أكد المنسق الوطني لبرنامج المدن الصحية فلاح المزروع أن البرنامج ينطلق من أهداف أساسية تعزز من المستوى الصحي والاقتصادي في المملكة، والتي يسعى من خلالها البرنامج لتفعيل القرارات المتعلقة بتمويل الرعاية الصحية وتوفيرها، وتوزيعها كداعم للبنية الاقتصادية المرتبطة بالخدمات الصحية. وأوضح في حديثه ل"الرياض" أن المدن الصحية لها مردود اقتصادي على المدى البعيد، قائلاً الصحة تعني "انتاجية أكثر ودخلا أعلى" ولهذا حرصنا في البرنامج منذ انطلاقته على تثقيف المجتمع باستراتيجية المدينة الصحية وأهميتها من خلال وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية، وتم إنتاج أفلام وثائقية وندوات ومحاضرات وحملات ومعارض ومواد تعريفية وتوعوية توزع عن طريق عدة قنوات بمختلف المدن الصحية مثل المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والمنشآت الأخرى. مشيراً إلى أن عدد المدن الصحية في المملكة بلغ 26 مدينة صحية، وقد تم اختيار المدن الصحية وفق استراتيجية البرنامج من خلال خمس مراحل زمنية تضمنت كل مرحلة عددا مختلفا من المدن ومازال هناك مدن في طور التحضير لإعلانها كمدن صحية قريباً. وعن الآلية التي يتم من خلالها اختيار المدينة الصحية قال المزروع: "في بداية تطبيق البرنامج بالمملكة تم التنسيق مع المكتب الإقليمي للشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة، وتم إقرار البرنامج ووضع معايير لاختيار مدينتين للبدء في تطبيق البرنامج بهما، ومن هذه المعايير أن تكون المدن المختارة صغيرة نسبياً في حجمها السكاني ومتجانسة في تركيبتها السكانية، وأن تكون في منطقتين جغرافيتين متباينتين في ظروفهما الجغرافية والمناخية، بعد ذلك تم أخذ موافقة أصحاب السمو الملكي أمراء المناطق على تطبيق البرنامج ثم القيام بزيارات ميدانية من قبل خبراء منظمة الصحة العالمية والفريق المختص من وزارة الصحة، ومازالت عملية الاختيار منذ ذلك الوقت قائمة على المقومات والمواصفات الموضوعة للمدن الصحية، إلا أن هناك حالات تم فيها اختيار المدن الصحية بناءً على رغبة محافظي المدن لضم مدنهم لشبكة المدن الصحية بعد استشعارهم لأهمية البرنامج. وفيما يتعلق بالجهات المشاركة لاختيار المدينة الصحية قال: "عادةً تتم مشاركة جميع القطاعات الحكومية والخاصة ورجال الأعمال وأصحاب النفوذ بالمجتمع وغيرهم في مراحل البدء والتنظيم والتنفيذ للبرنامج داخل المدن، حيث يشكلون اللجنة الرئيسية للبرنامج برئاسة الحاكم الإداري بالمدينة، أما مرحلة الاختيار فكما ذكرنا مسبقاً أنها يفترض أن تتم عن طريق ترشيح الحاكم الإداري لمدينته أو عن طريق اختيار إدارة البرنامج المركزية للمدينة الملائمة، وأنه ليست إدارات البيئة وحدها هي المعنية بالبرنامج بل جميع الإدارات ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بالصحة. مشيراً أن المتابعة والتقييم للمدن المرشحة عملية أساسية ومستمرة على مدى جميع مراحل برنامج المدن الصحية ويتم الحصول على البيانات والمعلومات اللازمة لإجراء عملية التقييم من خلال استمارات الأسئلة والزيارات الميدانية والمجموعات الاستشارية المكونة من خبراء منظمة الصحة العالمية ومسؤولي البرنامج في الإدارة المركزية، بالإضافة إلى منسقي البرنامج ممن لديهم الخبرة في مجالي الصحة والبيئة.