وصفت الروائية البحرينية منيرة سوار فوز روايتها " جارية " بجائزة كتارا للرواية العربية مؤخرا بالنافذة للجمهور العربي لكي يطلع من خلالها على تجربتها الروائية ، كما اعتبرت فوزها اعترافا رسميا بموهبتها الكتابية جاء ذلك خلال حوارنا معها بعد تتويج روايتها " جارية " بجائزة كتارا للرواية العربية في موسمها الاول ضمن فئة الاعمال المنشورة ، تقول الروائية منيرة سوار، إن الفوز بجائزة بحجم جائزة كتارا للرواية العربية يعني لي الكثير. فهي بالنسبة لي اول اعتراف رسمي من متخصصين في نقد السرديات بموهبتي في الكتابة. فقبل فوزي بروايتي جارية صدرت لي روايتان هما نساء المتعة 2008 وحسين المسنجر 2012 . نالت خلالها رواية نساء المتعة نصيباً من الاهتمام ووصل عدد طبعاتها الى ثلاث طبعات، الا انها لم تأخذ حقها كاملا من الاعلام والصحافة فهي ترى ان مساءلة الانتشار ليست مرتبطة بمستوى الانتاج الادبي دائما، بل الامر يعتمد الى حد كبير على العلاقات الاجتماعية ووسائل التواصل الاجتماعي التي اصبحت بمثابة عمود فقري للوصول الى اكبر شريحة ممكنة من القراء على اختلاف مستوياتهم الثقافية وعطفا على ذلك ، وصفت الروائية منيرة سوار جائزة كتارا بمثابة النافذة التي سيطلع من خلالها الجمهور العربي على رواية جارية وعلى رواياتي السابقة ويتعرف عن كثب على كاتبة بحرينية اسمها منيرة سوار. كما يمثل هذا الفوز بالنسبة لي تحديا حقيقيا وحافزا كبيرا يلزمني بأن لا اكتفي بهذا القدر ولا اقف عند هذه النقطة بل يجب علي حتما ان اجتهد لتطوير ادواتي كي يكون عملي القادم اكثر نضجا وحرفية. وعن ما تبقى من احلامها وطموحها تجيب سوار قائلة بالطبع لدي الكثير من الطاقات والافكار التي اشعر بقدرتي على تنفيذها واخراجها بصورة مميزة. منذ فترة وانا اتطلع لتقديم عمل موجه للطفل ، الفكرة لم تتبلور في ذهني بعد بشكل متكامل حتى اتحدث عنها بالتفصيل. إذ لم تزل بذرة حلم صغيرة سأسعى بكل طاقتي ان تكبر وترى النور قريبا. كما اتطلع لتجربة عمل سيناريو دراما تلفزيوني لروايتي الاولى نساء المتعة وكذلك لروايتي جارية الفائزة بجائزة كتارا، فكلتاهما تصلحان للتحويل الى دراما تلفزيونية مميزة.. مساءلة الانتشار ليست مرتبطة بمستوى الانتاج الادبي دائما وعن من قرأ روايتها " نساء المتعة " واعتبرها أفضل فنيا وتقنيا من روايتها المتوجة " جارية " تقول سوار تبقى وجهات نظر. ولكل قارئ ذائقته الأدبية الخاصة به. وكما يرى البعض ان نساء المتعة افضل فنيا وتقنيا، فهناك من يعتقد ان جارية هي الاكثر نضجا. أما بالنسبة لي، يصعب علي المفاضلة بينهما. فلنساء المتعة مكانتها الخاصة في قلبي كونها تجربتي الروائية الاولى التي ارى انها كانت متميزة جدا اذا ما اخذنا في الاعتبار انها تجربتي الاولى في الكتابة الروائية على الاطلاق، حيث لم يسبق لقلمي قبلها خاض مغامرة بهذا الحجم والجراءة ابداً . اما جارية فظروف ولادتها مختلفة لأنها جاءت نتاج مغامرة مغايرة هي ورشة المحترف للأديبة نجوى بركات، والتي استضافتها وزارة الثقافة البحرينية في دورتها الثانية. وكان لي الحظ ان اكون احد المشاركين فيها. حيث كانت تجربة جديدة ومختلفة كليا عن تجربتي السابقتين اللتين انجزتهما بشكل منفرد دون اي تدخلات. بينما بالنسبة لرواية جارية وجدت من يرشدني ويلقي الضوء على نقاط الضعف عندي. ولهذا الامر ايجابيات اكيدة لا يمكن ان انكرها وحتما كانت ملاحظات الاستاذة نجوى قيمة واستفدت منها بشكل كبير، الا ان الوقت المحدد لورش المحترف لم يكن كافيا بالنسبة لي ومقيدا الى حد كبير لعملية الكتابة الابداعية التي تشترط على اقل تقدير ان اكون في حالة نفسية مستقرة ومدفوعة نحو عملي الابداعي بروح الرغبة في الكتابة من اجل الكتابة، لا لهدف آخر.. مع التزامي بتقديم العمل جاهزا للطباعة خلال فترة زمنية محددة وكان مربكا الى حد ما ولكنها كانت تجربة ثرية بشكل عام. جنيت منها الكثير. وأجمل ما جنيته منها هو جائزة كتارا للرواية العربية.، وحول ميزات روايتها الاخيرة " جارية " عن سابقاتها تقول سوار: كل رواية تتميز عن الاخرى بثيمتها الخاصة اولا وبالتكنيك او تقنية السرد المتبعة التي تضفي على الرواية طابعها الخاص، علاوة على المكان الذي تدور فيه احداث الرواية. بالنسبة لجارية، قد يكون عنصر المكان عامل جذب متمايز حيث تدور احداث الرواية داخل صالون نسائي للتجميل، فهي تصف هذا العالم عن قرب بتفاصيله الصغيرة وحكاياته التي تبدو عادية على السطح إلا إنها تحمل بداخلها وجعاً إنسانياً حقيقياً. فالألوان التي تلون بها المرأة وجهها لا تخفي فقط شحوب البشرة السطحي بقدر ما تسعى عبره لتجميل ذاتها وتصحيحها من الداخل. وكما تقول سوار لا أحبذ الخوض في تفاصيل الرواية أكثر من ذلك. لكن يمكن القول إنها تتناول باختصار وجع الاختلاف عن الاخر هذه هي ثيمة العمل الأساسية. أياً كان هذا الاختلاف، وكيف يساهم المجتمع بعنصريته بتحطيم هذه الذات المختلفة والمخالفة له... وذلك على اكثر من صعيد. ولكن تبقى العنصرية اللونية هي المحور الاساسي الذي تدور حوله الرواية من خلال الشخصية الرئيسية جارية الرافضة لهويتها والباحثة عن هوية اخرى ترضيها وتعيد لها اتزانها النفسي..