحد مظاهر صلة الرحم والتواصل بين الأقارب، ولا أرى مانعا من السفر والاستمتاع بالإجازة عقب انقضاء أيام العيد. قيمة العيد في أول يوم العيد تقضي عائلة أم مهند الغامدي الوقت في تبادل التهاني بعيد الفطر السعيد ثم تودعهم ثاني يوم لقضاء أمتع الأوقات خارج حدود الوطن، مضيفةً: هذه المرة الأولى التي نخطط فيها لقضاء إجازة العيد خارج الوطن، فكل سنة نقضي العيد بين ربوع الوطن، لكن من باب التجديد قررنا أنا وعائلتي السفر إلى النمسا هذا العام، خاصة أن للعيد في الخارج مذاقاً ونكهة خاصة من تجربتي الأولى، فالأجواء هناك منعشة تبعث الراحة في النفس، وفي كل مكان نجد الفعاليات المتنوعة. وتؤكد أم مهند أن العيد في الماضي له رونق وطعم مختلف عن الآن، وتضيف: كنا نشعر بقيمة العيد، حيث ينتهي الرجال من أداء الصلاة ليتبادلون التهاني والتبريكات بهذه المناسبة ويعطون للصغار العيدية، أما الحال اليوم فقد اختلف العيد تماما مثلما اختلفت طبائع الناس كثيرا، فأصبح اليوم الأول هو للتزاور والتجمع بين الأقارب وتبادل التهاني وثاني يوم ينام الناس حتى أذان الظهر وفي الفترة المسائية يبدأ التجول في المراكز التجارية التي تكتظ بالكثير من الناس، لذلك من باب التغيير قررنا هذا العام السفر في العيد إلى خارج الوطن لنستمتع بالأجواء الحلوة مع أبنائي وهي فرصة لشراء مستلزمات المدارس التي يمكن لنا أن نختار ما نشاء منها وبأسعار معقولة. تقاليد منسية وتوضح هديل الناصر -مدربة تنمية بشرية- بأن الكيان الأسري هو المنبع الأول للثقافة وهو اللبنة الأولى التي يستقي منها الطفل ثقافته، ويتضح في السنوات الأخيرة بأنه لم يعد يكترث العديد من الناس بأهمية يوم العيد وإحيائه بالتقاليد والعادات القديمة كالحرص على التزاور والتجمع وتبادل التهاني والتبريكات وتناول الطعام والحلوى معا، وعلى الجانب الآخر هناك العديد ممن يعشق التباهي والتقليد حتى يصل لدرجة إرهاق كاهله بالديون على حساب أنفسهم وثقافتهم فيلجأ إلى الاقتراض من أجل السفر إلى الخارج لقضاء أجازة العيد، أوجه كلامي لهؤلاء العينة من الناس بأن تتركوا التباهي والتفاخر جانبا وأن تحرصوا على إحياء الشعائر الإسلامية في هذا اليوم وسط تجمع الأقارب والجيران وبإمكان هذه الأسر السفر في الأيام التي تعقب العيد. بديل محلي وترفض لمى فهد -موظفة- الفكرة التي تتردد بين الناس بأنه لا توجد أماكن ترفيهية لدينا، مضيفةً: هناك أماكن كثيرة بالمملكة تستطيع العائلة أن تزورها فكل منطقة ومدينة تحوي على الكثير من الأماكن الترفيهية التي بإمكان كل زائر ومقيم أن يستمتع بها، فعروض الفنادق والشاليهات والأستراحات، والمراكز التجارية كفيلة بأن يستمتع الجميع بها أجمل الأوقات وسط أسرته وأهله، ولا أؤيد السفر خارج الوطن في مناسبة العيد، فاقتراب العائلة من بعضها هذا وحده كفيل بإشاعة فرحة العيد وتجديد الروتين. ظواهر جديدة وأكدت هتون العيد -أخصائية اجتماعية- بأن المجتمع يشهد تغييرات اجتماعية كبيرة بسبب تسارع وتيرة المستجدات العالمية والعربية التي لابد أن تؤثر على الظواهر الأسرية والاجتماعية في المملكة، فظهرت على السطح العديد من المظاهر الإيجابية والسلبية ومن هذه الظواهر السفر في الأعياد على اعتبار أنها موضة وظاهرة بدأت تتفاقم محليا. وتضيف: من المؤكد أن التقليد والمحاكاة عند بعض الأسر أضاع لديهم الأولويات في حياتهم فتقدم بند السفر للخارج على جميع البنود الأخرى للإنفاق الأسري، مما جعل الوضع يختل بباقي المصروفات والنفقات ولكنهم مع ذلك يحرصون على السفر للخارج أسوة بغيرهم من الأسر في العائلة، ولا ننسى في هذا المقام ثورة الاتصال الرقمي في معظم دول العالم ودورها في نشر الثقافات المختلفة. وتؤكد العيد بأن أي ظاهرة سلبية لابد أن تقابلها العديد من البرامج التوعوية لتزيد من توعية وتنوير الأسر في التوعية والتوازن في السلوك الأسري، كما تقع المؤسسات الدينية كخطب الجمعة عليها مسؤولية غرس القيم والوعي الأسري. كثير من المواطنين حجز مبكراً لقضاء العيد خارج الوطن موضة التقليد دفعت بالكثير لقضاء العيد في الخارج بند السفر خلال العيد يرفع تكاليف وميزانيات الأسر