تلقى الرياضيون خبر الإيقاف الموقت للاعب وسط الاتحاد محمد نور من اللجنة السعودية لرقابة المنشطات بخيبة أمل كبيرة، ولم يكن يتوقع أي منهم أن تكون نهاية نجم الاتحاد والكرة السعودية في الملاعب بهذه الصورة المحزنة، واتفق أغلب الرياضيين من إعلاميين ونقاد ومسؤولي أندية وجماهير رياضية على أن "الفيتو" -كما يُلقب- لا يستحق هكذا نهاية. ذهول في الاتحاد، وانقسام بين مصدق للخبر ومكذب، فالنجم الذي حفر اسمه بماء من ذهب وصنع إنجازات "العميد" وقاده للعالمية لم يُدان من قبل أي من لجان المنشطات خلال مسيرته التي قاربت ال20 عاماً، ولم يقع في فخ "المنشطات" وهو في عز أيامه، فكيف يحدث ذلك وهو في آخر أيامه الكروية، هذه التساؤلات كانت تدور في خلد كل اتحادي، منذ أن تم تداول الخبر؟ يقول الإعلامي المهتم بشأن الاتحاد عدنان جستنيه في إحدى تغريداته: "صحيح أني تمنيت اعتزال نور بنهاية مشرفة وليس بهذه الطريقة، أشك بأن يقدم نور على هذا السلوك، وأخشى أنه تعرض لمؤامرة خبيثة أوقعت به، لا أستوعب أن نور يقع في مثل هذا السلوك إلا إذا استخدم أدوية لم يعلم بأنها من ضمن المنشطات". وكتب مدير تحرير الشؤون الرياضية بصحيفة اليوم عيسى الجوكم: "شمعة أنارت الطريق وضيعت النهاية، بعض النهايات لنجوم المستديرة أقرب لدراما رجال السياسة، فالسقوط في الفخ ليس بالضروة من الأعداء، وقد يقدم السم بطعم العسل من الداخل". مراسل قناة (MBC PRO) الرياضية عبدالعزيز الجميعة كتب في حسابه: "لو محمد نور أراد تناول المنشطات لتناولها منذ وقتٍ بعيد وهو يلعب أساسي، وليس الآن وهو لا يلعب إلا دقائق معدودة، هُنالك شيء غريب وننتظر حديث الأسطورة". واستحضر عدد من المغردين قضية لاعب وسط النصر السابق المصري حسام غالي عندما تورط في قضية للمنشطات وأوقفته اللجنة قبل أن يستأنف ويكسب القضية، يومها صرح لوسائل الإعلام بأن هناك من تمنى عدم تبرئته من تهمة المنشطات حتى يتم التخلص منه ومن حقوقه المالية. الجماهير الاتحادية بدأت العمل جدياً للوقوف مع نور بطريقتها لرد الدين له وتكريمه، وقررت عمل "تيفو" خاص به في المباراة المقبلة مع الشباب في الجولة العاشرة من (دوري عبداللطيف جميل) تعبيراً عن حبهم له وتقديرهم لما قدمه للكيان الاتحادي، إذ عشق شعار ناديهم وضحى من أجله كثيراً. "مفتاح جدة" كما يلقب لم يكن قائداً في الملعب فقط، بل يشهد له الفريق وزملاؤه اللاعبين بأنه قائد لهم خارج المستطيل الأخضر أيضا وفتح أبواب منزله لهم، ويعتبر من اللاعبين الأوفياء القلائل في ملاعبنا، وسبق وأن ضرب الأمثلة في ذلك، إذ لا يعترف بظروف عائلية ولا صحية ويتغلب عليها دائماً من أجل "المونديالي"، فمن ينسى تضحيته عندما شارك مع الاتحاد وهو يعاني من كسر في عظمة الوجه على الرغم من تحذيرات الأطباء له، وأسعد أنصار ناديه ب13 بطولة محلية وسبع بطولات خارجية، من بينها ثلاث بطولات آسيوية، أوصلت الاتحاد لمونديال كأس العالم للأندية، وهذه الإنجازات والأرقام التي حققها منحته مكانة رياضية كبيرة. الجدير ذكره أن العلاقة بين نور والإدارة الاتحادية ليست على مايرام، إذ سبق وأن أشارت "الرياض" قبل أكثر من شهرين إلى رفعه شكوى ضد إدارة النادي لدى غرفة فض المنازعات للمطالبة بمستحقاته المتأخرة والبالغة مليوني ريال عن عقده السابق قبل أن يسحبها. المهتمون بِشأن الكرة السعودية يأملون أن يخرج نور من هذه القضية براءة، وأن تكون نهايته تليق بتاريخه وإنجازاته، أما إن ثبت تناوله للمنشطات سيدين الكثير تصرفه سواءً كان عن عمد أو جهل حاله كحال أي لاعب آخر وقع في الفخ، لأن تناول المنشطات تصرف مرفوض ويجب أن نتصدى له جميعاً، لكنه في الأخير يظل بشرا يخطئ مثلما يصيب؛ ولابد من التعامل معه بطريقة راقية تعكس أخلاق المسلم الذي لا يشمت ولا يتشفى في أخيه المسلم.