تتويج دنيا أبو طالب بأفضل لاعبه عربية    «البيئة»: 30 يومًا على انتهاء مهلة ترقيم الإبل.. العقوبات والغرامات تنتظر غير الملتزمين    على خطى «الأمريكية».. حراك طلابي في جامعات فرنسا دعماً لغزة    مسؤولون دوليون يحذرون: اجتياح رفح «مذبحة»    «الزكاة والضريبة» تُجري تعديلات على اللائحة التنفيذية لضريبة التصرفات العقارية    رسالة من فيرمينو قبل لقاء الهلال    يايلسه غاضب بسبب موعد كلاسيكو الأهلي والهلال    موعد مباراة الاتحاد وأبها اليوم في الدوري السعودي    «الأمن العام»: بدءاً من السبت.. منع المقيمين غير حاملي التصاريح من دخول العاصمة المقدسة    الفوزان: : الحوار الزوجي يعزز التواصل الإيجابي والتقارب الأسري    رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء    جامعة الإمام عبدالرحمن تستضيف المؤتمر الوطني لكليات الحاسب بالجامعات السعودية.. الأربعاء    الجمعية السعودية للإعاقة السمعية تنظم "أسبوع الأصم العربي"    اختبار جاهزية الاستجابة لأسلحة التدمير الشامل.. في التمرين السعودي - الأمريكي المشترك    الصحة العالمية: الربو يتسبب في وفاة 455 ألف إنسان    سحب لقب "معالي" من "الخونة" و"الفاسدين"    إشعار المراسم الملكية بحالات سحب الأوسمة    تحويل حليب الإبل إلى لبن وإنتاج زبد يستوقف زوار مهرجان الألبان والأغذية بالخرج    الذهب يتجه للانخفاض للأسبوع الثاني    أمطار متوسطة إلى غزيرة على معظم مناطق المملكة    "ريمونتادا" مثيرة تمنح الرياض التعادل مع الفتح    ربط ميناء جدة ب "بورتسودان"    وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية    شراكة بين "البحر الأحمر" ونيوم لتسهيل حركة السياح    بدء تحقيق مكافحة الإغراق ضد واردات "ستانلس ستيل"    المملكة: صعدنا هموم الدول الإسلامية للأمم المتحدة    " عرب نيوز" تحصد 3 جوائز للتميز    "تقويم التعليم"تعتمد 45 مؤسسة وبرنامجًا أكاديمياً    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    "جوجل" تدعم منتجاتها بمفاتيح المرور    تزويد "شات جي بي تي" بالذاكرة    فصول ما فيها أحد!    وزير الطاقة: 14 مليار دولار حجم الاستثمارات بين السعودية وأوزبكستان    «الاحتفال الاستفزازي»    وفيات وجلطات وتلف أدمغة.. لعنة لقاح «أسترازينيكا» تهزّ العالم !    ب 3 خطوات تقضي على النمل في المنزل    136 محطة تسجل هطول الأمطار في 11 منطقة بالمملكة    انطلاق ميدياثون الحج والعمرة بمكتبة الملك فهد الوطنية    شَرَف المتسترين في خطر !    الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع    لجنة شورية تجتمع مع عضو و رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الألماني    في دور نصف نهائي كأس وزارة الرياضة لكرة السلة .. الهلال يتفوق على النصر    الخريجي يشارك في الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية للدورة 15 لمؤتمر القمة الإسلامي    مقتل 48 شخصاً إثر انهيار طريق سريع في جنوب الصين    تشيلسي يهزم توتنهام ليقلص آماله بالتأهل لدوري الأبطال    قصة القضاء والقدر    تعددت الأوساط والرقص واحد    وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية ويشهد تخريج الدفعة (103)    كيفية «حلب» الحبيب !    من المريض إلى المراجع    أمير جازان يطلق إشارة صيد سمك الحريد بجزيرة فرسان    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    مركز «911» يتلقى (2.635.361) اتصالاً خلال شهر أبريل من عام 2024    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ    مباحثات سعودية فرنسية لتوطين التقنيات الدفاعية    للتعريف بالمعيار الوطني للتطوع المدرسي بتعليم عسير    ما أصبر هؤلاء    هكذا تكون التربية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجربة امتلأت بالحياة حتى الإدهاش والأمل
غسان كنفاني في غير المنشور من أعماله
نشر في الرياض يوم 26 - 01 - 2006

غسان كنفاني الذي عاش قضيته حد الشهادة ما زال يسير ليس فقط بيننا بل وفينا. غسان الشهيد حين تكون الكتابة عنه ترتج بواطن الابجدية وشهادته كافية بذاتها لتكون ابجدية تعلمنا الفصحى الاعمق انها الفصحى المدوية بالدم. غسان كنفاني ما الذي تبقى؟ تبقى حلم مشروع لعظامنا المنبطحة في اكوام القش غسان كنفاني ما الذي تبقى؟ ما بقي من غسان حقا هو تلك الاشياء التي قدم حياته ثمنا لتكريسها: الارض الفقيدة والبطل الذي يحمل الخزان إلى آخر الارض .. ليفتت جدرانه. ثم تلك المغامرة الفنية الصعبة التي قفز بها عمرا في مسار تطور الرواية الفلسطينية على الواقع الفلسطيني والرمز معا ناسجا رحلة الفلسطيني من المنفى إلى الثورة هكذا صدحت اجابة فاروق وادي حين كان اول من تساءل: غسان كنفاني ماذا تبقى؟ غسان ترى ما الذي تبقى وابو الخيزران ما زال يسأل: «لماذا لم يدقوا الخزان؟» ومازال يدعو إلى رفض الموت ولكن الموت تشربته حقب الزمان واستشرى بحجم القامة وحتى صحراء «ما تبقى لكم» والتي لعبت دور الدافع إلى الفعل بالنسبة إلى «حامد» اختلفت وتعطلت و«ام سعد» التي اعطت اشارة رمزية للتخلص من الذين يحاولون الهرب باسم التعقل ويجبنون حين تجب الشجاعة ما زالت اشارتها قائمة برسم التنفيذ و«سعيد» في «عائد إلى حيفا» الذي ما زالت تشهده الذكريات فانها ما زالت كذلك مسكونة بنشوتها الأولى. غسان .. ماذا تبقى بعيدا عن العاطفة وولوجا إلى العقل .. إلى مملكتك المفقودة والتي لم تسترع سوى انتباه البعض .. وشخوصك المستغرقة بالتأمل .. بنا ما زلنا نرشف من ملوكتها: غسان كنفاني مدرس الحياة تمثل مسيرته وحياته الشعب الفلسطيني اصدق تمثيل وكما يؤكد فضل النقيب في كتابه «عالم غسان كنفاني» فان الفلسطيني فيه يتنفس من كل الاتجاهات ولكنه في القضية يتنفس من جهة واحدة وبهواء خاص. تزامنت ولادته «1936» مع ولادة ثورة فلسطينية مميزة استمرت لاكثر من ثلاث سنوات وحين انتهت الثورة بالفشل كان غسان في الثالثة من عمره وحين سقطت مدينة عكا في مارس سنة 1948 كان غسان قد بلغ الثانية عشرة فخرج مع اسرته مهاجرا إلى دمشق. وفي دمشق التحق بالجامعة بقسم الادب العربي ومن ثم ذهب إلى الكويت ليدرس بالانتساب هناك وفي نفس الوقت انتسب إلى حركة القوميين العرب بعد ان جمعته الصدفة بالدكتور جورج حبش وبعدها فصل من الجامعة بعد قضائه ثلاث سنوات فيها لاسباب سياسية وبعد ان ترك الجامعة انصرف إلى مشاغله السياسية والادبية وظل يعشق الموسيقى والرسم وبعدها سافر إلى بيروت بناء على طلب من «حركة القوميين العرب» التي ينتمي اليها وعمل ضمن هيئة تحرير مجلة «الحرية» (1963 - 1967) ويقرر حين يعلم بمرضه بالسكري: «ما دمت لست ميتا فسأتصرف وكأني لست مريضا منذ الآن وحتى النهاية لن اسمح للمرض ان يتدخل في حياتي الا مرة واحدة مرة واحدة فقط»! ثم عمل في «المحرر» وهي جريدة ناصرية (1963 - 1967) ورأس ملحق «فلسطين» اسبوعي ثم عمل في «الأنوار» (1967 - 1969) وفي 26 يوليو 1969 ظهر العدد الأول من مجلة «الهدف» الاسبوعية ليتولى رئاسة تحريرها.
لقد كانت ثقافة غسان منوعة وواسعة، فهو لم يكتف بدراسة اللغة العربية وآدابها بل اطلع على انجازات الغرب في الأدب بشكل عام والرواية بشكل خاص فاطلع على كتابات هيغو ودستوفسكي وديكينز وبلزاك وغوركي وتشيكوف وسارتر وغيرهم ونلمس تأثره المباشر في قصصه الأولى بهؤلاء الكتاب الذين شغف بعالمهم، فنجد مثلا عالم الأطفال المتشردين يجتذبه ويلتقط نماذجه من واقعه المحيط به. «حميد» المشرد في «كعك على الرصيف» يقابل غافروش المشرد في (البؤساء) وكذلك (ام سعد) المناضلة تقابل الام عند غوركي رغم الاختلاف الجذري بالطبع في تصوير الشخصيتين عند الكاتبين، لان كلا منهما يرسم صورة لها اصلها المختلف في واقعه ويرمز بها إلى اصل مغاير ايضا. وغسان لم يترك المجال للنقد عموما ان يهاجمه في تأثره في ميدان الأدب الروائي الغربي، فهو تأثر بجيمس جويس الايرلندي ووليم فوكنر الأميركي ويظهر هذا التأثر في روايته «ما تبقى لكم» من زاوية التقنية الفنية واستخدام تيار الوعي في الرواية، واعتماد الزمن عنصرا اساسيا في البناء الروائي ويعترف بتأثره هذا في حديث اذاعي اعيد نشره بعد استشهاده في مجلة الهدف (في سبتمبر، 1973) وفيه يقول: بالنسبة لفوكنر انا معجب جدا برواية «الصخب والعنف» وكثير من النقاد يقولون ان روايتي «ما تبقى لكم» هي امتداد لهذا الاعجاب ب «الصخب والعنف» وانا اعتقد ان هذا صحيح.. انا متأثر جدا بفوكنر ولكن «ما تبقى لكم» ليست تأثرا ميكانيكا بفوكنر بل هي محاولة للاستفادة من الادوات الجمالية والانجازات الفنية التي حققها فوكنر لتطوير الأدب الغربي. وبهذا لا مجال لاحد من «النويقدين» ان يقولوا ما لاخلاف عليه من اعتراف لغسان ذاته في تأثره بفوكنر. وكما وعد غسان لم يتدخل المرض في حياته الا مرة واحد فقط، حين استشهد في صباح الثامن من 1972 بعد ان زرع عملاء العدو الصهيوني متفجرة في سيارته وما ان ادار مفتاح التشغيل فيها حتى تفجرت، فاودى الانفجار بحياته وحياة ابنة شقيقته (لميس) التي كانت برفقته. ان شخوص كنفاني المستغرقة بعروق التأمل نعرفها في «رجال تحت الشمس» التي كتبت عام 1963 وتناولت احداث 1948، «انهم» يمشون في طريق الضياع معتمدين على الماضي، انها رحلة الموت، اذ يبدأ الصراع ما بين الرجال الثلاثة والزمن، وعجز الرجال عن اختيار الطريق الصحيح، انه العجز الذي يقابل الموت، لذا اختاروا طريق الهرب عجزوا عن اختيار قائدهم في الرحلة، الذي هو بدوره رجل عاجز حتى عن دق جدران الخزان أي عن رفض الموت. اما في روايته «ما تبقى لكم» التي كتبها بعد انبثاق الثورة الفلسطينية في يناير 1965 فيوضح فيها اهمية الفعل الثوري، وذلك عبر الشخصيات الخمس: حامد، مريم، زكريا، الزمن ثم الصحراء. اما في رواية «ام سعد» فقد جاءت كنموذج لم يمهد لظهوره كنفاني فهي تمثل النموذج الايجابي، انها الشعب، المدرسة انها المرأة الكادحة الصبورة المؤمنة بالمستقبل أما «سعد» رمز الفعل الايجابي الثوري وابو سعد النموذج الثوري من الطبقات الكادحة و«ام سعد» تؤكد ان الخيمة تؤدي إلى البندقية، أما في رواية «عائد إلى حيفا» فالشخصيات المتمردة اساس الرواية، أما روايته «العاشق» غير المكتملة فانه قد كتب بدايتها عام 1966 وهذا يعني انه قد تركها وكتب بعدها رواياته المكتملة «ام سعد» و«عائد إلى حيفا» وهي تقدم صورة الإنسان الكادح الفلسطيني الذي يشكل مادة الثورة ومستقبلها أما في روايته الثانية غير المكتملة «الأعمى والأطرش» ففيها شخصيتان تمثلان انواع الانسحاق الإنساني، ضرير وأخرس انها من شخصيات في عالمه الروائي ولكنها لا تهرب من واقعها. وفي روايته «برقوق نيسان» والتي لم يكتب منها سوى صفحات قليلة، متوهجة متجددة، ثمة تجسيد لنظرته الفكرية لقوى الثورة الاساسية وقيمها ومفاهيمها انها تجسد التناقضات التي تسير جنبا إلى جنب في هذه الحياة، الولادة، الموت، الفرح، والألم. وعن الروح العامة المسيطرة على قصص غسان منذ بداية كتابته للقصة حتى آخر قصة كتبها نجد صورا من حياة الشعب الفلسطيني في تشرده وفي لجوئه ثم في صموده ومواجهته عدوه بشكل فردي حينا وجماعي حينا آخر. وعن قصته التي يكتبها وتجربته يقول «صعوبة القصة اني اريدها واقعية مائة بالمائة وبنفس الوقت تعطي شعورا هو غير موجود». وفي قراءة اعماله غير المنشورة نطل على تجربة عميقة، لقد امضى كنفاني خمس سنوات في الكويت مشتغلا بالتدريس والصحافة، قبل ان ينتقل إلى بيروت، وهو صاحب المواهب المتعددة فمارس الرسم ودرسه في الكويت، وكتب القصة والمسرحية والرواية والمقالة والدراسة وقضية فلسطين بشهيقها وزفيرها ملاذه في كل ذلك. وخلال الفترة التي امضاها غسان كنفاني في الكويت وهي تزيد على خمس سنوات، منذ سنة 1956 وحتى سنة 1960 حيث عمل في التدريس والصحافة هل تم نقل كل ما كتبه في تلك الفترة الخصبة من حياته إلى مؤلفاتها المنشورة وعلى سبيل المثال لا الحصر فرواية «من قتل ليلى الحايك» أو «الشيء الآخر» لم تنشر في كتاب يحمل اسم غسان إلا عام 1983 مع انها نشرت في حلقات مسلسلة في مجلة الحوادث اللبنانية سنة 1966 كما ان مسرحية القبعة والنبي لم تنشر الا في سنة 1973 في مجلة شؤون فلسطينية مع انها مكتوبة سنة 1967 وانطلاقا من هذه الاعتبارات ونظرا لأهمية كشف ورصد كل ما كتبه غسان كنفاني وما لم يتم نشره في مجلداته وكتبه في مجالي القصة والرواية فهنا رصد لأعماله التي لم يسبق ان دخلت في كتب منشورة له. قصة رسالة من حسن نشرت هذه القصة في جريدة الفجر الاسبوعية «الكويت» بتاريخ 7/10/1958 ونشرها بعد ان استقر في الكويت وارفقها برسم معبر قام هو نفسه برسمه وهي لم تدخل ايا من كتبه المنشورة أجمع. والقصة تعالج حياة عامل في احد كراجات دمشق يعيش في مخيم اليرموك القريب من المدينة ويتنقل على رجليه ما بين مكان عمله وسكنه، واثناء رحلة الذهاب والاياب فان افكارا وخواطر عدة تتزاحم في ذهنه، واحداها التحاقه بابن عم له يعمل في الكويت. لكن من أين له اجرة الطريق التي توصله إلى الكويت؟ وبعد تفكير توصل واكتشف بان الاقتراض من الناس هو الذي يمكنه من حل هذه المشكلة، وبالتالي فإنه عندما يصل إلى الكويت ويعمل فيها فانه سيسدد ما استدانه وهكذا لم يبق عليه الا بطاقة الزيارة، وهذه سيتكفل بها ابن عمه حسن، بحكم كونه ابن عمه أولا، وبحكم كون شقيقته شبه مخطوبة له منذ الصغر الا انه تذكر حديثا أنه كان قد تم حوار بينه وبين ابنة عمه حول زواجهما في الباص الذاهب إلى المخيم، فما كان منها الا ان زجرته وقالت له «قبل ان تفكر بالزواج فكر بمعطف جديد يستر جسمك» فتذكر لحظتها واقعه فبلع الغصات فالفقر والحاجة التي تطحن البشر محور القصة ومع ذلك فقد جاءت رسالة حسن من الكويت وفيها بطاقة الزيارة الموعودة ولحظتها فان خيالات سد الحاجة طافت في ذهنه واكد لنفسه بانه سيكسو امه وشقيقته وسيؤمن لهما حاجتهما وسيتزوج خديجة ابنة عمه التي شمخت عليه بانفها وسيذكرها بكلمات «الاحتقار» التي قالتها له يوما. الا ان سطور الرسالة اللاحقة حملت مفاجأة: «لقد زوجنا خديجة لشاب ممتاز ادع لابنة عمك بالتوفيق» وهكذا تم وأد مشروع السفر وضاعت خيالات سد الحاجة سدى. هذه القصة غير المنشورة في مطبوع لغسان يرى الناقد سليمان الشيخ انها قد حملت الارهاصات الأولى لرواية «رجال في الشمس» والتي نشرت سنة 1963 وقصة «رسالة من حسن» نشرت بالطبع عام 1958. قصة أحد من الخالدين هي التمثيلية الاذاعية التي نشرها الكاتب في جريدة «الفجر» بتاريخ 28/10/1958 ووقعها بحروف وارفقها برسم فني معبر حمل توقيعه الصريح والكامل وقد وضع الشهيد هذه المقدمة للقصة التمثلية: «التمثيليات الاذاعية نمط جديد من الاداء الفني فرضه جمهور المستمعين إلى الاذاعات ورغم ان هذا الفن لم يتمركز بعد في مكانة بين فنون الادب الاخرى الا انه في طريقه لكي يفعل». وتعتمد التمثيليات الاذاعية بالاضافة إلى موضوعها على الموسيقى التعبيرية والاصوات المختلفة والالقاء الخاص وتتوزع اصوات التمثيلية على الراوي والأم وابنيها حسن وفضيل مع الموسيقى وصدى الاصوات. واللحظة التي ترصدها التمثيلية - القصة هي هجوم الصهاينة لاحتلال قرية عيلبون احدى قرى الجليل الفلسطيني ويبدأ الراوي باعطائنا فكرة عن تاريخ القرية ونضالات رجالاتها قبل الهجوم الأخير بينما ينفطر قلب الام خوفا وحبا وحنانا على ولديها وهي تراهما مدججين بالسلاح تماما كوالدهما الذي سقط شهيدا من قبل. وبينما كان فضيل وحسن يتناقشان حول افضل السبل للمقاومة وافتداء القرية فانهما يريان بعض الخونة يستسلمون ويرفعون الرايات البيضاء الا انهما يرفضان هذه المهانة. الا ان الكثرة تغلب الشجاعة كما يقول المثل فيتجمع من تبقى من اهل القرية في كنيستها بانتظار ما سيحل بهم فيصل الصهاينة بعد ان تمت مقاومتهم بالرصاص ويجمعون من تبقى من الشبان ويطلقون عليهم النيران ويكون من بينهم حسن وفضيل ويجبرون من تبقى على النزوح. الا ان فضيل لم يمت فيصحو في الليل ليجد نفسه مكوما بين جثث اهل قريته وشبانها ويكتشف ان الدم ينزف من جسده فتتملك فضيل قوة خارقة تدفعه للزحف والخروج من القرية واثناء زحفه فان صوت شقيقه حسن كان يرن في اذنيه ويحثه على النجاح كي يعود ويسترد عيلبون وفلسطين كلها
في هذا الجزء من متابعة أعمال غسان كنفاني غير المنشورة، نطل على عدد من الروايات والقصص، التي نشر بعضها في حياته في الصحف والمجلات ولم تنشر في كتب وبعضها استشهد كنفاني قبل أن يتمها. لكنها تظل أعمالا حاضرة في أدبنا العربي، هنا تتمة المقال: قصة الشيخ الصغير نشرت هذه القصة في جريدة الفجر بتاريخ 18/11/1958 مع رسم تعبيري بريشة الشهيد كنفاني، وهذه القصة عن انسان وضعه في مكان هو غير مؤهل له، ولا يستطيع القيام بتبعاته مهما افتعل أو جار على نفسه. وتروي القصة حياة صبي نزح مع أهله من فلسطين، وتركوا فيها عقارات وأراضي خصبة، وهذه الاملاك لا يجوز ان يتسلمها الا كبير العائلة أو شيخ عالم (حسب عادات العائلة من قبل). ولأن والدة الصبي كانت تخطط للاستحواذ على الاملاك، لذلك فانها دفعت ولدها ابن الاثني عشر عاما إلى مدرسة الشيوخ، وتصادف الصبي في المدرسة، مفارقات ومصادفات كثيرة تدفعه دفعا في النهاية إلى ترك المدرسة. وبقي موضوع استعادة الاملاك بحاجة إلى طريق غير ذلك الطريق! وقد صيغت القصة باسلوب ساخر مترع بالتهكم وروح الدعابة. رواية العبيد أم اللوتس الأحمر الميت ضمن مقدمة كتب سلسلة اعمال غسان كنفاني التي بدأت مؤسسة الابحاث العربية في بيروت نشرها منذ سنة 1981 والتي تتضمن اعماله المنشورة وغير المنشورة في كتب من قبل، اشارة إلى ان للكاتب رواية بعنوان: «اللوتس الأحمر الميت» لم يتم نشرها في كتاب من قبل، وتشير المقدمة ايضا إلى ان الرواية تمت كتابتها سنة 1961. وهذه الرواية الطويلة نشرت مسلسلة في مجلة «الطليعة» الكويتية الاسبوعية، اعتبارا من العدد رقم 32 المؤرخ بتاريخ 22/5/1963 واستمر نشرها إلى العدد رقم 48 المؤرخ بتاريخ 11/9/1963 وهذا يعني ان نشرها توالى سبعة عشر اسبوعا ومع انها نشرت تحت عنوان: «العبيد» الا ان كلمة «العبيد» وعبارة «اللوتس الأحمر الميت» تعايشتا وتزامنتا في فصول الرواية، دون فصل، ودون ان تجور الأولى على الثانية، مثل:وحدق حواليه بحيرة، الاضواء الحمراء المزروعة في السقف كزهر اللوتس «العدد 32 - الفصل الأول ويرد في نفس العدد والفصل:» اننا نمضي حياتنا محكومين كالعبيد، حتى ليموت المرء قبل ان يكتشف ذلك، وهذه ليست مشكلة، المشكلة، هي ان يكتشف اللعبة قبل ان يموت. وفي العدد رقم 33 يرد النص التالي: «جر هشام قدميه وترك زهور اللوتس الحمراء مدلاة من السقف». وفي العدد 46 ورد النص التالي: قال هشام لصديقه عدنان: «كلكم عبيد» فاجاب عدنان «كلنا عبيد، انا معك، ولكن الفرق بيننا هو ان كلامنا يختار السيد الوحيد الذي نستطيع ان نجعله فيما بعد عبدا لنا، ولذلك نجتاز المستقبل، انظر إلي جيدا، قد يكون الفرق بيني وبينك انني ارفض العبودية، ولكنك تقبلها». وفي الفصل الخامس المنشور في العدد رقم 47، يرد النص التالي: «رفع رأسه، وحدق إلى واجهة الملهى، ما الذي اوصلني إلى هنا؟ صفعت انفه رائحة الخمر والعطر، فاخذ يتنشقها بكل سعة صدره، لو يستطيع ان يدخل الآن.. لو يستطيع، زهر اللوتس الأحمر مازال يتدلى من السقف». وبعد سرد هذه المقاطع من الرواية نلحظ في عنواني العبيد واللوتس الأحمر انه توجد رواية واحدة فقط، وضع لها الشهيد غسان عنوانين مختلفين.فالشهيد غسان كان قد كرر نفس الامر في وضعه لعنوانين مختلفين لرواية تم نشرها بعد الرواية التي اشير اليها وهي «من قتل ليلى الحايك» أو «الشيء الآخر» ومن هنا تأكيد وترجيح ان «العبيد» و«اللوتس الأحمر الميت» هما عنوانان لرواية واحدة انجزها الشهيد سنة 1961 اي في نفس السنة التي نشر فيها مجموعته القصصية الأولى «موت سرير رقم 12» وربما قبل ذلك بقليل.وبذلك تكون «العبيد» أو «اللوتس الأحمر الميت» هي الرواية الأولى للشهيد غسان، اي انه كتبها أو على الاصح نشرها في الصحافة قبل رواية «رجال في الشمس» التي صدرت سنة 1963 في كتاب. ملخص الرواية يمكن نقل ملخص الرواية كما سجله غسان نفسه اعتبارا من العدد رقم 45 من المجلة وكرر ذلك في الاعداد اللاحقة ايضا. «هشام شاب ضائع، يبحث عن نفسه من خلال الكأس والليل، و.. ايفا، ويعتبر مدة التدريس التي عاشها في دبي يراسل »ليلى بحكايات حب جميلة، وقد انتهت بعودته من دبي، فيعيش كما يريد دون ان يلتقي حتى باخوته العائشين في نفس المدينة. وعدنان شاب نضالي، صديق هشام، يحاول ان يوضح الحقيقة امام هشام، حقيقة الضياع الذي يعيشه مع الليل وايفا وحقيقة مرض القلب الذي يعاني منه، وحقيقة انطلاقه كالمجنون نحو ميناء الموت.ويصر هشام على الزواج من ايفا التي تصده بقوة فهي لا تملك مقومات الحب، فيوم وطأت اقدام الحلفاء ارض وطنها، وطأتها اجسام جنود الحلفاء ايضا، وافرغت فيها قاذرواتها كما افرغ جندي عددا من الرصاص في ظهر شقيقها الصغير امامها. ثم يطلب هشام من ايفا ان تزوره في غرفته، ولكن مريم (زميلتها) تزوره بدلا منها، وتصرح له بان ايفا لن تحبه، لانها تحب زوجها هي وانها اي مريم كانت تظن ان بامكانه ان يساعدها، ولكن ظنها فيه خاب. وبعدها بدأ هشام يراجع نفسه بعد ان رأى رجلا عجوزا معلقا في غرفته، منتحرا، بعد ان صرف عمره على اولاده الذين تنكروا له في شيخوخته. وبدأ يفكر بالعودة إلى العمل في التدريس وعاد إلى الفندق، فقال له زميله في الغرفة: لقد مات الخضري.. وناوله ورقة مطوية بها عنوان تاجر يفتش عن كاتب ليعمل عنده، فيذهب هشام إلى دكان التاجر ويتفق معه على ان يبدأ العمل عنده بعد ثلاثة ايام، لكنه لا يفعل ثم يلتقي في طريقه إلى الفندق بصديقه عدنان الذي يسأله عن حاله وايفا وهل مازال يحبها، ويطلب منه ان يعود اليهم ويتخلى عن فلسفته وسخف حياته الا ان هشام يكون مسوقا إلى نهايته الفاجعة.. والموت. وعند هذه النقطة التراجيدية تنتهي الرواية، بعد ان اوضحت مصير طريق العبث الذي سار فيه هشام، وبعد ان سجلت ادانتها له وموقفها منه. وحول السؤال لماذا لم يتم نشر قصصه «رسالة من حسن» و«واحد من الخالدين» و«الشيخ الصغير» وروايته «العبيد» أو «اللوتس الأحمر الميت» فذلك لا يسع الا الدخول في مجال الافتراض والاجتهاد فقط في هذا الموضوع. ونظرا لاهمية قصصه وروايته غير المنشورة في كافة اعماله المطبوعة نختار قصة «رسالة من حسن» المنشورة في مجلة الفجر الاسبوعية الكويتية بعددها 7/10/1958 ونعد بنشر روايته كاملة لاحقا. قصة لغسان كنفاني لم تضمها اعماله المطبوعة رسالة من حسن الطريق طويل شاق، ولكنه فضل ان يمشيه على قدميه كعادته كلما احب ان يفكر.. ويفكر بصوت مسموع ان استلزم الامر.. كان في مسيره يستشعر سعادة طاغية فالطريق الممتد بين مخيم اليرموك، حيث يسكن، وجنوب دمشق، طريق لطيف إلى حد كبير.. محفوف بالاشجار في جزء منه، ويعبق برائحة الارض الطيبة، وهو إلى هذا ايضا، طريق طويل.. كان الطقس باردا، ولكنه لم يكن يشعر تلك البرودة بصورة ملحة.. فلقد لف عنقه «بالحطة» البيضاء المتسخة، واضعا زاد يومه تحت ابطه، زارعا كفيه في جيبي سترته الزرقاء الملوثة بالشحم، رافعا كتفيه إلى منتصف رأسه، ناظرا امامه بعينين مفتحتين جيدا، مستشعرا تلك السعادة الطاغية المبهمة. لقد استطاعت رأسه هذه، المغروسة بين كتفيه القويتين، ان تذلل المشكلة الأولى التي قرر ان يبحثها، وهو مازال في اول الطريق، وقد يكون هذا هو سبب تلك السعادة التي يحسها بغموض.. لقد كان اول شيء فكر فيه ليلة امس هو جواب لهذا السؤال: من اين يمكن ان يستحصل على اجرة السيارة الكبيرة التي ستأخذه إلى الكويت؟ السيارة الطويلة اللماعة التي رآها كثيرا تدور قرب نهر بردى، ومن ثم تغيب في زحمة الضباب المسفوح على عنق دمشق الشمالي؟ نعم.. من اين؟ ولكنه الآن طرح هذا السؤال جانبا.. فلقد وجد له جوابا مقنعا: انه سيذهب للكويت كي يعمل، وكثير من الناس سيكونون على استعدادا مطلق لأن يعرضوا عليه بعض السلف كدفعات ترد فيما بعد.. ان الناس يحترمون اولئك الذين يكون بمقدورهم ان يجلبوا النقود من مكان ما.. بطريقة مشروعة.. واكثر من ذلك.. فلقد شهد مرة، الامر بأم عينيه.. كان ذلك عندما قرر ابن عمه حسن ان يذهب للكويت، لقد استطاع، بأقل من لمح البصر، ان يؤمن اجرة طائرة لا اجرة سيارة فحسب، ولقد ذهب حسن يومها للكويت، ثم بدأت رسائله ترد محملة بالجنيهات الاسترلينية التي كانت تتحول إلى خبز وفواكه، وفساتين رشيقة لاخت حسن، زوجته القادمة، المخطوبة له من صغره بالفاتحة وبالصلاة على سيد المرسلين. ثم ما لبث حسن ان ارسل للمخيم يطلب امه واخته لعنده.. وسافرتا إلى الكويت.. كان هذا دليلا جديدا على ان احوال حسن في تحسن دائم. لقد كتب لحسن مجموعة كبيرة من الرسائل طالبا منه ان يجد له عملا ما في تلك البلاد.. فهو يعمل ميكانيكيا متواضعا، في كراج متواضع، ولكن هذا لا يهم مطلقا.. انه يستطيع ان يبذل مزيدا من الجهد كي يصير احسن من الآن.. ولقد كانت اجوبة حسن من الكويت محملة بأمل جميل.. لقد كتب له حسن في آخر رسالة منه انه سيرسل له اجرة المرور في الرسالة القادمة، وانه، اي حسن، سيسعى لان يدخله في المصلحة التي يعمل فيها.. فهم بحاجة لعمال اقوياء، مثله هو. ولكنه لم يقل لاحد ما كتب له حسن، انه من هواة الكتمان، وانه لا شك سيعبر تلك اللحظة التي سيقول فيها لامه «احزمي لي متاعي.. سأسافر إلى الكويت»!. لا شك ان الدهشة ستعقد لسانها، ولسان اخته، الصغيرة، ولكنهم لن يلبثوا هكذا الا دقيقة، ثم سينطلقون في الثرثرة.. وستنطلق امه بالدعاء. ها! وسيأخذ معه إلى الكويت مجموعة لا بأس بها من الهدايا الصغيرة إلى حسن.. وإلى اخت حسن.. هدايا الشام سيكون لها احسن الاثر، في نفس خديجة!. سره اكثر ان يفكر بخديجة، انه لن ينسى ابدا يوم تيسر له ان يجلس بقربها في الباص للذهاب إلى المخيم.. حتى اذا تبسط معها بالحديث والضحك، انتهز الفرصة فقال لها انه ينوي ان يتزوج، ثم ضحك واردف غامزا بعينه: «اتزوج بنت عمي»، ورفعت خديجة وجهها إليه، وقالت بهدوء جم، كأنها مستعدة منذ زمن بعيد لكي تواجه موقفا من هذا الطراز. قبل ان تفكر بالزواج، فكر بمعطف جديد يستر جسمك. واحس، يومها، كأنما سقط به مقعده في حفرة لا قاع لها، وتزاحمت مجموعة من الكلمات السوداء على شفتيه فسكت، ثم نزل في اول محطة، وذهب إلى داره ماشيا، غارقا في افكاره الرمادية، ولكن لا بأس، ان خديجة مازالت صغيرة، غدا، عندما يذهب للكويت، سيحضر لها من الملابس ما تزهو به على صديقاتها كلهن، وسيلبس معطفا فاخرا، ساعتها لن تتردد في قبوله زوجا، هذا امر لا شك فيه، ويومها سيبدو في المخيم - اذ يعود إليه - انه احق شاب باجمل فتاة، كل رفاقه القدامى سينظرون إليه نظرة ايمان وتسليم، اولئك الرفاق المساكين! انهم لايعرفون شيئا مما يحدث، أمس، عندما مروا ببيته مساء، قالوا له ان رسالة من الكويت باسمه موجودة حيث يتلقى رسائله، عند السمان ابي سعيد في حي الميدان، ثم ساروا إلى بيوتهم دون ان يعرفوا شيئا، ان الرسالة قد وصلت اذن.. وفي الرسالة ما فيها، اولئك الرفاق المساكين! انهم لا يعرفون ان خديجة نفسها، حتى خديجة تجلس داخل هذه الرسالة مضت الليلة كلها وهو يفكر بالرسالة وبالكويت، لقد وضع برنامجه لكل شيء، امه سوف تلبس شيئا جديدا، لا شك، حذاء اسود كالليل، وان اخته، هي الاخرى، سوف تجد السعادة اخيرا، واخوه الصغير سوف يذهب لمدرسة كبيرة يتعلم فيها ليلا ونهارا، يتعلم فيها كل ما لم يتعلمه، وسيتزوج، وسيتزوج خديجة هذه التي شمخت بانفها يوم كان غير ما هو عليه الآن، سوف تعرف اي انسان كان في داخل ذلك الثوب الأزرق الملوث بالشحم والزيت، ان المخيم كله سيتحدث عن سعادته في زواجه منها، وسعادتها هي ايضا، وسيذكرها يوما ما بالكلمات التي قالتها في الباص، سيقول لها انها كانت طموحة اكثر من اللازم، صغيرة اكثر من اللازم، وسيذكرها ايضا. لك رسالة عندي يا مصطفى، وصحا من افكاره، وحاول ان يقول شيئاً ولكنه لم يستطع، ومد كفا خشنا إلى ابي سعيد السمان فاستلم الرسالة السميكة وشد خطواته مبتعدا عن فضول ابي سعيد، متوجها إلى زاوية ما، ليفض المظروف باصابع مرتعشة، وليقرأ خطوطا معوجة مكتوبة بقلم رصاص عريض الرأس: «اجازة مرورك مرفقة مع هذه الرسالة، انني انتظرك كي تبدأ عملك معي، يجب ان تأتي خلال هذا الاسبوع». وتلاحقت انفاسه، ودار دورة حول نفسه وهو يقلب الرسالة بأنامله المرتعشة، مستشعرا رغبة جامحة لان يقهقه من اعماقه وبكل قواه، لكن عيونه ما
لبثت ان تجمدت على بقية الرسالة فارتجفت شفتاه السميكتان وهو يقرأ ببحة محمومة «زوجنا خديجة لشاب ممتاز ادع لبنت عمك بالتوفيق».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.