مع أنه من أكثر الشعراء رقة في الغزل والوصف إلا أنه لم يشتهر كثيرا، أعني (أبو حفص بن برد الأندلسي (ت 418ه) فمن شعره العذب: صح الهوى منا ولكن أعجب من بعد لنا يقدر كأننا في فلك دائر فأنت تخفى وأنا أظهر وقوله في محبوبته وقد تجلت في فستان من الحرير أزرق: لما بدا في لازوردي الحرير وقد بهر كبرت من فرط الجمال وقلت: ما هذا بشر فأجابني: لا تنكرن ثوب السماء على القمر قال عنه ابن بسام مؤلف (الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة): "كان في وقته فلك البلاغة الدائر ومثلها السائر نفث فيها بسحره وأقام أودها بناصع نظمه وبارع نثره.." وابن بسام (ت 542) من مؤرخي الأدب الأندلسي. ومن شعر أبو حفص في وصف منظر أندلسي: سقى جوف الرصافة مستهل تؤلف شمله أيدي الرياحِ محل ما مشيت إليه إلا مشى فيَّ ابتهاجي وارتياحي كأن ترنّم الأطيار فيه أغانٍ فوق أوتار فصاحِ كأن تثنّي الأشجار فيه عذارى قد شربن سلاف راحِ كأن رياضه أبراد وشْيٍ تعطّف فوق أغصانٍ ملاحِ.