ترقّب الراتب وانتظاره هاجس كل أسرة، خصوصاً راتب شهر شوال، ففي كل عام يرى الجميع أن شهر شوال من أطول شهور السنة، حيث ينتظره الجميع على أحر من الجمر آخر الشهر لتسلم الراتب لأنهم استهلكوها في نهاية شهر رمضان وما يتطلبه احتياجات ومستلزمات ضاعفت من صرفه الزائد حسب ادعائه، وان المدة المتبقية لشهر شوال تجعلهم في قلق دائم إضافة إلى تذمره بأن هناك مستلزمات مدرسية ومصاريف أخرى تجعله يرى شهر شوال أكثر من ممل. ولكن الغرابة في الموضوع عندما تستمع لكلام المتذمرين وترى الحركة السوقية والاستهلاكية خلال إجازة نهاية الأسبوع سواء للمطاعم أو المقاهي أو الأسواق ومدن الملاهي تفاجأ مما تسمع من تذمر وشكوى. وانا هنا ليس من حقي تقييد حركة الناس، فمن حق كل انسان التحرك والبحث عن الرفاهية والاستمتاع، لكن المفترض أن يحمد الله على ما أكرمه وأن يكف عن التذمر والشكوى والملل من طول الشهر، وان يعيد حساباته في كيفية إدارته لأمواله، فإذا كان لديه مصاريف لا يستطيع السيطرة عليها فهذا ذنبه هو وليس ذنب طول الشهر. وإذا كان مشرع جيبه للكماليات أكثر من الأساسيات فهذا ذنبه هو وليس ذنب الشهر. ثم إن الأمر لا يقف عند نهاية الأسبوع فقط، فقد تجد رب الأسرة يوجد بشكل يومي بالمقاهي أو في الاستراحة التي تضم اصدقاءه ويدفع ما لا يقل عن 20 ريال يومياً هذا كحد أدني افترضه أنا، وربما هناك من يدفع أكثر حسب الموقع، ثم إنني أنظر للمسألة بأنها نوع من خلق وإثارة موضوعات تحدث بلبلة ليس لها داع، فكل انسان لديه ظروفه ومستلزماته وأعبائه المالية. والله أعلم بظروف الناس والبيوت، لكنني أجد نفسي محتاراً بين ما اسمع وما ارى، فقد تمشي في الشارع تكاد تختنق من شدة إقبال الناس على الأماكن الترفيهية واسأل الله أن يديم علينا الرخاء والاستقرار.