بناء مصنع للقهوة في جازان    أنطلاق مهرجان المنتجات الزراعية الثالث في ضباء    تركي الدخيل: احذروا تشغيل المحافظ الاستثمارية عبر غير المرخصين    المملكة والسنغال تتفقان على تعزيز التعاون في مجالات الزراعة والأمن الغذائي    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في البرازيل إلى 95 قتيلاً    الأرصاد: الفرصة لا تزال مهيأة لهطول أمطار رعدية    تراجع طفيف لأسعار النفط    مجموعة stc تعلن عن نتائجها المالية الأولية الموحدة الموجزة للفترة المنتهية في 31 مارس 2024م.    الجلاجل: تنظيم "وقاية" خطوة لمجتمع صحي    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    مهما طلّ.. مالكوم «مالو حلّ»    «إنفاذ»: 30 مزاداً لبيع 161 عقاراً    عدالة ناجزة وشفافة    برعاية وزير الإعلام.. تكريم الفائزين في «ميدياثون الحج والعمرة»    أمير الشرقية ونائبه يتلقيان تهاني الرزيزاء بتأهل القادسية لدوري روشن    محمد عبده اقتربت رحلة تعافيه من السرطان    4 أمور تجبرك على تجنب البطاطا المقلية    وزير الخارجية الأردني ونظيره الأمريكي يبحثان الأوضاع في غزة    أمير المدينة يرعى حفل تخريج الدفعة ال60 من طلاب الجامعة الإسلامية    الشورى يدعو لتحديث كود البناء السعودي    أمير المدينة يستعرض جهود جمعية «لأجلهم»    "الهلال" يطلب التتويج بلقب دوري روشن بعد مباراة الطائي في الجولة قبل الأخيرة    استعراض المؤشرات الاستراتيجية لتعليم جازان المنجز والطموح    «التواصل الحضاري» يعزز الهوية الوطنية    بدء أعمال ملتقي تبوك الدولي الأول لتعزيز الصحة    أمين الرياض يحضر حفل سفارة هولندا    مساعد رئيس الشورى تلتقي وفداً قيادياً نسائياً هولندياً    بيئةٌ خصبة وتنوّعٌ نباتي واسع في محمية الملك سلمان    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي يُجري جراحة تصحيحية معقدة لعمليات سمنة سابقة لإنقاذ ثلاثيني من تبعات خطيرة    اختتام دور المجموعات للدوري السعودي الممتاز لكرة قدم الصالات في "الخبر"    الأمير خالد بن سلمان يرعى تخريج الدفعة «21 دفاع جوي»    ولي العهد يعزي هاتفياً رئيس دولة الإمارات    تحذير قوي    إدانة دولية لعمليات الاحتلال العسكرية في رفح    الحرب العبثية في غزة    البنتاغون: الولايات المتحدة أنجزت بناء الميناء العائم قبالة غزة    "الجوازات" تعلن جاهزيتها لموسم الحج    مؤتمر الحماية المدنية يناقش إدارة الحشود    تحقيقات مصرية موسعة في مقتل رجل أعمال إسرائيلي بالإسكندرية    الرؤية والتحول التاريخي ( 1 – 4)    رحلة استجمام الى ينبع البحر    استقبل مواطنين ومسؤولين.. أمير تبوك ينوه بدور المستشفيات العسكرية    جامعة الملك سعود تستضيف مؤتمر" العلوم الإدارية"    غاب مهندس الكلمة.. غاب البدر    عبدالغني قستي وأدبه    بدر الحروف    المدح المذموم    البدر والأثر.. ومحبة الناس !    تغريدتك حصانك !    هزيمة الأهلي لها أكثر من سبب..!    الأول بارك يحتضن مواجهة الأخضر أمام الأردن    بونو: لن نكتفي بنقطة.. سنفوز بالمباريات المتبقية    ديميرال: اكتفينا ب«ساعة» أمام الهلال    الفوائد الخمس لقول لا    بدء التسجيل ب"زمالة الأطباء" في 4 دول أوروبية    أمير تبوك يستقبل المواطنين في اللقآء الأسبوعي    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المصلى المتنقل خلال مهرجان الحريد    وزير الدفاع يرعى تخريج طلبة الدفاع الجوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قيود «التبعيّة» تخنق المجتمع..!
التنشئة السليمة كفيلة بخلق جيل واعٍ ذي شخصية مستقلة
نشر في الرياض يوم 08 - 07 - 2015

مع ثورة الأحداث وتنوع القضايا على اختلافها والتي تطالعنا كل يوم نصطدم أثناء حديثنا ونقاشاتنا بالكثيرين من أصحاب الشخصية التبعية أو كما يطلق عليه
"الإمعة" والذي ليس له مبدأ او رأي مستقل يبلور ملامح شخصيته يفتقد للثبات متنقل مع رغبات الناس يتبع كل واحد على رأيه فثقته بذاته مهزوزة لا يقدر حجم مميزاته وقدراته وبالتالي لا يتمكن من اتخاذ قراراته باستقلالية وبعيدا عن الآخر ولا اصدار احكامه على القضايا والاحداث بنضج وعقلانية.
وهذه الشخصية متسرعة يُفقدها جريها وراء هذا وذاك الحصول على مخزون ثقافي صحيح وناضج يمكنها من متابعة كل جديد بشقيه الصالح والطالح مع فلترته للاحتفاظ بما هو مفيد والتخلص مما هو سيئ كما انها شخصية معترضة متقلبة فكريا لا تحظى بذلك الاحترام فتارة تجده شيخا يحلل ويحرم وتارة تجد شخصا منفتحا غير مبالٍ ويستسيغ أي سلوك يمر عليه والأدهى من ذلك كله أنه شخصية تشكل خطر على ذاتها ومجتمعها فهي تابعة ذات عقل مستأجر تتأثر بكل ما يمر عليها وقد تنساق خلف اراء مرفوضة دينيا، سياسيا واجتماعيا لتصبح شخصية مؤدلجة ذات فكر موجه سهل الخداع والتطويع يختزل افكارا هدامة وخطيرة.
ضبابية الرؤية
وعن "الإمعة" قالت هدى الخويري عضو نادي جازان الأدبي ان الله كرم الانسان وجعل له قيمة تميزه عن غيره ومن المؤسف تلاشي شخصيته وذوبانها في الغير بحيث يصبح بلا وجود او كيان مستقل ووصفت صاحب الشخصية التبعية "الإمعة" بالمتردد وقالت بأنه شخص فاقد للمصداقية مع نفسه قبل الغير وهو غير راض عن نفسه فهو ليس كما يحب أن يكون لديه ضبابية في الرؤية ولا يعلم لماذا هو هكذا.
وأضافت بأنه ليس بالضرورة أن يكون الشخص التابع شخصا أميا جاهلا بل ان هناك الكثير من المتعلمين وممن وصلوا مراتب عالية يكون إمعة فاقدا للهوية يتبع غيره فهو كل لحظة برأي مغاير وشخصية مختلفة، مؤكدة على أن التنشئة الأسرية هي السبب وراء وجود مثل هذه الشخصية وأن الأسرة لو حرصت على تربية الطفل في جو صحي بعيد عن التسلط مبني على الحوار الهادف والاستماع والاحترام للرأي والرأي الاخر لخرج لنا جيل واع يغرد بعيدا عن التبعية المقيتة وعن التقويم اللاحق للشخصية التبعية، قالت الخويري لا بد من التثقيف المتوازن البعيد عن النصح والتوجيه العلني المباشر والذي لا تتقبله النفس البشرية بسهولة كونها تعتبره فضيحة.
شخصية هلامية
ووصف عبد العلام الفلقي أديب وإعلامي شخصية الإمعة بالشخصية الهلامية وقال بأنه الشخص الذي ليس لديه القدرة على عرض موقفه، يسير وفق نهج أعمى مكتفياً بتبني مواقف الآخرين سواء كان لديه بدائل أو لم يكن مشيرا الى أن إمعية الشخص ترجع إلى ضعف الثقة بنفسه وعدم الوثوق بها لاتخاذ موقف أو قرار سليم بنفسه الأمر الذي يجبره على استيراد البدائل من أشخاص آخرين وأكد على أن مرحلة الطفولة هي الاساس وهي اللبنات الأولى لبناء ذات انسانية سليمة وأن للتنشئة الاسرية والاجتماعية دور فاعل في تشكيل شخصية الفرد وبإخفاقها تنتج لنا تلك الشخصية "الإسفنجية "وبين الفلقي أن خطر هذه الشخصية التبعية يحدث عندما تقع في المصيدة وتصبح تحت إمرة جهة منحرفة ومتسلطة تدير عقولهم وشخصياتهم بحسب أهوائها ويرى عبدالعلام ان الوقاية خير من العلاج مشددا على أهمية استخدام الطرق والأساليب التي تضمن بناء الثقة في نفس الفرد منذ صغره وقال بأنه يمكن للإنسان صاحب الشخصية التبعية أن يتخلص من تلك الصفة من خلال تعويد نفسه الاعتماد على ذاته والاندماج مع فعاليات المجتمع بحضور الندوات وورش العمل وإبداء وجهة نظر مستقلة له وقراءة الكتب التي تعنى بإدارة الذات.
مواقع التواصل الاجتماعي
وعن الإمعة يقول خميس الزهراني لا تخلو عائلة او بيئة عمل من وجود مثل هذه الشخصية وبغض النظر عن قبولها او رفضها هي تفرض نفسها وتتسلل محاولة الالتصاق بالآخرين مؤكدا أن نشاط مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها ساهم بشكل كبير في تعرية الكثير من العقليات وكشف الستار عن بعض الشخصيات المرفوضة اجتماعيا بسبب مبادئها وافكارها ومعتقداتها المتغيرة والمتناقضة باستمرار وتابع الزهراني نلاحظ بكثرة أن البعض يثور ويغضب أثناء النقاش والحديث مع مثل هذه الشخصيات فأسلوبها متذبذب وحكمها على الامور متغير بتغير قناعات واساليب من يتحاور ويتحدث معها ولكن بمجرد تحليل تلك الشخصية ومعرفة مكامن الخلل فيها يكتشف أنه بمقدار ما هي شخصية مزعجة لا رؤية لها ولا رأي هي ايضا شخصية مسكينة تدعوا للشفقة والتعاطف معها في محاولة لتقويم افكارها واتجاهاتها وقال بأن هذه الشخصية وأمثالها ستستمر أزمنة طويلة اذا لم تجد من يعزز ثقتها بنفسها ومعارفها ومهاراتها الشخصية المتفردة والمستقلة عن غيرها وأشار الى أن الشخصية التبعية عادة ما يكون النقاش معها مملا ولكن عندما يكون الهدف إصلاحها والاخذ بيدها للطريق الصحيح فلا بأس من الصبر والتحمل كون النتيجة تستحق ذلك.
استقلال الرأي
ويرى د. محمد العوين أستاذ الأدب الحديث بكلية اللغة العربية أن الاتباع ينشأ عادة عند الطفل والشاب الناشئ "الحدث" وهو أمر طبيعي جدا إذ الشاب في هذه المرحلة مرحلة التكوين ما زال غضا طري العود فيتأثر دائما بالشخصية الأقوى في محيطه الأسري أوالاجتماعي أو التعليمي ويتقبل ممن أثروا فيه الأفكار والأخلاقيات والإجابات الجاهزة دون تفكير طويل.
مشيرا الى أن ما يدعو إلى التعجب أن طائفة من الناس لا تستطيع الانعتاق من مرحلة الطفولة والنشأة فتجدها تكبر سنا دون أن تكبر عقلا وترتقي في مراتب الحياة زواجا وإنجابا ووظيفة على الطريقة المكررة المعتادة إن هي وفقت لذلك دون أن ترتقي إلى الاستقلال بشخصية تمتلك القدرة على الحسم في القضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية وغيرها وفق رؤية ذاتية خالصة لا تنقاد أو تتبع قول فلان أو رؤية علان، وأضاف أن الشخصية الإمعة المتبعة المنقادة المستسلمة شخصية ضعيفة هشة وإن بدت - أحيانا – في مظهر قوة خادعة، فليس التمظهر بالقوة المتلبسة المصطنعة إلا ستارا يخفي تحته هشاشة التفكير ورداءة النشأة.
وقال بأننا يمكن أن نفسر سبب انقياد بعض الشباب أو الشابات وانضوائهم تحت لواء الجماعات الأيدلوجية المنحرفة؛ كخوارج العصر التكفيريين "داعش" ومن لف لفها بفقدان الشاب أوالشابة أجواء الانفتاح المعرفي في الأسرة، وانعدام الحوار والجدل والأخذ والعطاء فيما يجد من قضايا وإشكالات فكرية وسياسية.
مشددا على خطر هذه الجماعات المنحرفة الضالة اذا مااستطاعت الوصول من أي طريق إلى عقل الشاب أوالشابة الشحيح بالرصيد المعرفي الكافي والرؤية المستقبلية الناضجة والتي تكونت من الحوار مع من حوله فتزين لهم أفكارها الهدامة وترسم أمامهم عالما مشرقا بهيا حالما زاهيا بالوعود الجميلة في الدنيا والآخرة وتبدو أمامه في أفضل حلة مطرزة بالمثاليات والفضائل المدعاة وهنا يستجيب هذا الشاب أو الشابة وينقاد كالخروف البهيم الذي يتبع جزاره إلى النحر!
لافتا الى أننا نجد اليوم بين الجماعات الضالة من سلبت عقولهم وعميت عيونهم، وصودرت منهم أدوات التفكير أوالتساؤل أو الشك فنراهم يؤمرون فيأتمرون ويكلفون فينفذون دون تردد أو امتناع يقال لهم من قادتهم الذين امتلكوا عناصر القوة والتأثير الفكرية أو المادية اقتلوا فيقتلون ويتحولون إلى أعتى المجرمين في انقلاب سريع وخاطف من الشخصية الضعيفة المنقادة إلى التمظهر بالشخصية الجوية الجبارة القاتلة وما هذا إلا لأنه لم يملك لنفسه رأيا يستطيع أن يمنعه من أن يكون مجرما قاتلا في أية لحظة وضرب د. العوين أمثلة كارتدائهم الاحزمة الناسفة وتفجير انفسهم ومن حولهم بدون تكفير في عظم هذه الجريمة النكراء واستسلامهم لمجالس الفساد التي تضم المخدرات والمسكرات على انواعها.
وختم الدكتور العوين حديثه مؤكدا أهمية قيامنا بواجبنا تجاه شبابنا بأن نعلمهم كيف يصنعوا لأنفسهم خطة في الحياة تتضمن منهجا قويما متكئا على أسس أخلاقية لا يمكن أن يحرفها ضال مهما بلغ من قوة التأثير وقال إنني أجد لأستاذ الجامعة – على الأخص – أكبر الأثر في صناعة استقلال الرأي لدى طلابه، ومثل ذلك ما يصنعه المشرف على طلاب بحوث الماجستير أو الدكتوراه حين لا يطلب منهم أن يكونوا نسخة مكررة منه لا تضيف جديدا بل نسخا جديدة كل الجدة تضيف المتغير والمثير والمدهش.
تدمير الثقة بالنفس
وأوضحت شقراء ال بشير "المدربة الأسرية بأكاديمية الحوار بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني" أنه قد يخطئ الآباء والأمهات أحياناً دون قصد عندما يتبعون بعض الأساليب والممارسات التي قد تؤدي إلى بناء شخصية تبعية وذلك بتدمير ثقة الطفل في نفسه مما يدفع به ليكون شخصا تابعاً من السهل تطويعه وخداعه من قبل مجموعة الرفاق او غيرهم مؤكدة أن هذه الشخصية من السهل تأثرها بما يبثه الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة والتي نجحت ببراعة في استمالة مثل هذه الشخصيات الإمعية وإمدادها من قبل بعض المغرضين بالأفكار الهدامة وتسخيرهم لتحقيق أهدافهم ومآربهم الخبيثة مدمرين بذلك حياتهم وملحقين الضرر بمجتمعهم.
وعن الاساليب التي تلعب دورا كبيرا في خلق الشخصية التبعية قالت شقراء إن استخدام الوالدين للعنف والقسوة في التربية داخل محيط الأسرة وكذلك الإهانة والمحاسبة الدائمة على الأخطاء صغيرها وكبيرها تسهم بشكل كبير في تنشئة الطفل على التبعية كما أن الإفراط في التدليل والتدخل السريع في جميع أمور الأبناء وتولي الوالدين للمسؤولية كاملة وتحملهما إيجاد الحلول لجميع مشكلاتهم وعدم تركهم يتعاملون مع مشاكلهم وأمورهم الخاصة وسائر قراراتهم يهدم استقلالية الطفل بنفسه ويولد لديه الاتكالية المفرطة ويقذف به خلف كل من ألمح له مما يؤدي الى تدمير روح القيادة الصحيحة الناضجة المبنية على مبادئه وقيمه التي تربى عليها والتي تضمن الخروج بشخصية واثقة من نفسها ولديها قدرة على الاختيارالصائب والادلاء برأيها بحرية تامة بعيدا عن الاقصاء مشيرة إلى أنه ان كان ولا بد من تدخل الوالدين في بعض امورهم فلا بأس ولكن ليس في بداية الأمر بل لا بد من حث الابناء على التفكير والبحث عن الحلول وعدم إلغاء رأيه و تفكيره، مشددة على ضرورة احتواء الاسرة لأبنائها وتقبل الابن كما هو بأخطائه مع اشراكه في علاجها وتوجيهه باللطف واللين وحرصهم على غرس وتأصيل السمات الحميدة والفاعلة لدى أبنائهم ليكبروا وتكبر معهم كالاعتماد على النفس مع عدم تكليفه فوق طاقته واعطائه الفرصة الكافية لينشأ واثقا من نفسه قادرا على اتخاذ قراراته الصائبة تجاه أي موقف يقابله دون التأثر بما يعرض له سواء في مجتمعه المحيط به او عبر فضاء المجتمع الإلكتروني الواسع الذي بات أقرب الى ابناءنا من مجتمعهم الحقيقي المحيط بهم.
شخصية سهلة الانقياد
وذكر حسن المازني - كاتب وصحفي - أن الشخصية التبعية شخصية ضعيفة تفتقد للشجاعة في التفرد برأيها واتخاد قراراتها وقال بأن من اسباب إيجاد مثل هذه الشخصية اتباع الاسرة اسلوب القمع والذي يُنتج لنا شخصية مهزوزة ضعيفة سهلة الانقياد فاقدة للتفكير السليم و اتخاذ القرار الصحيح.
وأضاف المازني سببا آخر خارج نطاق الاسرة وهو ثقافة وتعامل المجتمع المحيط فقال تؤثر الثقافة المجتمعية على مجرى تفكير الشخص سلباً فيتحول الى انسان سلبي يفكر ويناقش بعقل غيره إمعة ينفذ ما يراه الآخرون من أجندات دون التحقق من صواب ما يملى عليه وأكد أهمية تغيير أساليب تعامل الآباء والأمهات مع الابناء والابتعاد عن العنف والتثبيط وقال بالدور الكبير المناط بالمعلمين والمعلمات وخطباء المساجد في بناء وتكوين شخصية وثقافة الشباب بعيداً عن التهميش والاسفاف والتلقين والحشو الممل.
مواقع التواصل كشفت «قطيعاً» أجّروا عقولهم لغيرهم للتفكير واتخاذ القرارات بالنيابة!
الطاعة العمياء
وبين د. اسماعيل محمد "مستشار تربوي ونفسي" أن الشخصية "الإمعة" هي الشخصية المنقادة التي لا رأي لها ولا وجهة نظر وانما توافق ما يراه الآخرون دون بذل أي جهد في مناقشة الطرف الآخر وبحث ما يود تحقيقه من أهداف ويعد هؤلاء الأفراد ذوي سمات شخصية متناقضة ذات ازدواجية متأرجحة لا موثوقية فيها وهي التي يطلق عليها الشخصية المزدوجة (دبل ستاندرد).
وقال بأن صاحب هذه الشخصية يتميز بالطاعة العمياء والانقياد التام وقد يعود ذلك إما لوجود خلل في شخصية الفرد نتيجة لما تعرض له في طفولته من قسوة شديدة في التعامل من والديه أو التساهل الزائد من قبلهما أو من البيئة الاجتماعية المحيطة به وقد يكون نتيجة لصغر سنه وسيطرة الآخرين عليه بالتسلط أو بذل جهد في اقناعه إما بالمال أو إغراقه بهدايا معينة أو لتعرضه لما يعرف ب "غسيل الدماغ" فيصبح الفرد في هذه الحالة مذعنا مطواعا موجها بشكل قسري رغما عما يدور في ذهنه وبشكل معاكس لموجهاته الذاتية التي نشأ عليها أصلا.
وأضاف الدكتور اسماعيل أن هذا ما نجده من انقياد بعض الأطفال والمراهقين لبعض التنظيمات المتطرفة والإرهابية التي تتعامل بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى فيقع في فخها وتحت طائلة حبائلها ويصبح بذلك مسيرا لها لا مخيرا.
وعن الوقاية من وقوع النشء في أتون هذا النوع من الشخصية أوضح أنه ينبغي على كل من مؤسستي الأسرة والمدرسة تعويد الأبناء على الصدق والشفافية وتجنب الكذب في مواقف الحياة العامة فضلا عن التعامل معهم برفق وإنسانية وتغليب الحكمة والموعظة الحسنة والبعد عن الغلظة بحجة التأديب المبالغ فيه أو التدليل الزائد وتدريبهم على أساليب الحوار البناء والمناقشة المفيدة وآلية العصف الذهني للخروج دائما بتغذية راجعة ذات منحى إيجابي حتى لا يكون ذلك الفرد ممن يشار إليه بأنه مجرد شخص "إمعة" يفتقر الى سمات الشخصية القيادية التي تُطالب بوجودها جميع المجتمعات وخاصة المجتمعات المتحضرة.
فهد الأحمدي
شخصيات «الإمعة» تملأ «تويتر»..!
قال فهد الأحمدي «مدرب في التنمية البشرية ومستشار أسري «إن ديننا الإسلامي الحنيف يربي أبناءه على الإبداع وقوة الشخصية والبعد عن التقليد وذوبان الشخصية فهو يرفض الإمعة المقلد للغير والمسلّم عقله للآخرين ويدعو الانسان ليكون فطنا متميزا بعقله مُستسلما للحق متبعا له ولو كان في ذلك وحده.
مؤكدا على أن الشخصية التبعية «الإمعة» موجودة في واقعنا الحالي بكثرة ونلاحظها منتشرة عبر برامج التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر وغيره وقال كثير منهم من خلال أسلوب حديثه ونقاشه تجده إمعة تابعا لغيره راكعا له مستسلما لقوانينه بلا تفكير أو تمحيص لما يمر عليه مشيرا الى أنه في ذلك كما الذبيحة تتبع جزارها مع أنها ترى السكين بيده وقال بان من هؤلاء من تجرهم تبعيتهم المقيتة هذه الى اتباع ألد الأعداء فينفذون اجنداتهم وقراراتهم المدمرة في بلادنا العربية والاسلامية، مشددا على أنهم لو وقفوا مع أنفسهم وتركوا هذه التبعية والإمعية لما أصابهم هذا الخزي والذل والهوان منوها الى ضرورة اتباع الاباء والامهات الاساليب التربوية السليمة في التربية كترك الابناء يعتمدون على أنفسهم في انجاز بعض الاعمال وحل المشكلات بعيدا عن الخوف المبالغ فيه عليهم والتدخل السريع للنجدة والمساعدة في كل صغيرة وكبيرة تخصهم مع الحرص على مدحهم والثناء عليهم عندما يقومون بإنجاز ما مهما كان صغيرا مذكرا بأنه لا يجب أن يكون هذا المدح بمثابة العرض المستمر طوال الوقت لأنه سيصبح مبتذلاً وليس بذات أهمية، لافتا الى أننا اذا فكرنا وعملنا بالنيابة عن ابنائنا فنحن نساهم في بناء شخصية تبعية مشلولة التفكير ليس لها رأي ولا تمتلك ادنى قدرة على التمييز بين الصح والخطأ وبالتالي اتخاذ القرارات المستقلة والصائبة تجاه الاشخاص والمواقف.
د. محمد العوين
الطاعة العمياء والتغييب المعرفي.. سبب!
ارجع د. محمد العوين سبب ضعف المقدرة على الاستقلال برؤية ذاتية خاصة إلى سببين رئيسين أولهما التربية الأسرية في الطفولة والنشأة حيث يسلك بعض الآباء والأمهات مع أبنائهم منهج المصادرة والقمع ويرسخون في أذهانهم مبدأ الطاعة العمياء التي لا تسمح للأبناء بإبداء رأي أو تميز شخصية وثاني هذه الأسباب الضعف الثقافي والتغييب المعرفي والتسطيح الذهني فكثير من الشباب ينشأ في بيت لا مكتبة فيه ولا صحف ولا مجلات وربما تجد في وقتنا الحالي بيوتا لا فضائيات فيها ولا إنترنت فكيف يمكن أن يتكون لدى أي من هؤلاء الأبناء الذين ينشؤون في بيئة ثقافية فقيرة مغلقة معتمة متزمتة كتلك ذهن وقاد أو رؤية مستقلة أو تميز في الشخصية؟!
مؤكدا على أن الشاب الذي ينشأ في بيئة مغلقة النوافذ متطاولة الحيطان لا تصل إليها أشعة الشمس ولا تنفذ إليها نسمات الهواء سيكون خاملا بليدا تابعا منقادا مؤمنا مطيعا لا يعلم أكثر مما يُسمح له أن يصل إليه من المعارف .
الشخصية المنقادة للغير مصيرها إلى السقوط
حسن المازني
عبدالعلام الفلقي
خميس الزهراني
د. إسماعيل محمد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.