الهلع اصبح جنون العصر وذلك عندما نسمع بانتشار الأمراض أو وقوع الكوارث والمصائب وأي أمر دنيوي يطرأ على المجتمعات، فتجد حينها البشر في همّ وخوف وارتياب. بالفعل أخذ الحيطة والحذر واجب وأمر ضروري ولكن يجب أن يكون بالشكل الطبيعي، فالزيادة في الهلع والأخذ على أنه أمر مصيري وخطر يهدد الحياة في جميع الأصعدة هذا ما قد يؤثر على الأمن النفسي لأي شخصٍ منا، ويجعلنا بالغيّ الاهتمام في ذلك الشيء الخطير على حد قولهم ومُصدرين ذلك قائمة اهتمامنا وربما اصبح الشُغل الشاغل لنا. ومن ثم يأتي دور مُصدريّ الإشاعة في الزيادة وخلق أجواء الرهبة، فيتلقاها المتلقي وينشرها دون التبين من صحتها. فلنقف لحظة ونتمعن في قوله جل وعلا:(قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ). يستحيل أن يضرنا شيء لم يكتبه الله علينا أو لنا، مهما بالغنا في الحذر ومهما هربنا من القدر، فالمُقدر كائن سواء الآن أو بعد حين، ويجب اليقين بأن لا ضار ولا نافع إلا بأمر الله وحده. توكلوا على الله في كُل أموركم ولا تدعوا الخوف من الدنيا مُقدماً على خوف الله، وأبذلوا الوقاية وليس النفور والجزع.