أكد مختصون ل "الرياض" أن المملكة وضعت على عاتقها محاربة الإرهاب في الداخل والخارج، لما تملكه من خبرة تراكمية أبطلت كثيرا من فاعلية القوى الإرهابية، وتعد استراتيجية المملكة في مكافحة الاٍرهاب من التجارب الرائدة ونجاحها يعود على الاستراتيجية التي قامت على مجموعة من الأركان المتكاملة والتي شملت الأمني والوقائي والتثقيفي والتعاون على المستوى الدولي، ويأتي تركيز الجماعات الإرهابية على المملكة بسبب موقعها الجغرافي ومكانتها الدينية وقوتها الاقتصادية. القضاء على التطرف يحتاج إلى تعاون دولي وتكاتف داخلي في البداية تحدث أحمد الموكلي الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية عن الإنجاز الأمني الذي سجل في الأيام الماضية والذي يعد امتداداً للإنجازات الأمنية المتوالية التي تحققها الأجهزة الأمنية في المملكة وهذا مرده للخبرة التي اكتسبتها هذه الجهات خصوصاً تلك المعنية بمكافحة الاٍرهاب. المملكة أنقذت مئات البريطانيين وقال الموكلي إن الإحصائيات المعلنة تشير إلى إحباط أكثر من 250 عملية إرهابية في عمليات استباقية أدت إلى إفشالها، ناهيك عن دور الجهات الأمنية الكبير في تزويد كثير من دول بما فيها الدول الكبرى التي تملك أجهزة استخبارية متقدمة كأميركا وبريطانيا من خلال تزويدها بمعلومات مهمة افشلت تلك العمليات، وهذا بشهادة تلك الدول فسبق لرئيس الوزراء البريطاني أن أعلن عن ذلك حينما ذكر في السنة الماضية أن المملكة أنقذت مئات البريطانيين عندما زودتهم بمعلومات مهمة أسفرت عن إحباط عدة عمليات إرهابية، جاء ذلك في جوابه على أحد الأسئلة عن العلاقة السعودية البريطانية في برنامج اسأل القادة الذي عرض على قناة سكاي نيوز. القصاص من 47 إرهابياً حكم رادع وأضاف أن استراتيجية المملكة في مكافحة الاٍرهاب من التجارب الرائدة ومضرب مثل لأن هذه الاستراتيجية قامت على مجموعة من الأركان المتكاملة شملت الركن الامني والوقائي والتثقيفي والتعاون على المستوى الدولي مع الأجهزة النظيرة في كل الدول رغم أن بعض من هذه الدول يعمل من تحت الطاولة ضد المملكة، لذلك أصبحت الإنجازات التي تحققها الأجهزة الأمنية في هذا الجانب غير مستغربة. ونوه الموكلي أن تقديم 47 إرهابياً للعدالة والقصاصة منهم هو حكم رادع يساهم في تجفيف الارهاب ويمنع الكثير من الوقوع في هذه الأعمال الإجرامية، ومع ذلك لابد من تعاون الجميع لمواجهة هذا الفكر المتطرف. الوقاية من العمليات الإرهابية وأشار إلى أن الوقاية من العمليات الإرهابية بحاجة لمزيد من العمل والتعاون على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي، فعلى الصعيد المحلي لابد أن تعرف كل جهة مسؤوليتها اتجاه حفظ أمن هذا البلد وتعمل بإخلاص من منطلق مسؤوليتها، كذلك لابد أن يعي المواطن دوره وواجبه في هذا الجانب فالعديد من العمليات أحبطها مواطنون من خلال إبلاغهم الجهات المختصة عن تحرك يثير الشبهة أو من خلال التعاون في الإبلاغ عن المطلوبين، وعلى المستوى الإقليمي والدولي فيبقى سرعة تبادل المعلومات من أهم الأسباب التي تحبط أهداف ومآرب هذه الجماعات، أيضاً يشمل التعاون حماية وحفظ الحدود فتركها دون حماية يسهل دخول وخروج هذه الجماعات ودخول الأسلحة. نشر الفوضى هدف رئيسي ل"داعش" وأوضح الموكلي أن الجماعات الإرهابية تركز على المملكة بسبب موقعها الجغرافي ومكانتها الدينية وقوتها الاقتصادية فهده الجماعات لديها مشروع كبير يتمثل في إقامة دولة الخلافة أو الدولة الاسلامية بحسب زعمهم، و"داعش" نموذج لها ولكي تتمدد وتبقى وتقوم فلابد لها أن تنطلق من المملكة، وأولى التكتيكات لتنفيذ هذه الأحلام والأماني هي نشر الفوضى في المملكة من خلال هذه العمليات ومن ثم إدارة هذه الفوضى، وهذا موجود ضمن أبجدياتهم. المواطن يثق بالأجهزة الأمنية ويفتخر بها من جانبه، قال الخبير الأمني اللواء المتقاعد عبدالله العدلي إن المواطن أصبح يثق ويفتخر بالأجهزة الأمنية لاختراقها المجموعات الإرهابية واكتشاف خططها ونواياها والضربات الاستباقية التي تنفذها الأجهزة الأمنية للحيلولة دون تحقيق أهدافها. وأردف أن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية لا ينحصر نشاطه بالمملكة فقط، لذلك فمحاربته تحتاج إلى تعاون وتنسيق دولي أولاً ونحتاج بالداخل إلى تغيير الخطاب الديني المتشدد وتربية النشأ على التسامح وقبول الآخر المختلف سواء بمذهبه أو دينه أو تفكيره، والابتعاد عن الشحن المذهبي الذي ازداد مع وسائل التواصل الاجتماعي التي وفرت سرعة نقل الأفكار والآراء الشاذة. اللواء المتقاعد عبدالله العديلي