لم ينسَ كثير من المواطنين مشهد تقديم الزهور والورود في تشييع الشهداء الذين استشهدوا جراء إرهاب أعمى في مدينة سيهات، إذ عبروا ل"الرياض" التي تجولت على مواقع أمنية عدة في محافظة القطيف عن فخرهم واعتزازهم بقوات الأمن المنتشرة منذ مطلع محرم في المحافظة في كل مناطق المحافظة. وشددوا أول من أمس على أن هناك تلاحما فطريا بين المواطن ورجل الأمن في مثل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا، وهي ظروف تتطلب المزيد من اليقظة من المواطنين ومن رجل الأمن المتواجد بالميدان. المواطن ورجل الأمن عنصران مهمان للتصدي للفعل الإرهابي على كل المستويات "الرياض" التقت في جولة موسعة برجال الأمن وبالمواطنين، وشملت مناطق مثل سيهات، القطيف، الأوجام، صفوى، عنك، وبلدات مثل القديح، الجارودية، الخويلدية، العوامية، الجش، التوبي، قرى المحيط عبر فيها المواطنون عن تأييدهم المطلق لرجال الأمن، وأن الجميع مع رجال الأمن قولاً وفعلاً وتعاوناً يداً واحدة ضد الإرهاب الدموي المجرم الذي لا يفرق بين صغير أو كبير، فيما شدد رجال أمنٍ على حبهم للقيادة الرشيدة وللوطن الحبيب، وللشعب السعودي الذي يفدونه بأرواحهم، مؤكدين ولاءهم وحبهم للقيادة الرشيدة ومسؤولي الدولة، وعلى كيدار: لن ينال أحد من بلد الأمن والأمان رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية حفظهم الله، وتواجدت قوات الأمن في شكل مكثف عند المساجد وفي الطرق العامة والداخلية في تنظيم حركة السير والإشراف التام على الأمن. كميل آل ابراهيم: المواطنون متكاتفون مع رجال الأمن في جميع المواقع سيهات انطلقت جولة "الرياض" من موقع الحدث الأليم المتمثل في العملية الإرهابية التي استهدفت مسجداً في "حي الكوثر" مساء الجمعة الثاني من محرم الجاري، وعبر مواطنون في المسجد عن حبهم لرجال الأمن، وارتياحهم الكبير لتواجدهم بينهم، مثنين على الانتشار الأمني في محافظة القطيف عامة وفي حي الكوثر خاصة بعد العملية التي استهدفت المسجد وراح ضحيتها خمسة من الشهداء، وقال محمد الخليفة (رجل أعمال): "إن مدينة سيهات تنعم بأمن وأمان بتواجد رجال الأمن البواسل في الطرقات"، مضيفا "هناك متابعة دقيقة من محافظ القطيف خالد الصفيان، ومدير شرطة القطيف عبدالله قريش وتواصلهم مع المواطنين وتلبية احتياجاتهم الأمنية على مدار الساعة، وهذا خلق شعوراً طيباً لدى المواطن، وأشعره بالراحة النفسية والاطمئنان"، مقدما شكره للمسؤولين في مثل هذه الظروف الاستثنائية. الشيخ منصور السلمان: لا مكان لمن يريد الإساءة وتعكير صفو بلادنا وقال "يجب علينا جميعاً عدم التهاون وأخذ أقصى الحيطة والحذر واتخاذ كافة الإجراءات الأمنية لحماية الناس والمساجد مع التعاون والتواصل والتنسيق المستمر والمباشر مع المسؤولين الأمنيين، فمسؤولية الأمن مسؤولية الجميع مع اليقظة والحذر من أي عمل مشبوه يحاول زعزعة أمن واستقرار الوطن، ويجب على الجميع مكافحة الإرهاب والمحرضين عليه، وأمن الوطن امن للجميع"، داعياً أن يحفظ الله الوطن ويديم عليه نعمة الأمن ويرد كيد الارهابين والعابثين بأرواح الناس في نحورهم. فيصل آل سنان: حُب رجال الأمن في نفس كل مواطن شريف طريق الخليج وليس بعيدا عن موقع المسجد تواجد رجال المرور على طريق الخليج لتسيير حركة السير في الطرق الرئيس الرابط بين محافظة القطيف وصولا لمدينة سيهات إلى حاضرة الدمام، إذ يعد طريقاً مزدحماً، وسهل التواجد المروري في الطريق عند مدينة سيهات في تسهيل عملية مرور المشاة القاصدين قطع الطريق في المناسبة الدينية، وبخاصة في أوقات المساء، وقال علي البحراني (كاتب): "بلا شك الجميع مرتاح من التواجد الأمني قرب المسجد، مشيراً إلى أن رجال الأمن والمواطنين جميعهم يقفون خلف الإرهاب. رجال الأمن يؤدون واجبهم في إحدى نقاط التفتيش وذكر بأن التواجد الأمني بالغ الأهمية إلى الجميع المسؤول والمواطن، إذ أنه يمثل حاجزاً لصد الإعمال الإرهابية التي تستهدف العزل من المواطنين في محافظة القطيف، مؤكداً أن تواجد الأمن يمثل ارتياحا كبيرا لكل الحضور. وأضاف "إن تواجدهم لحماية الناس يعتبر أمرا ضروريا للمجتمع، ونقدم الشكر لكل رجل أمن يقف هنا لمساعدة المواطنين وتجاوز الأخطار"، مشيراً إلى فرح الناس بمقتل الإرهابي، مستدركاً "إن الأفكار المتطرفة والإرهابية والتكفيرية التي تنال من مكونات الشعب المختلفة تمثل عبئا حقيقيا على وزارة الداخلية، إذ أن تلك الأفكار يتم احتضانها من قبل شبان يغرر بهم، فينفذون بناء عليها القتل في المواطنين العزل، ويواجه رجال الأمن مخاطر حقيقية تهدد حياتهم أثناء قيامهم بواجبهم الوطني والانساني، لذا نقترح تجفيفا حقيقيا لمنابع الارهاب الفكرية، وأن الأساس هي المواطنة في دولتنا أيدها الله". عنك وفي مدينة عنك توقفت "الرياض" عند النقطة الأمنية التي تقوم بجهود كبيرة في عمليات التفتيش والتحقق من هوية السائقين القاصدين لمدينة القطيف أو عنك، إذ تعد المدخل الأساسي من ناحية الدمام بطريق الخليج لعمق محافظة القطيف، ما يجعل موقعها الدائم استراتيجياً، وعبر رجال الأمن عن أن أرواحهم وكل ما يملكون فداء للقيادة والوطن والمواطن، وأن قيامهم بواجبهم إنما يأتي من دافع الواجب الديني في حماية المسلمين وحبا للوطن وللقيادة الرشيدة التي تسهر الليل والنهار من أجل حياة سعيدة للمواطنين في المملكة، مؤكدين أن بلد الأمن والأمان لا يستطيع أحد أن يزعزع أمنه من عمل إرهابي هنا أو هناك، فيما عبر مواطنون عن رضاهم عن الاجراءات الأمنية التي يتم اتباعها في النقطة، مشددين على أن ذلك يأتي لسلامة الجميع، داعين الله تعالى أن يوفق رجال الأمن في تحقيق أهدافهم التي تصب في نهاية المطاف في مصلحة المواطنين. تفتيش صندوق المركبة بنقطة تفتيش سنابس القطيف وفي مدينة القطيف نشرت القوات الأمنية المختصة عناصر الأمن في كل المواقع استراتيجية، مثل الساحة المعروفة ب"القلعة"، ووضعت نقاط تفتيش، الأمر الذي أراح قاطني المدينة الذين شددوا عن سعادتهم للتواجد الأمني في المدينة، وشدد رجال أمن على أن العمل ممتع ويكسب الثواب، إذ أن حماية المسلمين من الأخطار إنما تؤكد حب الله والوطن والقيادة الرشيدة. وقال سعيد العبكري (اختصاصي نفسي): "إن التواجد الأمني ملحوظ ومشاهد وبكثافة عالية، ومن جميع القطاعات الأمنية المختلفة، وهذا غير مستغرب أبداً لا سيما في الظروف الراهنة"، مضيفا "إن جنودنا البواسل في حالة استنفار وذكاء وملاحظة دائمة ودقيقة، كما أن طريقة تواجدهم مخطط لها في التعاون المشترك بين الأجهزة الأمنية لتحقيق الأمن وسلامة المواطنين، وإن التواجد يسعد ويثلج الصدر عندما تشاهد رجال الأمن مترجلين عند كل الأماكن وفي حالة استعداد تام لأي طارئ لاسمح الله، كما يشعر عموم الناس بفرق واضح في الاطمئنان والراحة والثقة مع وجود رجال الأمن قربهم، فدرجة القلق والخوف تزداد بعدم تواجدهم لا سيما للعوائل والأطفال على وجه الخصوص"، داعيا بأن يحمي الله البلاد والعباد والأرض والوطن من كل سوء ومكروه. وقال محمد البدر (ناشط اجتماعي): "إن جميع المواطنين يشعرون بأن من الضروري التواجد الأمني المكثف في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد للحد من وقوع الجريمة والعمليات الإرهابية واكتشافها في مهدها وتحديد الثغرات الأمنية والعمل على إنهائها وضبط الحالة الأمنية"، مضيفاً "إن جهود رجال الأمن تستحق الشكر لتحملهم واجب المسؤولية من أجل خدمة الوطن والمواطن، وأداء عملهم بالشكل المطلوب". رجل المرور يوقف السيارات ليتمكن المارة من العبور وأقترح أن تخصص الجهات الأمنية بالتنسيق مع شركات الاتصالات رقماً لإرسال الرسائل الالكترونية المتعلقة بأي مشكلة أمنية من شأنها تحذير المواطنين لأخذ الحيطة والحذر أو تكون رسائل تعليمية وتثقيفية، وللحد ونفي الاشاعات التي قد تسبب القلق لدى الكثير من افراد المجتمع"، مشيراً إلى أن جميع إنجازات الأمن خلال السنوات الماضية والحالية محل احترام واعتزاز وفخر كل مواطن، وقال: "تحقق احباط الكثير من هذه العمليات التي تحرص الدولة من خلالها على سلامة الوطن والمواطن والمقيم". تاروت وليس بعيدا عن التواجد الأمني الذي يرحب به الناس، توجهت "الرياض" لجزيرة تاروت، وتوقفت عن نقطة تفتيش بسنابس، إذ شدد سائقو سيارات عن اهمية الدور الذي يقوم به رجال الأمن في حماية وحفظ الناس، وقال م. شاكر آل نوح (رجل أعمال): "إن الحقيقة المطلقة تكمن في أن جميع السكان يريدون التواجد الأمني، وهو تواجد مهم للوطن ويعزز الوحدة الوطنية ويشعر المواطنون بأن الجميع يناضل من أجل حمايته، كما يعزز أن مسؤولية الأمن تقع على عاتق رجال الأمن بالدرجة والأولى، كما أن المواطن هو عين الأمن ورجل الأمن الأول الذي يعين رجال الأمن على حفظ أمنه وأمن وطننا الغالي"، داعياً الله أن يوفق رجال الأمن في مهامهم الكبيرة. وقال عبدالحليم كيدار عمدة تاروت: "إن بلد الأمن والأمان لا يمكن أن يتم النيل منه"، مشيراً إلى أن جزيرة تاروت وبقية مناطق محافظة القطيف تنعم بالأمن والأمان بسبب تواجد رجال الأمن المنتشرين في كل مكان، وهو ما يسعد الجميع، وهي رسالة شديدة للإرهابيين ولكل مجرم عابث بأمن الوطن. صفوى ومن مدينة صفوى قال كميل آل ابراهيم (رئيس مجلس إدارة نادي الصفا): "إن للتواجد الأمني أثرا كبيرا في استقرار وطمأنة النفوس، وخصوصا في الأماكن المستهدفة من قبل المجموعات الإرهابية، وتكمن الأهمية في بث روح الثقة بين الناس وبين قدرة الدولة على بسط هيبتها وفعالية تواجدها في تلك الأماكن". وتابع "إن الأمن ينتشر في شكل ممتاز جداً، فالملاحظ أن هنالك تنسيقا كبيرا بين الجهات الأمنية وبين الأهالي لانسياب الحركة، وخصوصاً في داخل الحارات الضيقة في بلدات القطيف، ونجد التعاون والتوائم بين اللجان المساندة، وبين رجال الأمن وكأنهم جسد واحد"، مضيفا "إن الإنجاز يكمن في تسخير كافة الجهود والطاقات والإمكانات لخدمة رجال الأمن، فالمطلوب أن يكون المواطن هو العين الفاحصة لرجال الأمن والأجهزة الأمنية"، مشيراً إلى أن المواطنين يشعرون بالطمأنينة حين يشاهدون انتشار الامن. وأضاف "هذا الشعور امتزج مع التكاتف والتعاون الواضح بين الأهالي والمسؤولين في الأجهزة الأمنية". الجش وشدد قاطنو بلدة الجش على أهمية التواجد الأمني الملحوظ، وقال الشيخ منصور السلمان "إن الجميع يشدد على أهمية الدور الأمني، ففي اجتماعنا مع محافظ القطيف خالد الصفيان كان تسليط الضوء في هذه الآونة على اهتمام رجال الأمن بحماية المواطنين من كل من يريد الإساءة وتعكير الصفو والتشديد أكثر على الجهات الخارجية التي تعتبر مداخلاً للمدن لمعرفة القادمين، وكل من يشتبه فيه قبل أن ينفذ جريمته حتى يشعر المواطن، وهو يجد الدوريات المكثفة بالأمن فالدوريات التي تحمل الأجهزة الكاشفة عندما يمر بها المواطن يلمس المواطن منها مدى الاهتمام به، فهي تحفظ الأمن والنظام، ولقتل أي إرهابي في سرعة خاطفة، ذلك ما يمنع استمرار الجرريمة والإرهاب"، وتابع "إن من توفي بسبب أفعال الإرهاب نعده شهيداً عند الله تعالى سواء من المواطنين أو من رجال أمننا البواسل، وليكن الجميع صفا واحدا في الدفاع عن أمن الوطن". الأوجام وذكر فيصل آل سنان أحد أعيان الأوجام بأن حب رجال الأمن في نفس كل مواطن شريف، وقال: "إنه لمن المسلم عندنا أن المملكة تولي الأمن العناية القصوى، وولاة الأمر حريصون كل الحرص على أمن وسلامة كل من هو على تراب وطننا الغالي، والضرب بيد من نار على كل من يهدد أمن وسلامة الوطن والمواطنين". وتابع "حقيقة القول حين نرى هذه الجهود المكثفة لرجال الأمن لتأمين موسم محرم لهذا العام، نشعر أننا بين يدٍ تظلنا وتحمينا، ويدٍ أخرى تضع إصبعها على الزناد لردع أي معتدٍ على الأمن، ولا نستغرب هذه الجهود، حقاً إننا نراها في السياق الطبيعي للجهود الأمنية في كل شبر لهذا البلد، والقطيف لا تختلف عن باقي مدن السعودية، ونفخر كل الفخر بهذه الجهود، ونتمنى أن نكون جزءاً في هذه الحلقة، لنرد جميل وطن جمعنا وأظلنا وحمانا". وأضاف "نشهد في كل زاوية دورية للأمن، وفي كل مدخل سيطرة على الداخلين والخارجين، وتواجد على مدى 24 ساعة، جهوزية كاملة، تحقق وتدقق لكل فرد وسيارة، ووجوه تعلوها الابتسامة"، مشيراً إلى أن إنجازات رجال الأمن في سبيل مكافحة الفكر الضال والمنحرف، إنجازات شهدت لها مؤسسات ومنظمات ودول عالمية، وقال "لا أتكلم عن إنجاز صغير، بل هي منظومة متكاملة في سبيل مكافحة الفكر الضال من حيث الفكر وتجفيف مصادر تمويله، ولسنا ببعيدين عن الإنجاز الأمني الذي حققته وزارة الداخلية قبل ثلاثة أسابيع حينما قبضت على خلية في الرياض، إذ تكمن قوة رجال أمننا في إيمانهم الراسخ بأن الأمن خط أحمر لا يحق لأي كان أن يقترب منه، وفي قوة استخبارية وضربات استباقية تجتث الإرهاب من جذوره". رجل أمن يفحص محتويات إحدى المركبات التأكد من هوية السائقين لحفظ الأمن تواجد أمني ومروري على الطرق علي البحراني متحدثاً للزميل النمر (عدسة/ زكريا العليوي)
