ترى أن مهمة الفن اليوم هي اقتلاع كل تلك "الأوساخ" التي خلفتها السياسة في النفس البشرية، المغنية السورية الأرمنية المستقلة لينا شاماميان تترك رسالة محبة وسلام لنسيان أحقاد الماضي، في ذكرى مئوية إبادة الأرمن على يد الأتراك -24 أبريل-؛ منتجة بين أسطنبول وباريس، عملاً غنائياً بصوتها وبمشاركة موسيقيين من عدة دول، إيماناً منها بأن: "تناغم الموسيقى هو الكفيل بمحو كل فروقات الجنسيات والإثنيات والمذاهب والسياسات المُقسمة"، ويحمل العمل عنوان "كانت عتمة" وتم تنفيذه في تسجيل مصور "كليب" بصحبة الموسيقي والإعلامي الفرنسي من أصول أرمنية أندريه مانوكيان. وعن الأغنية وذكرى الإبادة، تعلق لينا شاماميان ل"الرياض": "هي ذكرى مؤلمة بالنسبة لي؛ لأمرين كوني من جيل الناجين الثالث من المذبحة، وأيضاً لكوني من الجيل السوري الأول الناجي من الحرب الحالية". معلقة: "الآن بدأت فهم واستيعاب كيف صار الأمر، بعد أن وقعت علينا الحرب، المؤلم هنا أن المأساة تتكرر"، مشيرة إلى أن ذكرى المذبحة "هو الشي الذي يحرك فيك ذلك الإنساني ويتحد مع كل مظلوم في العالم، إذ لا يمكن أن تكون مظلوماً في زمن ما، ومكان ما، ولا تشعر بشخص مظلوم آخر، في زمان ومكان آخر"، مضيفة: "وهذا الظلم الذي تتحمله، هو ما يجعلك تستحق أن تكون ناجي حرب، وهو ما يدفعك ويتوجب عليك أن تكون إنساناً أكبر وأسمى من الأحقاد، لأن الحقد بمثابة ورم متى ما تغلغل في الإنسان، التهم كل ما فيه وعطّل كل طاقة خلاقة يمتلكها، من هنا ولدت الأغنية"، مشيرة إلى أن الفنان يصاب أحياناً بمشاعر سلبية إلا أن عليه أن لا يستسلم لتلك المشاعر بل أن يعيد تطويعها وتحويلها لقناديل أمل وحب، عبر أعمال إبداعية تعبر عن "كل ما هو إنساني فينا". لينا شاماميان التي عرفها الجمهور العربي، بأغنيات "هالأسمر اللون" و"بالي معاك" و"لما بدا يتثنى" وغيرها، تستعد لتجربة جديدة في ألبوم أو أغنيات "سنغل" ستكون بالفرنسية والإنجليزية والعربية والأرمنية. وحول هذا التحول من الأغنية العربية الشرقية التي تعود عليها الجمهور إلى الأغنية "الكونية" تعلق: "العالم كله يتغير فكيف لا أتغير، وإذا لم أتغير أكون أكذب ولا أعبر عن اللحظة الداخلية التي أعيشها، لكن ستكون الروح نفسها التي أحبها الناس، مع إضافات جرت في الحياة ولا يمكن إلا أن أكون مخلصة لها، وهنا سينعكس على الموسيقى حتى تكون صادقة". جدير بالذكر أن لينا شاماميان التي تقيم حالياً في باريس، تكتب كلمات أغنياتها وتلحن وتغني وهي خريجة المعهد العالي للموسيقى في دمشق عام 2007 مغنيةً كلاسيكية صنف صوتها من كبار أساتذة الموسيقى كصوت أوبرالي "سوبرانو"، وأصدرت عدداً من الألبومات كان آخرها "غزل البنات" كما غنت لشارة بداية مسلسلات سورية من أشهرها "وشاء الهوى".