اختتمت في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الندوات المصاحبة لمعرض وفعاليات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز، والتي استمرت لمدة يومين، وشهدت حضوراً من قبل المهتمين والمتخصصين والطلاب، وذلك بإشراف من إدارة الجامعة ممثلة في د. عبدالرحمن اليوبي مدير جامعة الملك عبدالعزيز المكلف. ونظم المعرض ندوة تحت عنوان "الفهد والإيمان" أدارها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن فهد بن عبدالعزيز نائب اللجنة التنظيمية للمعرض، وشارك فيها كل من د. عبدالله نصيف نائب رئيس مجلس الشورى الأسبق، ود. عمر قاضي أمين العاصمة المقدسة الأسبق، ود. أسامة البار أمين العاصمة المقدسة. وتحدث فيها د. نصيف عن دور الملك فهد في دعم مؤسسات العمل الإسلامي التعليمي والإغاثي، مشيراً إلى أن رابطة العالم الإسلامي التي كان أميناً عاماً لها في عهد الملك فهد، شهدت تطوراً كبيراً في أعمالها، حيث قدم لها الملك الراحل الدعم المادي، لتنهض بعملها في كافة الأفرع التي تتولى الأنشطة فيها. وتناول د. نصيف في مشاركته، بعض القصص والمواقف التي حدثت بينه وبين الملك فهد، مؤكداً أن الملك فهد تابع كثيراً العمل في رابطة العالم الإسلامي والإنجازات التي تحققت، بل كان "لصيقاً ومراقباً لكل أعمالنا"، على حد تعبيره. مستذكراً ما قاله الملك فهد له "إن عملكم يحتاج المال والجهد". ومن جهته، استعرض د. أسامة البار أمين العاصمة المقدسة عدداً من الشواهد التاريخية في عهد الملك فهد "رحمه الله" التي أسس لها مثل التسمية بخادم الحرمين الشريفين، زيارة سنوية للحرمين الشريفين وقضاء جزء من شهر رمضان في مكة والمدينة وزيارتهما، وهذه أصبحت عادة سنوية له، وكانت بمثابة الانطلاق إلى توسعة المسجد النبوي من خلال معايشته لظروف المسجد النبوي قبل التوسعة، إضافة إلى اهتمامه بمشروعات الحج والمشاعر المقدسة حتى في ظل مرور الميزانية السعودية بالانخفاض في الإيرادات، ففي عام 1420 ه بنيت مسالخ في العاصمة المقدسة بطاقة 50 ألف رأس كل 8 ساعات، وهي أعلى طاقة من الدول المعروفة في جانب الثروة الحيوانية. وتناول البار التوسعات في الحرم المكي والمسجد النبوي، مشيراً إلى عبارات الملك فهد رحمه الله حينما وضع أساس توسعة المسجد النبوي، والتي قال فيها: "كان هذا المشروع حلماً يراودني منذ سنوات عدة وعندما تحدثت به ظن أنه ضرب من ضروب الخيال، ولكن الله جلت قدرته، أراد لحكومة هذه البلد وأهله أن يحظوا بشرف هذا العمل العظيم"، مع أنه رحمه "أنه كان من قام بهذا العمل"، مشيراً إلى أن توسعة المسجد النبوي سبقت أعمال الحرم المكي. وشرح د. البار توسعة الحرم المكي مشيراً إلى أنها مرت بمحطات عبر التاريخ منذ عهد قبل النبوي وحتى العهد السعودي، من 2136 مترا مربعا وبمصلين يبلغ عددهم 3000 مصل لتصل في العهد السعودي وفي عهد الملك فهد تحديداً، حيث أضافت 57 ألف م2 في المساحات وإنشاء الأسطح للحرم ب 61 مسطحاً إضافة إلى الساحات الشرقية والجنوبية التي أضافت 88 ألف م2، ليصبح إجمالي المساحات 366 ألف م2 لتكون نقلة كبرى في تاريخ التوسعات، كما حرصت التوسعة على إضفاء التجانس في المساحات والشكل العمراني، إضافة إلى الترميم الكامل للكعبة المشرفة. من جهته، استذكر المهندس عمر قاضي أمين العاصمة المقدسة والمدينة المنورة الأسبق عدداً من المحطات المهمة في تاريخ توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي، كاشفاً عن الأمور الهامة في هذا الجانب، في مقدمها حرص الملك فهد "رحمه الله" على تسريع أعمال التوسعة، خصوصاً فيما يتعلق بتعويضات الهدم والتوسعة للمواطنين. وفي الندوة الأخيرة، التي أقيمت تحت عنوان ندوة "الفهد والشباب"، تركزت مداخلات المشاركين في تأريخ ووضع شواهد تاريخية على التطور الذي شهده قطاع الشباب في عهد الملك فهد –رحمه الله- وحرصه على تنمية الشباب علمياً ومعرفياً انطلاقاً من إدراكه لأهمية بنائهم وإعدادهم لقيادة المملكة نحو المستقبل. وأبرزت الندوة التي أدارها د. يوسف بن عثمان الحزيم أمين مؤسسة العنود الخيرية بمشاركة بندر بن عبدالحليم المطلق منظم مؤتمرات "تيدكس" في جدة، وهاشم بن خالد داغستاني مؤلف كتاب "دام" ومدير برامج الريادة في "باب رزق جميل"، أهمية روح المبادرة والسعي لتحيق الريادة لدى الشباب عبر طرح الأفكار الإبداعية وتحويلها إلى فرص لمشروعات استثمارية حقيقية ناجحة وذلك من خلال عرض عدة نماذج ناجحة للشبان المبادرين خلال الندوة. يذكر أن فعاليات معرض "الفهد.. روح القيادة" مستمرة حتى يوم 3 ديسمبر المقبل في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وهو يضم صوراً ومقتنيات تسرد تاريخ الملك فهد -رحمه الله- ومواقفه المشرفة في جميع المجالات التنموية والاجتماعية والسياسية. ندوة «الفهد والإيمان» ناقشت إنجازات الملك الراحل في خدمة الإسلام