كشفت تقارير إخبارية باكستانية بأنه قد عقدت مفاوضات سرية بين ممثلي الحكومة الأفغانية وكبار قادة حركة طالبان الأفغانية في الصين بهدف ترتيب البيت الأفغاني عن طريق مصالحة تتناسب مع مصالح باكستانوالصين، وقد تحقق ذلك بوساطة باكستان التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع حركة طالبان الأفغانية. وذلك حسبما ذكرته جريدة «دنيا» الباكستانية نقلاً عن مصادر وصفتها بالمصادر الرسمية الموثوقة، وكان الهدف المبدئي من هذه المفاوضات هو تحديد الشروط بين الطرفين أي الحكومة وطالبان الأفغانية للوصول إلى حل لأفغانستان التي تتمركز فيها القوات الغربية منذ 13 عاماً. وقاد الوفد الحكومي الأفغاني عضو مجلس الأمن الوطني الأفغاني محمد معصوم ستانكزئي (المرشح لمنصب وزير الدفاع في أفغانستان) وعدد من كبار المسؤولين الأفغان المقربين إلى الرئيس أشرف غني من بينهم السيد محمد عاصم مساعد وزير الخارجية الأفغاني السابق عبدالله عبدالله، ومن جانب حركة طالبان الأفغانية شارك كل من القائد السابق في حركة طالبان الأفغانية الملا عبد الجليل، الملا محمد حسان رحماني والملا عبدالرزاق. ونقلت الجريدة عن دبلوماسي أفغاني بأن الاجتماع عقد في منطقة «أورومتشي» في الصين واستمر ليومين، ناقش خلاله الطرفان الأفغانيان مختلف أوجه المصالحة الأفغانية برعاية صينية وبترتيب من باكستان خلال 19-20 من شهر مايو الجاري بحضور مسؤولين باكستانيين وصينيين. وكشفت مصادر باكستانية موثوقة بأن الصين تبذل حالياً قصارى جهودها لإتمام المصالحة الأفغانية بالطريقة التي يمكنها أن تخدم المصالح الباكستانيةالصينية المشتركة في المنطقة. هذا ولم يؤكد أو ينفي أي مسؤول حكومي باكستاني هذا التطور، فيما صنفه بعض الخبراء بأنه جاء ضمن الجهود التي يبذلها الرئيس الأفغاني أشرف غني لتحسين علاقات بلده مع باكستان. وتحمل الوساطة الباكستانية أهمية غير عادية بالنسبة للمصالحة الأفغانية، وذلك لعلاقة باكستان مع حركة طالبان الأفغانية منذ نشأتها في الثمانينات من القرن الماضي.