"أرامكو" ضمن أكثر 100 شركة تأثيراً في العالم    رصد 8.9 ألف إعلان عقاري مخالف بمايو    الإبراهيم يبحث بإيطاليا فرص الاستثمار بالمملكة    "كروم" يتيح التصفح بطريقة صورة داخل صورة    تدريب 45 شاباً وفتاة على الحِرَف التراثية بالقطيف    ضبط مقيمين من الجنسية المصرية بمكة لترويجهما حملة حج وهمية بغرض النصب والاحتيال    اختتام ناجح للمعرض السعودي الدولي لمستلزمات الإعاقة والتأهيل 2024    أنشيلوتي: كورتوا سيشارك أساسيا مع ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا    ثانوية «ابن حزم» تحتفل بخريجيها    ترمب يصف محاكمته الجنائية في نيويورك بأنها «غير منصفة للغاية»    ضبط مواطنين في حائل لترويجهما مادة الحشيش المخدر وأقراصًا خاضعة لتنظيم التداول الطبي    «الربيعة» يدعو إلى تعزيز المسؤولية الدولية لإزالة الألغام حول العالم    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقوم بزيارة تفقدية    شولتس: إصابات "بالغة" إثر هجوم "مروع" بالسكين في ألمانيا    أمر ملكي بالتمديد للدكتور السجان مديراً عاماً لمعهد الإدارة العامة لمدة 4 سنوات    مفاوضات غزة «متعثرة».. خلافات بين إسرائيل وحماس حول وقف الحرب    كذب مزاعم الحوثيين ..مسؤول أمريكي: لا صحة لاستهداف حاملة الطائرات «آيزنهاور»    الذهب يستقر قبل بيانات التضخم الأمريكية    الهلال يبحث عن الثلاثية على حساب النصر    مورينيو يختار فريقه الجديد    حجاج مبادرة "طريق مكة" بمطار سوكارنو هاتا الدولي بجاكرتا    «الجمارك»: إحباط تهريب 6.51 مليون حبة كبتاغون في منفذ البطحاء    وكيل إمارة حائل يرأس اجتماع متابعة مكافحة سوسة النخيل الحمراء    فاتسكه: دورتموند قادر على تحقيق شيء استثنائي أمام الريال    خلافات أمريكية - صينية حول تايوان    خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والنبوي    فيصل بن فرحان يلتقي وزير الخارجية الصيني و وزير الخارجية العراق    رياح مثيرة للأتربة والغبار على مكة والمدينة    إسلامية جازان تقيم ٦١٠ مناشط وبرنامج دعوية خلال أيام الحج    5 مبتعثات يتميّزن علمياً بجامعات النخبة    وزير الداخلية يدشن مشاريع أمنية بعسير    ترقية 1699 فرداً من منسوبي "الجوازات"    "سامسونغ" تستعد لطرح أول خاتم ذكي    المملكة ضيف شرف معرض بكين للكتاب    توجيه أئمة الحرمين بتقليل التلاوة ب"الحج"    أطعمة تساعدك على تأخير شيخوخة الدماغ    الرياضة المسائية أفضل صحياً لمرضى للسمنة    البنك الأهلي واتحاد «القدم» يجددان الرعاية الرسمية للكرة السعودية    الغامدي يكشف ل«عكاظ» أسرار تفوق الهلال والنصر    ثانوية ابن باز بعرعر تحتفي بتخريج أول دفعة مسارات الثانوية العامة    جدة تتزين لأغلى الكؤوس    الأمير فهد بن سلطان: حضوري حفل التخرُّج من أعظم اللحظات في حياتي العملية    وزير الداخلية للقيادات الأمنية بجازان: جهودكم عززت الأمن في المنطقة    الخريف لمبتعثي هولندا: تنمية القدرات البشرية لمواكبة وظائف المستقبل    «الدراسات الأدبية» من التقويم المستمر إلى الاختبار النهائي !    كيف تصبح زراعة الشوكولاتة داعمة للاستدامة ؟    5 أطعمة غنية بالكربوهيدرات    المملكة تستضيف الاجتماع السنوي ال13 لمجلس البحوث العالمي العام القادم    المعنى في «بطن» الكاتب !    كيف نحقق السعادة ؟    العِلْمُ ينقض مُسلّمات    الحوكمة والنزاهة.. أسلوب حياة    تشجيع المتضررين لرفع قضايا ضد الشركات العالمية    عبدالعزيز بن سعود يلتقي عدداً من المواطنين من أهالي عسير    عبدالعزيز بن سعود يطلع على عدد من المبادرات التنموية التي تشرف على تنفيذها إمارة عسير    أمير القصيم يكرم 7 فائزين بجائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز    حفل تخريج طلاب وطالبات جامعة تبوك    تكريم الفائزين بجائزة الباحة للإبداع والتميز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأعمال المصرية فقدت بريقها والسورية أنهكها التقليد
ديتليف ميليس يتصدر سهرات رمضان وهواجس السوريين
نشر في الرياض يوم 30 - 10 - 2005

لاشك بأن الدراماتيك الرمضاني الاجتماعي على مدار ايام وليالي شهر رمضان المبارك يحمل الكثير من الايقاعات والطقوس والعادات والتقاليد المتجذرة التي يقوم بها الدمشقيون طوال ايام الشهر بدا من تحضيرات الفطور والسحور وانتهاء بالعبادة، وهذه التقاليد بالطبع تختلف الى حد ما عن حركة الدراما الفنية التلفزيونية التي يتابعها المواطن على الفضائيات من خلال المسلسلات والبرامج المرئية المختلفة الا ان جزءا لابأس به من البرامج والمسلسلات يتقارب الى حد ما مع ايقاعات الدراماتيك الاجتماعي السوري اليومي من خلال طرح الكثير من القضايا الاجتماعية والتاريخية والسياسية الا ان المشاهد السوري كان في شهر رمضان محبطا الى درجة كبيرة بسبب تداعيات تقرير القاضي الالماني ديتلف ميلس الذي شغل بال الناس على مدار ايام رمضان وبدلا من متابعة برامج رمضان ومسلسلاته المعتادة فقد كانت المساحة الاكبر من المشاهدة لنشرات الاخبار والتقارير الدولية ولعل هذا الهاجس ابعد الكثيرين عن متابعة المسلسلات وهذا مالمسناه من خلال الحوار مع شرائح واسعة في الاستطلاع الميداني الذي اجرته ثقافة اليوم .
رمضان تحول عصري
رمضان في دمشق برغم التحول العصري في الايقاع الاجتماعي فإنه لايزال يحمل بين ثنايا ايامه الكثير من الألق الروحي والتسامح والتواصل الاجتماعي، وهنا نحاول ان نقدم لمحة عن حركة الدراماتيك الاجتماعي الرمضاني اليومي ولمحة اخرى عن الدراماتيك الرمضاني الفضائي ونحاول مشاركة واستطلاع آراء بعض النقاد:
دراماتيك روحي شعبي
قبل اليوم الاول لشهر رمضان وبعد ثبات الرؤية للشهر الفضيل يبدأ الناس بتبادل التهاني والتبريكات بحلول الشهر وتزدان الكثير من المناطق بالانوار وحبال الزينة والكلمات المضاءة «رمضان كريم - كل عام وانتم بخير» الخ .. وفي اليوم الاول ترى اسواق دمشق القديمة تعج بكل ملذ وطاب من المأكولات والحلويات وخبز رمضان والناعم والمقرمش والنهش والقطايف وتنتشر رائحة التوابل والعطور خاصة في سوق البزورية والحميدية ومدحت باشا، الحركة في المدينة من الصباح الى وقت الافطار كخلية النحل الكل منهمك بتأمين حاجياته الرمضانية وفي المقابل تتحلق النساء في بيوتهم لاعداد وجبات الافطار الشامية الشهية والمشهورة المتنوعة مثل «داود باشا واصابع زينب والبابا غنوج والبسماشكات وغيرها ولا ينسى الدمشقيون ان يحضروا على مائدة الافطار» شراب القمردين والعرق سوس والتمر الهندي والتوت الشامي والتبولة والفتوش «وعندما يضرب مدفع الافطار يخيم على المدينة السكون وبعد الافطار يبدأ معظم الناس بالتوجه الى المساجد وخاصة الجامع الاموي وبعد صلات العشاء والتراويح تبدو المدينة وكأن نهارها رجع قناديل مضاءة اسواق مفتوحة ومحلات مشرعة ومقاهي عامرة تستقبل الناس ببرامج مختلفة وهنا لابد ان نشير الى مقهى» النوفرة «بجانب الجامع الاموي حيث لايزال التقليد القديم موجودا» الحكواتي «يجلس على كرسيه ويمتع الناس بقصصه عن ابوزيد الهلالي والزير سالم وعنترة
ويتابع الحضور حتى الساعات الاولى من الصباح على وقع شرب القهوة والشاي وتدخين الاراكيل تلك السير الشعبية الشيقة، وقبل الساعات الاولى من الصباح تتعالى ضربات المسحراتية» على طبلاتهم وهم يخترقون ازقة وشوارع دمشق منادين «يانايم وحد الدايم - صلي على النبي العدنان» ويقوم الناس الى بيوتهم لتناول السحور، وتتميز دمشق بعاداتها الاجتماعية في رمضان حيث تكثر الزيارات والعزائم والخيمات الرمضانية من اهل الخير حيث تمتد هذه السهرات الى السحور ويتناول رواد الخيمة طعام السحور وبعض المشاريب مثل العرقسوس والتمر الهندي كما ان اهل الخير لازالوا يقدمون وجبات الافطار للفقراء عن طريق الجمعيات الخيرية .
وفي بعض الاحياء القديمة مثل الشاغور والميدان والسويقة لايزال الناس هناك مصرين على احياء عادات اهل دمشق الرمضانية القديمة، وفي العشر الاواخر من رمضان تبدأ الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر وتنشط الاسواق التجارية بضخ المزيد من البضائع المختلفة كما تنشط محلات الحلويات لتوفير متطلبات حلويات العيد المتميزة اما ربات البيوت فتبدأن بصناعة الحلويات البيتية مثل المعمول والسمبوسك والغريبة وغيرها ..
دراماتيك فضائي
اصبح شهر رمضان المبارك على ما يبدو ومنذ فترة طويلة ساحة للمنازلة بين شركات الانتاج الفنية من جهة والقنوات الفضائية من جهة اخرى حيث تقوم الاخيرة باغراق ساعات اليوم الرمضاني بالعديد من المسلسلات والبرامج المتنوعة التي يتبارى بها الممثلون والمخرجون لجذب المشاهدين وكسب رضاهم، ولعل الدراماتيك الرمضاني لأهل الفن يختلف عن دراماتيك الناس الآخرين فالوقت ليس ملك الفنان او الفنانة الكل متواجد في الاستديوهات للانتهاء من تصوير بقية المشاهد وانهاء عمليات المكساج والمونتاج .
ومن خلال المتابعة الرمضانية على الفضائيات حسب آراء الجمهور ظهرت العديد من الامور السلبية والظواهر الخطيرة في هذه الاعمال والتي اعتبرها اغلب الناس لا تليق اصلا بقدسية هذا الشهر الفضيل، باستثناء ما قدمته بعض القنوات التي تحترم نفسها من برامج واعمال متقاربة مع روحانية هذا الشهر، لكن هذه القنوات مع الاسف تعد على الاصابع، في حين تستمر المنافسة كل عام بين الشركات المنتجة بدون أي تقويم من قبل القائمين على هذه الاعمال باستثناء شركتين كبيرتين في سورية يتابعون مشروعهما الثقافي والفني وهما مجموعة الشرق وسورية الدولية .. وحسب المراقبين فقد كان الهم الشاغل للدراما السورية بشكل عام هو تسليط الضوء على الهم اليومي الحياتي والاهتمام الكبير بقضايا الشباب ومشاكلهم .
اكثر من ثمانين مسلسلا دراميا وتاريخيا من سورية ومصر والسعودية والكويت ولبنان ودول اخرى تنافسوا على مائدة البث القضائي الرمضاني منها: نزار قباني، ملوك الطوائف، الظاهر بيبرس، الحور العين، بكره احلى، المرسى والبحار - الست اصيلة - احلام في البوابة - طاش ما طاش - سيد العشاق وغيرها من الاعمال، وفي ظل هذه الزحمة الدرامية ظهرت اسئلة كثيرة طرحت نفسها بعد العرض ومن خلال ما قدم ولم تجد أي اجابة مقنعة في خضم هذه المعركة الملتهبة بين الفضائيات وشركات الانتاج، ولعل اهم هذه الاسئلة تتمحور حول سياسة شركات الانتاج ومصداقيتها والسباق الذي تسعى اليه دائما في رمضان على حساب السوية الفنية والفكرية اضافة الى صورة المرأة في الاعمال الرمضانية ومدى الضرر الذي يلحق بالاطفال من خلال متابعتهم لمثل هذه المسلسلات في ظل غياب أي برامج رمضانية تخصهم، ولكن السؤال الاهم هو الى أي حد اصبح التلفزيون الوعاء والمعين الثقافي للناس في شهر رمضان المبارك وهل اصبح التلفزيون هو الوحيد كمرآة للمجتمع من حيث توثيق المراحل الحياتية والتاريخية الهامة وغير الهامة للشعوب والى أي مدى استطاعت الدراما التلفزيونية المتنوعة ان تكون قادرة على تقديم اضاءات تاريخية ومعاصرة بعيدا عن التكرار والنمطية والتسويف، كل هذه الاسئلة وغيرها حاولنا طرحها على المهتمين والباحثين في هذه البانوراما او الدراماتيك الرمضاني الفضائي ..
الخليل: الاعمال السورية معظمها مكررة والمصرية لم تقدم اعمالا ملفتة وفي هذا الاطار يرى بعض النقاد ان هذه التخمة من المسلسلات في شهر رمضان المبارك تأتي في اطار العرض الذهبي اما البعض الآخر فيرى ان هذه الزحمة تؤثر على سوية الاعمال فنيا وفكريا وتترك عند المشاهد تململا كبيرا لأنه لايمكنه ان يتابع كل هذا الكم الكبير من الاعمال اولا ولا يمكنه اجراء عملية تقييم شفافة ثانيا
منافسة وعداء
الناقد السوري احمد الخليل يرى بأن التهافت على البذخ والاسراف على موائد رمضان افقد المعنى الروحي لهذا الشهر الفضيل وبالمقابل فإن الاعمال الدرامية الرمضانية تصيب المشاهد بتخمة ولكن من نوع مختلف فأغلب الاعمال الرمضانية فيها الكثير من المفارقات التي لا تنسجم مع روحانية هذا الشهر وهناك تشابه كبير بين موائد رمضان الشهية وتهافت الشركات على السيطرة على المشاهد، وبالتالي تضيع العديد من المسلسلات الهامة في زحمة العرض الرمضاني. اما بالنسبة للكم الكبير من المسلسلات التي تعرض بكثرة يقول هناك مشكلة تسويق وأعلى الاسعار تعطى لمسلسلات شهر رمضان وهي فترة العرض الذهبي وهذا يتطلب ايجاد آلية جديدة للانتاج والتسويق بعيدا عن شهر رمضان .. وحول صورة المرأة في المسلسلات الرمضانية اشار الخليل الى ان هذا العام بدا واضحا ازدياد «المرأة المحجبة» في الكثير من المسلسلات السورية مثل «مسلسل امهات - بكره احلى - سراج الليل - الحور العين» بشكل لافت ولم يكن بهذا الكم في السنوات السابقة وهذا برأيه انعكاس لما يعتمل في داخل المجتمع من حركة تغير واسعة لها علاقة بالظروف السياسية والاجتماعية بشكل مباشر .
وعن اهم المسلسلات السورية التي عرضت قال بأن مسلسل «ملوك الطوائف والضاهر بيبرس واشواك ناعمة» كانت من اهم المسلسلات التاريخية والاجتماعية .
وحول المسلسلات المصرية اكد الخليل بأن الدراما المصرية لم تقدم هذا العام أي عمل ملفت او متميز وحتى مسلسل الظاهر بيبرس الذي قدموه لم يكن بالمستوى المطلوب والمسلسل السوري «الضاهر بيبرس» تفوق عليه كثيرا . ورأى الخليل ان المنافسة بين السوريين والمصريين يجب ان تكون تحت اطار التكامل وليس المنافسة كعداء واضاف بأن هناك اعمالا مصرية شارك فيها السوريون واعمال سورية يشارك فيها المصريون لكن الخليل عاتب على القنوات الفضائية المصرية لأنها لا تبث اعمالا سورية ودعا الخليل الى ايجاد آلية ناجعة للتكامل في الاعمال الدرامية بين سورية ومصر والارتقاء بهذه الصناعة لكي تكون المرأة العاكسة للمجتمعات بعيدا عن «الأنا» .
ورأى بأن الدراما السورية قدمت هذا العام اعمالا جيدة ولكن بنفس الوقت هناك تراجع من جانب آخر وخاصة اتجاه النصوص التي انهكها التكرار او التشابه وأشار الى ثلاثة اعمال هي «عربيات وبقعة ضوء وجوز الست» وبين بأن معظم الاعمال السورية في الفترة الاخيرة بدأت تكرر وتقلد نفسها مثل الاعمال المصرية وهذا بالطبع خطر عليها .
اما اهم نجوم الدراما السوريين في هذا الشهر فرأى الخليل بأن النجم عبد المنعم عمايري في مسلسل «بكره احلى وندين تحسين بك في الحور العين واشواك ناعمة وباسل خياط في الظاهر بيبرس» وحول المسلسلات الخليجية رأى بأن تجربة طاش ما طاش برغم انها بدأت هذا العام بتكرار بعض المحاور التي قدمتها سابقا الا انها تجربة جيدة وفيها تراكم لا بأس به ولا يمكن الحكم عليها الآن وأشار الى بعض الاعمال الكوميدية الخليجية التي تحاول ان تجد لها هوية في سياق الزحام الكوميدي وخاصة تجربة عبد الحسين عبد الرضا .
كما اشار الخليل الى موضوع السرقات الادبية في المسلسلات السورية بدون الاشارة للمصدر مثل مسلسل «سراج الليل» المأخوذ عن الرواية العالمية بعنوان «بائعة الخبز» لأحد الكتاب الفرنسيين وهناك حلقات في مسلسل امهات مأخوذة عن رواية للأديب سعيد حورانية بدون الاشارة ايضا للمصدر ..
بوبس: الدراما السورية فقدت الكثير من بريقها وبدأت بالانحدار
الحياة الثقافية
الناقد احمد بوبس اعتبر ان امسيات شهر رمضان قديما فقدت بريقها بعد ان اصبح التلفاز ساحة للمنازلة الدرامية بين المسلسلات المختلفة والتي اغلبها تبث بوقت واحد وهذا يعني ان المشاهد غير مخير بالمشاهدة واعتبر بوبس ان معظم هذه المسلسلات حولت البيوت الى صمت القبور وألغت الزيارات العائلية واستطاعت الفضائيات ان تقضي على العادات الجميلة التي كانت تسود ايام زمان في الشهر الفضيل وتساءل بوبس الى أي مدى يمكن ان تستمر هذه المهزلة التي بدأت تقضي على الحياة الثقافية والاجتماعية وتحاول تشويه صورة المرأة واعتبر بوبس ان الجانب الاخطر هو تلقي ومشاهدة الاطفال لهذه الاعمال بما فيها من محاذير اجتماعية واخلاقية، وتمنى بوبس على شركات الانتاج والاقنية الفضائية ان تجد آلية للبث على مدار السنة توزع فيها الاعمال المختلفة .. ومن جانب آخر اكد بوبس ان المسلسلات السورية التي عرضت في رمضان شهدت تراجعا كبيرا عن السنوات السابقة من حيث النوعية والموضوعية ولم تقدم أي اضافة او قيمة لتاريخ الدراما السورية ورأى بوبس ان اهم مسلسل سوري عرض هو «نزار قباني» والذي رصد سيرة الشاعر الكبير منذ الطفولة الى الكهولة وعن رأيه بالمسلسلات المصرية التي عرضت قال بأن معظم الاعمال المصرية لم تكن بالمستوى المطلوب وطالب بوبس القائمين على الصناعة الدرامية في الوطن العربي بتقديم اعمال ابداعية بعيدا عن التكرار والتسويف لكي لاتفقد هذه الصناعة ألقها ..
طعمة: المشكلة في عدم وجود مشروع ثقافي لدى معظم شركات الانتاج.
صناعة راقية
د. نبيل طعمة اعتبر ان عدم وجود تنسيق بين الشركات المنتجة هو السبب الاساسي لعدم تقدم الصناعة الدرامية وأضاف طعمة وهو صاحب اكبر شركة انتاج في سورية ان الفن صناعة راقية وبحاجة الى تكاتف من الجميع لتطويرها والارتقاء بها، لكن طعمة اشار الى ان هذه الصناعة بدأت تتراجع حاليا نتيجة عدة عوامل اهمها عدم وجود مشروع ثقافي لدى اغلب القائمين على هذه الصناعة وآخرها عدم وجود جهة رعاية من الجهات الرسمية المختصة بتنظيم ودعم هذه الصناعة التي باتت من اهم الصناعات لأنها في المحصلة ساهمت اقتصاديا ونفسيا بدعم قطاع اجتماعي واسع وبالتالي على الجهات المسؤولة العمل على ايجاد آلية ناجعة تساهم في استقرارها وازدهارها وتسويقها، لأن مشكلة التسويق تشكل عبئا كبيرا على هذه الصناعة وعلى شركات الانتاج .ورأى طعمة بأن عملية الانتاج يجب ان لا تكون محصورة فقط بالعرض الرمضاني فقط وأشار الى ان مجموعته قامت بإنتاج الكثير من الاعمال خارج السباق الرمضاني وحققت نقلة نوعية في هذا المجال، ولكن المشكلة تكمن عند برامج الآخرين ..
استطلاع رمضاني
الشارع السوري الذي كان غاضبا من تداعيات تقرير ميلس الذي ارخى بظلاله على المشهدية البصرية الرمضانية اعتبر ان ما قدم هذا العام كان نوعا من المراهنة الخاسرة على صناعة الدراما باستثناء بعض الاعمال التي قدمتها شركات انتاج تحترم نفسها، كما اعتبر عدد كبير ممن شملهم الاستطلاع الذي اجرته «ثقافة اليوم» بأن النجوم تفوقوا اكثر من المسلسلات، اما بخصوص تقديم شركات الانتاج دائماً اعمالها في رمضان وعدم تمكن المشاهد من متابعة هذا الكم الكبير من الاعمال ومستوى تقييم المشاهد للسوية الفنية لهذه الاعمال المختلفة فقد اجمع اغلب الذين شملهم الاستطلاع بأن المشكلة الحقيقية تكمن في شركات الانتاج التي تعتبر شاشة رمضان الوقت الذهبي للعرض والتسويق من الناحية المادية بدون النظر الى رغبات المشاهدين على مدار العام وتمنوا ان تعيد هذه الشركات هيكلة انتاجها ليكون مشاهداً على خارطة العام كله .. فيما رأى البعض ان هذه الشركات المنتجة على حق في عرض اعمالها في رمضان في ظل غياب ودعم رسمي لها.
بورصة فنية
اما الاعمال السورية التي احتلت مواقع متقدمة وحازت على متابعة المشاهد السوري حتى الآن فجاءت على النحو التالي:
مسلسل نزار قباني في المرتبة الاولى واحتل مساحة كبيرة من المشاهدة الجماهيرية حيث رصد المسلسل السيرة الحياتية والادبية للشاعر الكبير من خلال وثائق وأوراق خاصة تبرز اهم المحطات الحياتية اجتماعيا وسياسيا . وشارك في العمل عدد كبير من الممثلين السورين منهم اسعد فضة وصباح جزائري وتيم حسن ورنا ابيض وريم علي وآخرون وهو من انتاج شركة الشرق للانتاج .
- مسلسل «ملوك الطوائف» في المرتبة الثانية حيث تحدث عن الانقسامات العربية وما آلت اليه الدولة نتيجة الاوضاع المتردية والصراع بين ملوك الطوائف العربية وشارك فيه نخبة من النجوم السوريين والعرب منهم: جمال سليمان - أيمن زيدان- خالد تاجا - تيم الحسن- سلاف فواخرجي- سوزان نجم الدين ومحمد مفتاح من المغرب .
اما مسلسل الحور العين للمخرج نجدة انزور والذي طرح من خلاله محورا راهنا ومهما يتلخص بالارهاب الفكري والنفسي لاقى صدا طيبا وجاء موازيا لمسلسل ملوك الطوائف وبنفس المرتبة الثانية.
- مسلسل «بكرا احلى» جاء في المركز الثالث من جهة الاعمال الاجتماعية لأنه سلط الضوء على جوانب حياتية واجتماعية من خلال قالب درامي كوميدي شيق وقرأ الحياة بجوانبها المؤلمة والساخرة والمسلسل من انتاج شركة لين للانتاج الفني وشارك فيه نخبة من الفنانين السوريين منهم عبد المنعم عمايري وسلاف فواخرجي وايمن رضا وجيني اسبر..كما جاء بنفس المرتبة المسلسل الاجتماعي «اشواك ناعمة» والذي سلط الضوء على عدد من الشرائح الاجتماعية من خلال مشاكل المراهقة وشاركت فيه سلمى المصري وندين تحسين بك وغيرهم
وحسب الاستطلاع فإن النجم الشاب تيم الحسن الذي لعب دور المعتمد بن عباد في مسلسل ملوك الطوائف ودور نزار قباني في صباه حاز على المركز الاول واحتل المركز الثاني الممثل عبد المنعم عمايري الذي شارك في مسلسل بكره احلى اما المركز الثالث فقد احتله الفنان عابد فهد الذي لعب شخصية الظاهر بيبرس وفي فئة الممثلات جاءت الفنانة سلاف فواخرجي في المركز الاول على دورها في المسلسل الاجتماعي «بكره احلى» والفنانة ندين تحسين بك في المركز الثاني عن دورها في مسلسل الحور العين ومسلسل «اشواك ناعمة» فيما احتلت المركز الثالث الفنانة سلمى المصري عن دورها كمرشدة اجتماعية في مسلسل اشواك ناعمة .كما اعتبر عدد كبير من الجمهور ان المسلسلات الكوميدية التي قدمت هذا العام لم تكن موفقة، فيما اعتبر آخرون ان عدم تقديم اعمال فنتازية اراح المشهدية البصرية من الارهاق وتمنى قسم كبير ان تجرى بعض شركات الانتاج مراجعة للمسلسلات التي تقدمها في رمضان وتغير من نمطيتها او تنسحب وتترك المجال لغيرها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.