أمير الرياض يرعى حفل تخريج متدربي ومتدربات «التقنية» والمعاهد الصناعية الثانوية    مسبار صيني يهبط على القمر    خلال أسبوع.. «مسام» ينتزع 1,406 ألغام وعبوات ناسفة من الأراضي اليمنية    مجلس الوزراء الكويتي يبايع الشيخ صباح خالد الصباح ولياً للعهد ونائباً لأمير البلاد    جهاز HUAWEI MateBook X Pro يتميّز بابتكارات متطورة ومزايا عدّة تجعله الجهاز الرائد ل 2024    وزير الخارجية يصل إلى الكويت في زيارة رسمية    الزعيم يتجلى في الجوهرة    انطلاق بطولة العالم للبلياردو في جدة    إدانة مزور شيكات ب34 مليون ريال منسوبة لجمعية خيرية    دوريات الأمن بمكة تقبض على وافدَين روّجا سندات هدي غير نظامية    «أسبلة المؤسس» شهود عصر على إطفاء ظمأ قوافل الحجيج منذ 83 عاماً    تاسي يعود للارتفاع وتراجع سهم أرامكو 2%    أوبك+ تمدد تخفيضات الإنتاج لنهاية 2025    إبراهيم المهيدب يعلن ترشُّحه لرئاسة النصر    وصول الطائرة ال51 لإغاثة غزة    كوريا الجنوبية تتوعد بالرد على بالونات القمامة    المملكة تسجل أقل معدل للعواصف منذ 20 عاماً    إطلاق اسم بدر بن عبدالمحسن على أحد طرق الرياض    «إخفاء صدام حسين» يظهر في بجدة    المملكة تحقق أول ميدالية فضية ب"2024 APIO"    «أطلق حواسك».. في رحلة مع اللوحة    فرضية لحالة شجار بين مرتادي مسلخ بمكة    «طريق مكة».. تقنيات إجرائية لراحة الحجيج    حميّة "البحر المتوسط" تُقلِّص وفيات النساء    فيصل بن مشعل يرعى حفل تكريم معالي رئيس جامعة القصيم السابق    الشورى يناقش مشروعات أنظمة قادمة    سعود بن خالد يتفقد مركز استقبال ضيوف الرحمن بوادي الفرع    الصادرات السعودية توقع مذكرة تفاهم مع منصة علي بابا    أمير عسير يؤكد أهمية دور بنك التنمية الاجتماعية لدعم الاستثمار السياحي    نجوم النهائي يكملون عقد الأخضر    الأهلي السعودي والأهلي المصري يودعان خالد مسعد    إنقاذ مريض تعرض لسكتة دماغية بأبيار الماشي في المدينة    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 36439    د. الردادي: المملكة تضمن سلامة وأمن ضيوف الرحمن وتحدد متطلبات اللقاحات في موسم الحج 1445ه    التخصصي يعالج حالة مستعصية من الورم الأصفر بعد معاناة 26 عاما    التجارة تدعو لتصحيح أوضاع السجلات التجارية المنتهية تجنبا لشطبها    الحزن يخيم على ثانوية السيوطي برحيل «نواف»    الجامعة العربية تطالب المجتمع الدولي بالعمل على إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة    الراجحي يبحث عن الصدارة في بلاد «ميسي»    أمير الشرقية يهنئ رئيس المؤسسة العامة للري بمنصبه الجديد    "فعيل"يفتي الحجاج ب 30 لغة في ميقات المدينة    3109 قرضا تنمويا قدمته البر بالشرقية وحصلت على أفضل وسيط تمويل بالمملكة    الصناعة والثروة المعدنية تعلن تخصيص مجمعين لخام الرمل والحصى في بيشة    توافد حجاج الأردن وفلسطين والعراق    "الصحة العالمية " تمدد مفاوضات التوصل إلى اتفاقية بشأن الأوبئة    إرهاب «الترند» من الدين إلى الثقافة    «الصهيونية المسيحية» و«الصهيونية اليهودية».. !    كارفخال يشدد على صعوبة تتويج الريال بدوري الأبطال    ارتفاع ملموس في درجات الحرارة ب3 مناطق مع استمرار فرصة تكون السحب الممطرة على الجنوب ومرتفعات مكة    غرامات وسجن وترحيل.. بدء تطبيق عقوبة «الحج بلا تصريح»    البرامج    قصة القرن 21 بلغات العالم    بعضها أغلق أبوابه.. وأخرى تقاوم.. تكاليف التشغيل تشل حركة الصوالين الفنية    توزيع 31 ألف كتيب لإرشاد الحجاج بمنفذ البطحاء    توصيات شوريَّة للإعلان عن مجالات بحوث تعزيز الصحة النفسية    مدينة الحجاج بحالة عمار تقدم خدمات جليلة ومتنوعة لضيوف الرحمن    وزير الداخلية للقيادات الأمنية بجازان: جهودكم عززت الأمن في المنطقة    الأمير فهد بن سلطان: حضوري حفل التخرُّج من أعظم اللحظات في حياتي العملية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.علي الشبل: تكفير وتفجير وتدمير وخطف الطائرات وحجز الرهائن أمور لا يقرها الإسلام
إهمال الأسرة وتهاون المعلمين مدعاة للأفكار المنحرفة
نشر في الرياض يوم 20 - 01 - 2006

أكد عدد من المختصين في العقيدة والتربية والتعليم أن إهمال الأسرة وتهاون المعلمين مدعاة للأفكار المنحرفة وأن التكفير والتفجير والتدمير وخطف الطائرات وحجز الرهائن أمور لا يقرها الإسلام، وقالوا بأن الوسطية والانتماء وحقوق المعاهدين ونشر ثقافة الحوار من أبرز المفاهيم الشرعية المطلوب تعزيزها.
في البداية تحدث مدير مركز الإشراف التربوي بالسويدي الدكتور عبدالله بن ناجي آل مبارك، وقال: يُعد موضوع الإرهاب من المواضيع المهمة التي تناولها الكثير من المهتمين بالتربية ومراكز الأبحاث المتنوعة على مستوى العالم، ولقد أقيمت العديد من المؤتمرات والندوات العالمية لمناقشة هذه الظاهرة المهمة التي هزت جميع أركان العالم وكان من أهم هذه المؤتمرات المؤتمر الذي عقد في وطننا المملكة العربية السعودية وحضره العديد من المفكرين من دول العالم، ولقد توصلت بعض الأبحاث والندوات إلى أن من أسباب هذا الانحراف الفكري يعود إلى إهمال الأسرة وضعف متابعتها لأبنائها، وظهور بعض الفتاوى المجهولة التي ساهمت في شيوع ثقافة القتل والتفجير، وظهور من يدعي العلم الشرعي وهم ليسوا أهلاً له وبشكل مخفي تحت أسماء معينة، وتشويه صورة المجتمع وتكفيرهم، وعدم تلقي العلم الصحيح على يد العلماء المعتبرين والذين لهم الفضل الكبير في توجيه الناس وهم من عرفوا بعلمهم وبفضلهم مثل أعضاء هيئة كبار العلماء، ونشر ثقافة العنف وكره الآخر وخاصة من يخالفهم في الرأي، وهذا ما ظهر في مقابلة من عاد إلى جادة الطريق السليم، وتأثير الاقران على بعضهم البعض، وتصوير المفجرين والمكفرين أنفسهم بأنهم هم المنقذون للبشرية، ونشر لغة التشاؤم بين أفرادهم والنظر إلى الحياة نظرة سوداوية، وتضخيم بعض هؤلاء الأفراد وتسميتهم ببعض المسميات لغسل عقولهم، وسفر بعض الشباب إلى بعض الأماكن التي هي بعيدة عن منهج السلف الصالح.
وبيَّن مبارك الأسباب المساعدة على تنمية حب الوطن وتنمية الأمن الفكري وذلك من خلال تعميق الولاء لله ولكتابه ولرسوله عليه الصلاة والسلام، وطاعة ولاة الأمر ومحبتهم والإخلاص لهم وبيان فضلهم من الكتاب والسنَّة، تحقيقاً لوحدة الكلمة ووحدة الصف واجتماع الكلمة ومنعاً للافتراق والتشتت واستتباباً للأمن بكل ما فيه من الأشياء المادية والمعنوية، ولولاة أمرنا دور كبير ومهم في نشر الأمن وتوفير الحياة الاقتصادية السعيدة لأبناء الوطن، والتأكيد على مكانة العلماء ودورهم في ضمان الوحدة الوطنية وتعميق مفهوم المواطنة وأسسها الشرعية وتوكيد دورهم في رد الشبه وتقويم الانحراف في فهم نصوص الكتاب والسنّة لاجتماع الكلمة في التعامل بين المسلمين أنفسهم وبين المسلمين وغيرهم، وتحقيق معنى الجسد الواحد لهذا الوطن من خلال نشر الوعي في أوساط الطلاب والطالبات فيما يتعلّق بأدوارهم ومسؤولياتهم في المحافظة على أمن الوطن، وتوضيح ميزات هذا البلد الشرعية والحضارية وبيان الجهود التي بذلت في توحيد هذا الوطن والمحافظة عليه، وبيان دور الطلاب في المحافظة على مكتسبات الوطن ومقدراته ومحاولة الرقي به، وتعزيز حب الطلاب لوطنهم باعتباره بيتنا الكبير. وتعميق مفهوم الوحدة الوطنية بين أبناء المملكة العربية السعودية والتي تعد ركيزة من ركائز مقومات هذا الوطن ومسلمة من مسلمات تطوره وتقدمه ودليلاً قاطعاً على تلاحم هذا الشعب مع قيادته. إذ تظهر لنا الوحدة الوطنية قصة التلاحم بين أبناء هذا الشعب من تاريخ آبائنا وأجدادنا إلى يومنا هذا. والوحدة الوطنية في مملكتنا تبرز لنا قصة الحضارة التي عاشتها المملكة عبر مرور السنين، حيث تظهر لنا كيف دخلت التنمية والتعليم لكل بيت سعودي ولكل مدينة وقرية وهجرة. وبيان جملة من المفاهيم الشرعية والوطنية مثل مفهوم الوسطية والانتماء وحقوق المعاهدين، ونشر ثقافة الحوار الهادف واستيعاب الآراء واحترامها، وتنمية مهارات التفكير، وبيان خطورة مصادر التلقي المشبوهة المثيرة للفرقة والضلال، ونشر قيمة المحبة والألفة بين أبناء الوطن، ونبذ العنف، لأنها تعمل على نشر ثقافة الحوار التي يحتاجها مجتمعنا كباراً وصغاراً، كيف لا وقد أمرنا ديننا الإسلامي بإزالة الأذى من الطريق ونشر الابتسامة بيننا وأن كل نفس رطبة فيها صدقة... وأن رسولنا محمد عليه السلام هو خير قدوة لنا، وأن الله بعثنا مبشرين وليس منفرين، وتفعيل دور الأسرة في تنمية حب الوطن في قلوب الأبناء وذلك من خلال بيان حقوق الوطن على الأبناء ودورهم في بيان دور الأبناء تجاه وطنهم للحفاظ على أمنه الفكري والأمني. وتنمية دور المواطن تجاه وطنه في السراء والضراء من خلال مؤسسات المجتمع للمشاركة في تطويره والمساهمة في المحافظة عليه ومحبته لأفراده ولقيادته ولعلمائه وفرحه بإنجازاته وحرصه على استقراره، وتتجلى وطنية المواطن السعودي من خلال حرصه على أمن وطنه الفكري والاقتصادي والاجتماعي والأمني ودوره الكبير في نشر المحبة بين أفراد وطنه والدعاء لولاة أمره وعلمائه. وبيان حقوق المعاهدين الذين يعيشون في وطننا وأن لهم حقوقا علينا حفظها لهم ديننا الإسلامي والمتعلّقة بأموالهم ودمائهم واعراضهم وأنهم قدموا لوطننا لمساعدتنا ولتطوير وطننا.
وقال: إن وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة تعد من أهم الأدوات المهمة والمؤثرة في تنمية المواطنة والأمن الفكري من خلال البرامج التالية:
إعداد برامج تلفزيونية جديدة تعتمد على اختيار الرسالة المناسبة للمشاهد واختيار المادة الإعلامية الجيدة، وزيادة البرامج الحوارية التي تقوم على حوار الشباب وتوضيح دورهم في الحياة ودورهم تجاه وطنهم، وإعداد برامج توضح الدور المطلوب من الطالب تجاه وطنه من الناحية الأمنية ومن الناحية الفكرية ومن الناحية الاجتماعية.
وللمؤسسات التربوية دور كبير في تزويد منسوبيها بالعديد من القيم والبرامج التي تساهم في تنمية حب الوطن في قلوب منسوبيها وبيان فضل ولاة الأمر ودورهم الكبير في تطوير الوطن والحفاظ على مكتسباته وبيان خطر الفكر المنحرف وآثاره المدمرة على الشخص وعلى المجتمع، ومواصلة إجراء الندوات التي تعقب بعض الأحداث الإجرامية لتوضيح خطورة التفجير وخطورة الفكر الذي يحمله أصحابه والأسباب الي أوصلتهم إلى هذا المنحدر، وبيان الخصائص التي تميز بها وطننا الكريم عن الأوطان الأخرى من خلال وجود الحرمين الشريفين وتطبيق الشريعة الإسلامية، وبيان خطورة الإرهاب على المجتمع وعلى نهضة الوطن وخطورة أصحاب الأفكار الضالة على دينهم وعلى مجتمعهم، وفضل رجال الأمن ودورهم الكبير بالتضحية بحياتهم من أجلنا ومن أجل وطننا، وأهمية مؤسسات وطننا الأمنية والمدنية في تطور الوطن وازدهاره، ونشر ثقافة الحوار وتفعيله بين أبناء المجتمع وبين جميع مؤسساته، وإبراز الفكر الوسطي المعتدل لدى الناشئة من مصادره الشرعية المعتبرة، ونشر الوعي الشرعي والوطني الصحيح في أوساط الطلاب والطالبات وذلك من خلال ما يتعلّق بقضايا الغلو والتكفير، وبيان حقوق ولاة الأمر وهيئة كبار العلماء وأهمية أخذ العلم منهم.
وتحدث أستاذ العقيدة بجامعة الإمام، الدكتور علي بن عبدالله الشبل قائلاً:
لقد بُليت المملكة العربية السعودية منذ عدة عقود بآثار التشدد في الدين من بعض أطياف المجتمع منذ عدة عقود، فبدءاً من فتنة الاخوان والتي تكاملت في معركة السبلة في سنة (7431ه) إلى حادثة الحرم من فئة غالية بدأ عام (0041ه) إلى هذه الحواث بالقتل والتفجير والتكفير والتدمير من بعض الفئات الضالة، حتى أضحت بلاد الحرمين وقبلة المسلمين ومأوى قلوبهم ومنار هدايتهم تُصلى بنار الغلو والتشدد والتطرف وإرهاب الآمنين المعصومين في دمائهم وأعراضهم وأموالهم..
وقد تنوعت الجهود المبذولة على مختلف الأصعدة الرسمية والشعبية، والعامة والخاصة في صد هذا الانحراف العقدي والفكري والسلوكي الخطير، ومن عدة جهات أمنية وعلمية واجتماعية واستراتيجية... وفي نفس المقام سأحاول إبراز الجهود العلمية المبذولة في هذا الاتجاه تنويهاً ورصداً وتوجيهاً وعلاجاً.
أولاً: جهود هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء.
وقد سبقت هذه الجهة العلمية - وهي أكبر مستوى علمي ديني في البلاد - إلى التنديد بمثل تلكم الأعمال التخريبية، ونبذها والتحذير منها من خلال البيانات والقرارات الصادرة عن هيئة كبار العلماء في دوراتها الاعتيادية والطارئة، بدءاً من حادثة العليا في عام (6141ه) إلى الوقت الحاضر، وكذلك ما صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء، وعن سماحة مفتي عام المملكة وعن أعضاء هيئة كبار العلماء مجتمعين أو مفردين من الفتاوى والبيانات والأحكام العلمية والشرعية التي تدين تلكم الجرائم من تكفير وتفجير وتدمير وخطف للطائرات وهدر للطاقات وحجز للرهائن... وتجرِّم فاعلها وتبرئ الإسلام من تلكم التصرفات، منيطة ذلك بقواعد الشريعة في حفظ الضروريات الخمس: الدين والعقل والنفس والأرض والمال، وتعظيم الدماء والعهود، وتحريم الغدر والظلم، وكشف الشبه الزائفة في التكفير والتبديع والتفسيق.
ثانياً: جهود الجامعات والعلماء وأساتذة الجامعات.
وهم الصفوة بعد كبار العلماء ممن تناولوا هذه القضايا النازلة بالبحث والدراسة والغوص في الجذور والأسباب والنتائج وسبل العلاج من خلال: البحوث العلمية المعمقة والمركزة في هذه الفتنة، وأسبابها وتأريخها وعواقبها، والأطاريح العليا في رسائل الماجستير والدكتوراه، وإقامة المؤتمرات العالمية العلمية، وعقد الندوات، وحلقات البحث والنقاش، وعقد البرامج الإعلامية والحوارية والإرشادية في وسائل الإعلام المتنوعة تحذيراً وإرشاداً، وصياغة المناهج الدراسية الدينية والتربوية والاجتماعية على أساس سماحة الإسلام واعتداله، والأدوار الإرشادية وكشف الشبه والتوجيه، وبيان الغوائل والعواقب من قبل طلاب العلم والعلماء والباحثين.
ثالثاً: جهود وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ورئاسة الهيئات وأجهزة التوجيه
وهي الجهات المسؤولة عن التوجيه الديني والإرشادي، إن على مستوى وزارات أو ضمنها، في معالجة هذه الظاهرة من خلال وسائل كثيرة وذلك بقيام المسجد بدوره من خلال الإمام وخطب الجمعة والمحاضرات والندوات العلمية والوعظية، ومن خلال توزيع الكتب والنشرات والتسجيلات ذات العلاقة، ومن خلال محاصرة هذا الفكر الدخيل وتحجيمه ومحاربته وعزله عن التأثير كذلك بإيجاد البرامج العلمية والدعوية والتربوية الموجهة إلى شغل الشباب عن هذه الفتن من خلال مناح عدة، كمسابقات حفظ القرآن والسنّة النبوية، والمجتمعات والمراكز الموسمية، والدورات العلمية والتوعية والمعارض، وعرض الأخطار.
رابعاً: جهود وزارة الإعلام والثقافة
وذلك من خلال إذاعة القرآن الكريم بالخصوص، حيث تتولى التوجيه الديني تركيزاً ومعالجة لهذه الظواهر من خلال مشاركة أصحاب الفضيلة من العلماء والقضاة وأساتذة الجامعات وطلبة العلم، وذوي الخبرة.
ومن خلال أيضاً بقية الإذاعات والصحف والمجلات والبرامج التلفازية في القنوات، الأولى والثانية والإخبارية، حيث برزت معالجة هذه الحوادث من عدة زوايا دينية وعلمية اجتماعية وثقافية وتربوية، ومن خلال برامج حوارية وندوات وأحاديث وتوجيه... وإن كانت في الجملة دون المستوى المطلوب والمأمول بالنظر إلى أثر الإعلام بمستوياته في التوجيه والتأثير والعلاج.
خامساً: جهود المؤسسات العلمية الخيرية
وهي المؤسسات غير الربحية، التي لها جهود علمية خيرية في دعم البحث العلمي وحركة العلم والتوجيه والثقافة في المجتمعات وفي بلادنا المملكة العربية السعودية ترى هذه الجمعيات الخيرية والمراكز البحثية والجهات العلمية التي تحظى بالباحثين العلماء، وتعنى بالبحوث والدراسات ولا سيما في النوازل التي تصيب المسلمين ومن ذلك الإرهاب المذموم الناشئ عن الغلو والتطرف والعنف الديني غير المبرر وغير المقبول.
فقامت تلكم المراكز والجمعيات بطرح الجوائز والمسابقات للباحثين العلماء ولعلاج هذه الظواهر.
والمقصود أن الجهود العلمية المبذولة في المملكة العربية السعودية في مكافحة الغلو والتشدد والعنف والإرهاب المذموم طالت أصعدة شتى وجهات حكومية ومؤسسية وشعبية عديدة من خلال التوجيه والإرشاد والتحذير من هذه العقيدة الضالة بهذا الفكر المنحرف عن الحق والعدل والقسط ووسطية الإسلام عقيدة وشريعة.
وأيضاً من خلال البحث عن الأسباب والجذور والبواعث لهذه الأفكار وردود أفعالها!
ولكن الملاحظ أن المنحنى البارز في تركيز تلك الجهود العلمية والدعوية المبذولة هو في الجانب الديني من خلال الوعظ ومن خلال الطرح العلمي والرصين المتميز، حيث ثقة الدولة والرعية والوافدين في الدين والعلماء ثقة قوية ومؤثرة وقد أمكن توظيف هذا الجانب بما عكس وحدة الصف من العلماء والمشايخ مع جهود الدولة في المملكة العربية السعودية في محاربة ومعالجة هذه الظواهر ولله الحمد والمنة.
وثمة جهود مبذولة في العناية بالشباب - وهم عماد الأمة ومعقد الأمل - بالتوجيه والتحذير وراء المناهج الضالة سواء كانت مناهج غلو وتشدد يفضي إلى العنف والتكفير، أو مناهج انحراف وتحلل بنبذ الدين والاستقامة عليه، فهذان ضدان لا يجتمعان، ويجب من ناحية العدل والإنصاف ذمهما جميعاً.
كما أن المأمول، فيمن وقع من الشباب ضحية لمناهج الغلو والتكفير بالعناية بمعالجتهم المعالجة النافعة من حسن التعليم والتربية، وكشف الشبه وإيضاح الحقائق - الملبس عليهم فيها - تجاه دولتهم - المملكة العربية السعودية - وتجاه مواقفها وخصائصها الإسلامية والعلمية المميزة لها عن بقية دول المسلمين، وتجاه علمائها وقضاتها ومناهج تعليمها، وأحكامها القضائية الشرعية.
كذلك من الأسباب المؤثرة في هذا الجانب إبراز خصائص ومميزات المجتمع السعودي والذي تحكم دولة - لها راعية شرعية معتبرة - وترعى دعوة. إن إبراز تلك الخصائص العامة والخاصة لها يعطي الثقة وتحقق الاعتبار لهذه الدولة الدعوية، ومن أهم هذه الخصائص:
1 - تحكيم الشريعة الإسلامية، والتحاكم إليها، حيث عمل القضاة والمحاكم الشرعية في الخصومات والحدود والجنايات وأحكام الأسرة والأحوال الشخصية.. وهو بالأحكام الشرعية. وللنظر القضائي الحصانة والاختصاص عبر مجالسه المتعددة.
2 - وشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معلن بها في هذه البلاد من خلال جهاز في مرتبة وزارة يقوم بهذا الواجب عن الامة، امتثالاً لقوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} (آل عمران: 401).
3 - وأيضاً مناهج التعليم الديني في التوحيد والفقه والحديث والتفسير والسلوك - قائمة على منهاج الاستقامة من دين الله، وعلى منهج الوسطية من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم ترب على الغلو والعنف والتشدد، وإنما شأنها مكافحة ذلك بالعلم والبصيرة التي تدفع الغلو والتشدد وتحذر منه. أكد عدد من المختصين في العقيدة والتربية والتعليم أن إهمال الأسرة وتهاون المعلمين مدعاة للأفكار المنحرفة وأن التكفير والتفجير والتدمير وخطف الطائرات وحجز الرهائن أمور لا يقرها الإسلام، وقالوا بأن الوسطية والانتماء وحقوق المعاهدين ونشر ثقافة الحوار من أبرز المفاهيم الشرعية المطلوب تعزيزها.
في البداية تحدث مدير مركز الإشراف التربوي بالسويدي الدكتور عبدالله بن ناجي آل مبارك، وقال: يُعد موضوع الإرهاب من المواضيع المهمة التي تناولها الكثير من المهتمين بالتربية ومراكز الأبحاث المتنوعة على مستوى العالم، ولقد أقيمت العديد من المؤتمرات والندوات العالمية لمناقشة هذه الظاهرة المهمة التي هزت جميع أركان العالم وكان من أهم هذه المؤتمرات المؤتمر الذي عقد في وطننا المملكة العربية السعودية وحضره العديد من المفكرين من دول العالم، ولقد توصلت بعض الأبحاث والندوات إلى أن من أسباب هذا الانحراف الفكري يعود إلى إهمال الأسرة وضعف متابعتها لأبنائها، وظهور بعض الفتاوى المجهولة التي ساهمت في شيوع ثقافة القتل والتفجير، وظهور من يدعي العلم الشرعي وهم ليسوا أهلاً له وبشكل مخفي تحت أسماء معينة، وتشويه صورة المجتمع وتكفيرهم، وعدم تلقي العلم الصحيح على يد العلماء المعتبرين والذين لهم الفضل الكبير في توجيه الناس وهم من عرفوا بعلمهم وبفضلهم مثل أعضاء هيئة كبار العلماء، ونشر ثقافة العنف وكره الآخر وخاصة من يخالفهم في الرأي، وهذا ما ظهر في مقابلة من عاد إلى جادة الطريق السليم، وتأثير الاقران على بعضهم البعض، وتصوير المفجرين والمكفرين أنفسهم بأنهم هم المنقذون للبشرية، ونشر لغة التشاؤم بين أفرادهم والنظر إلى الحياة نظرة سوداوية، وتضخيم بعض هؤلاء الأفراد وتسميتهم ببعض المسميات لغسل عقولهم، وسفر بعض الشباب إلى بعض الأماكن التي هي بعيدة عن منهج السلف الصالح.
وبيَّن مبارك الأسباب المساعدة على تنمية حب الوطن وتنمية الأمن الفكري وذلك من خلال تعميق الولاء لله ولكتابه ولرسوله عليه الصلاة والسلام، وطاعة ولاة الأمر ومحبتهم والإخلاص لهم وبيان فضلهم من الكتاب والسنَّة، تحقيقاً لوحدة الكلمة ووحدة الصف واجتماع الكلمة ومنعاً للافتراق والتشتت واستتباباً للأمن بكل ما فيه من الأشياء المادية والمعنوية، ولولاة أمرنا دور كبير ومهم في نشر الأمن وتوفير الحياة الاقتصادية السعيدة لأبناء الوطن، والتأكيد على مكانة العلماء ودورهم في ضمان الوحدة الوطنية وتعميق مفهوم المواطنة وأسسها الشرعية وتوكيد دورهم في رد الشبه وتقويم الانحراف في فهم نصوص الكتاب والسنّة لاجتماع الكلمة في التعامل بين المسلمين أنفسهم وبين المسلمين وغيرهم، وتحقيق معنى الجسد الواحد لهذا الوطن من خلال نشر الوعي في أوساط الطلاب والطالبات فيما يتعلّق بأدوارهم ومسؤولياتهم في المحافظة على أمن الوطن، وتوضيح ميزات هذا البلد الشرعية والحضارية وبيان الجهود التي بذلت في توحيد هذا الوطن والمحافظة عليه، وبيان دور الطلاب في المحافظة على مكتسبات الوطن ومقدراته ومحاولة الرقي به، وتعزيز حب الطلاب لوطنهم باعتباره بيتنا الكبير. وتعميق مفهوم الوحدة الوطنية بين أبناء المملكة العربية السعودية والتي تعد ركيزة من ركائز مقومات هذا الوطن ومسلمة من مسلمات تطوره وتقدمه ودليلاً قاطعاً على تلاحم هذا الشعب مع قيادته. إذ تظهر لنا الوحدة الوطنية قصة التلاحم بين أبناء هذا الشعب من تاريخ آبائنا وأجدادنا إلى يومنا هذا. والوحدة الوطنية في مملكتنا تبرز لنا قصة الحضارة التي عاشتها المملكة عبر مرور السنين، حيث تظهر لنا كيف دخلت التنمية والتعليم لكل بيت سعودي ولكل مدينة وقرية وهجرة. وبيان جملة من المفاهيم الشرعية والوطنية مثل مفهوم الوسطية والانتماء وحقوق المعاهدين، ونشر ثقافة الحوار الهادف واستيعاب الآراء واحترامها، وتنمية مهارات التفكير، وبيان خطورة مصادر التلقي المشبوهة المثيرة للفرقة والضلال، ونشر قيمة المحبة والألفة بين أبناء الوطن، ونبذ العنف، لأنها تعمل على نشر ثقافة الحوار التي يحتاجها مجتمعنا كباراً وصغاراً، كيف لا وقد أمرنا ديننا الإسلامي بإزالة الأذى من الطريق ونشر الابتسامة بيننا وأن كل نفس رطبة فيها صدقة... وأن رسولنا محمد عليه السلام هو خير قدوة لنا، وأن الله بعثنا مبشرين وليس منفرين، وتفعيل دور الأسرة في تنمية حب الوطن في قلوب الأبناء وذلك من خلال بيان حقوق الوطن على الأبناء ودورهم في بيان دور الأبناء تجاه وطنهم للحفاظ على أمنه الفكري والأمني. وتنمية دور المواطن تجاه وطنه في السراء والضراء من خلال مؤسسات المجتمع للمشاركة في تطويره والمساهمة في المحافظة عليه ومحبته لأفراده ولقيادته ولعلمائه وفرحه بإنجازاته وحرصه على استقراره، وتتجلى وطنية المواطن السعودي من خلال حرصه على أمن وطنه الفكري والاقتصادي والاجتماعي والأمني ودوره الكبير في نشر المحبة بين أفراد وطنه والدعاء لولاة أمره وعلمائه. وبيان حقوق المعاهدين الذين يعيشون في وطننا وأن لهم حقوقا علينا حفظها لهم ديننا الإسلامي والمتعلّقة بأموالهم ودمائهم واعراضهم وأنهم قدموا لوطننا لمساعدتنا ولتطوير وطننا.
وقال: إن وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة تعد من أهم الأدوات المهمة والمؤثرة في تنمية المواطنة والأمن الفكري من خلال البرامج التالية:
إعداد برامج تلفزيونية جديدة تعتمد على اختيار الرسالة المناسبة للمشاهد واختيار المادة الإعلامية الجيدة، وزيادة البرامج الحوارية التي تقوم على حوار الشباب وتوضيح دورهم في الحياة ودورهم تجاه وطنهم، وإعداد برامج توضح الدور المطلوب من الطالب تجاه وطنه من الناحية الأمنية ومن الناحية الفكرية ومن الناحية الاجتماعية.
وللمؤسسات التربوية دور كبير في تزويد منسوبيها بالعديد من القيم والبرامج التي تساهم في تنمية حب الوطن في قلوب منسوبيها وبيان فضل ولاة الأمر ودورهم الكبير في تطوير الوطن والحفاظ على مكتسباته وبيان خطر الفكر المنحرف وآثاره المدمرة على الشخص وعلى المجتمع، ومواصلة إجراء الندوات التي تعقب بعض الأحداث الإجرامية لتوضيح خطورة التفجير وخطورة الفكر الذي يحمله أصحابه والأسباب الي أوصلتهم إلى هذا المنحدر، وبيان الخصائص التي تميز بها وطننا الكريم عن الأوطان الأخرى من خلال وجود الحرمين الشريفين وتطبيق الشريعة الإسلامية، وبيان خطورة الإرهاب على المجتمع وعلى نهضة الوطن وخطورة أصحاب الأفكار الضالة على دينهم وعلى مجتمعهم، وفضل رجال الأمن ودورهم الكبير بالتضحية بحياتهم من أجلنا ومن أجل وطننا، وأهمية مؤسسات وطننا الأمنية والمدنية في تطور الوطن وازدهاره، ونشر ثقافة الحوار وتفعيله بين أبناء المجتمع وبين جميع مؤسساته، وإبراز الفكر الوسطي المعتدل لدى الناشئة من مصادره الشرعية المعتبرة، ونشر الوعي الشرعي والوطني الصحيح في أوساط الطلاب والطالبات وذلك من خلال ما يتعلّق بقضايا الغلو والتكفير، وبيان حقوق ولاة الأمر وهيئة كبار العلماء وأهمية أخذ العلم منهم.
وتحدث أستاذ العقيدة بجامعة الإمام، الدكتور علي بن عبدالله الشبل قائلاً:
لقد بُليت المملكة العربية السعودية منذ عدة عقود بآثار التشدد في الدين من بعض أطياف المجتمع منذ عدة عقود، فبدءاً من فتنة الاخوان والتي تكاملت في معركة السبلة في سنة (1347ه) إلى حادثة الحرم من فئة غالية بدأ عام (1400ه) إلى هذه الحواث بالقتل والتفجير والتكفير والتدمير من بعض الفئات الضالة، حتى أضحت بلاد الحرمين وقبلة المسلمين ومأوى قلوبهم ومنار هدايتهم تُصلى بنار الغلو والتشدد والتطرف وإرهاب الآمنين المعصومين في دمائهم وأعراضهم وأموالهم..
وقد تنوعت الجهود المبذولة على مختلف الأصعدة الرسمية والشعبية، والعامة والخاصة في صد هذا الانحراف العقدي والفكري والسلوكي الخطير، ومن عدة جهات أمنية وعلمية واجتماعية واستراتيجية... وفي نفس المقام سأحاول إبراز الجهود العلمية المبذولة في هذا الاتجاه تنويهاً ورصداً وتوجيهاً وعلاجاً.
أولاً: جهود هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء.
وقد سبقت هذه الجهة العلمية - وهي أكبر مستوى علمي ديني في البلاد - إلى التنديد بمثل تلكم الأعمال التخريبية، ونبذها والتحذير منها من خلال البيانات والقرارات الصادرة عن هيئة كبار العلماء في دوراتها الاعتيادية والطارئة، بدءاً من حادثة العليا في عام (1416ه) إلى الوقت الحاضر، وكذلك ما صدر عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء، وعن سماحة مفتي عام المملكة وعن أعضاء هيئة كبار العلماء مجتمعين أو مفردين من الفتاوى والبيانات والأحكام العلمية والشرعية التي تدين تلكم الجرائم من تكفير وتفجير وتدمير وخطف للطائرات وهدر للطاقات وحجز للرهائن... وتجرِّم فاعلها وتبرئ الإسلام من تلكم التصرفات، منيطة ذلك بقواعد الشريعة في حفظ الضروريات الخمس: الدين والعقل والنفس والأرض والمال، وتعظيم الدماء والعهود، وتحريم الغدر والظلم، وكشف الشبه الزائفة في التكفير والتبديع والتفسيق.
ثانياً: جهود الجامعات والعلماء وأساتذة الجامعات.
وهم الصفوة بعد كبار العلماء ممن تناولوا هذه القضايا النازلة بالبحث والدراسة والغوص في الجذور والأسباب والنتائج وسبل العلاج من خلال: البحوث العلمية المعمقة والمركزة في هذه الفتنة، وأسبابها وتأريخها وعواقبها، والأطاريح العليا في رسائل الماجستير والدكتوراه، وإقامة المؤتمرات العالمية العلمية، وعقد الندوات، وحلقات البحث والنقاش، وعقد البرامج الإعلامية والحوارية والإرشادية في وسائل الإعلام المتنوعة تحذيراً وإرشاداً، وصياغة المناهج الدراسية الدينية والتربوية والاجتماعية على أساس سماحة الإسلام واعتداله، والأدوار الإرشادية وكشف الشبه والتوجيه، وبيان الغوائل والعواقب من قبل طلاب العلم والعلماء والباحثين.
ثالثاً: جهود وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ورئاسة الهيئات وأجهزة التوجيه
وهي الجهات المسؤولة عن التوجيه الديني والإرشادي، إن على مستوى وزارات أو ضمنها، في معالجة هذه الظاهرة من خلال وسائل كثيرة وذلك بقيام المسجد بدوره من خلال الإمام وخطب الجمعة والمحاضرات والندوات العلمية والوعظية، ومن خلال توزيع الكتب والنشرات والتسجيلات ذات العلاقة، ومن خلال محاصرة هذا الفكر الدخيل وتحجيمه ومحاربته وعزله عن التأثير كذلك بإيجاد البرامج العلمية والدعوية والتربوية الموجهة إلى شغل الشباب عن هذه الفتن من خلال مناح عدة، كمسابقات حفظ القرآن والسنّة النبوية، والمجتمعات والمراكز الموسمية، والدورات العلمية والتوعية والمعارض، وعرض الأخطار.
رابعاً: جهود وزارة الإعلام والثقافة
وذلك من خلال إذاعة القرآن الكريم بالخصوص، حيث تتولى التوجيه الديني تركيزاً ومعالجة لهذه الظواهر من خلال مشاركة أصحاب الفضيلة من العلماء والقضاة وأساتذة الجامعات وطلبة العلم، وذوي الخبرة.
ومن خلال أيضاً بقية الإذاعات والصحف والمجلات والبرامج التلفازية في القنوات، الأولى والثانية والإخبارية، حيث برزت معالجة هذه الحوادث من عدة زوايا دينية وعلمية اجتماعية وثقافية وتربوية، ومن خلال برامج حوارية وندوات وأحاديث وتوجيه... وإن كانت في الجملة دون المستوى المطلوب والمأمول بالنظر إلى أثر الإعلام بمستوياته في التوجيه والتأثير والعلاج.
خامساً: جهود المؤسسات العلمية الخيرية
وهي المؤسسات غير الربحية، التي لها جهود علمية خيرية في دعم البحث العلمي وحركة العلم والتوجيه والثقافة في المجتمعات وفي بلادنا المملكة العربية السعودية ترى هذه الجمعيات الخيرية والمراكز البحثية والجهات العلمية التي تحظى بالباحثين العلماء، وتعنى بالبحوث والدراسات ولا سيما في النوازل التي تصيب المسلمين ومن ذلك الإرهاب المذموم الناشئ عن الغلو والتطرف والعنف الديني غير المبرر وغير المقبول.
فقامت تلكم المراكز والجمعيات بطرح الجوائز والمسابقات للباحثين العلماء ولعلاج هذه الظواهر.
والمقصود أن الجهود العلمية المبذولة في المملكة العربية السعودية في مكافحة الغلو والتشدد والعنف والإرهاب المذموم طالت أصعدة شتى وجهات حكومية ومؤسسية وشعبية عديدة من خلال التوجيه والإرشاد والتحذير من هذه العقيدة الضالة بهذا الفكر المنحرف عن الحق والعدل والقسط ووسطية الإسلام عقيدة وشريعة.
وأيضاً من خلال البحث عن الأسباب والجذور والبواعث لهذه الأفكار وردود أفعالها!
ولكن الملاحظ أن المنحنى البارز في تركيز تلك الجهود العلمية والدعوية المبذولة هو في الجانب الديني من خلال الوعظ ومن خلال الطرح العلمي والرصين المتميز، حيث ثقة الدولة والرعية والوافدين في الدين والعلماء ثقة قوية ومؤثرة وقد أمكن توظيف هذا الجانب بما عكس وحدة الصف من العلماء والمشايخ مع جهود الدولة في المملكة العربية السعودية في محاربة ومعالجة هذه الظواهر ولله الحمد والمنة.
وثمة جهود مبذولة في العناية بالشباب - وهم عماد الأمة ومعقد الأمل - بالتوجيه والتحذير وراء المناهج الضالة سواء كانت مناهج غلو وتشدد يفضي إلى العنف والتكفير، أو مناهج انحراف وتحلل بنبذ الدين والاستقامة عليه، فهذان ضدان لا يجتمعان، ويجب من ناحية العدل والإنصاف ذمهما جميعاً.
كما أن المأمول، فيمن وقع من الشباب ضحية لمناهج الغلو والتكفير بالعناية بمعالجتهم المعالجة النافعة من حسن التعليم والتربية، وكشف الشبه وإيضاح الحقائق - الملبس عليهم فيها - تجاه دولتهم - المملكة العربية السعودية - وتجاه مواقفها وخصائصها الإسلامية والعلمية المميزة لها عن بقية دول المسلمين، وتجاه علمائها وقضاتها ومناهج تعليمها، وأحكامها القضائية الشرعية.
كذلك من الأسباب المؤثرة في هذا الجانب إبراز خصائص ومميزات المجتمع السعودي والذي تحكم دولة - لها راعية شرعية معتبرة - وترعى دعوة. إن إبراز تلك الخصائص العامة والخاصة لها يعطي الثقة وتحقق الاعتبار لهذه الدولة الدعوية، ومن أهم هذه الخصائص:
1 - تحكيم الشريعة الإسلامية، والتحاكم إليها، حيث عمل القضاة والمحاكم الشرعية في الخصومات والحدود والجنايات وأحكام الأسرة والأحوال الشخصية.. وهو بالأحكام الشرعية. وللنظر القضائي الحصانة والاختصاص عبر مجالسه المتعددة.
2 - وشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معلن بها في هذه البلاد من خلال جهاز في مرتبة وزارة يقوم بهذا الواجب عن الامة، امتثالاً لقوله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} (آل عمران: 104).
3 - وأيضاً مناهج التعليم الديني في التوحيد والفقه والحديث والتفسير والسلوك - قائمة على منهاج الاستقامة من دين الله، وعلى منهج الوسطية من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم ترب على الغلو والعنف والتشدد، وإنما شأنها مكافحة ذلك بالعلم والبصيرة التي تدفع الغلو والتشدد وتحذر منه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.