بتوفيق الله سبحانه وتعالى جعل لولاية هذه البلاد خيارها فمنذ عام 1319ه حينما فتح جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الرياض إلى هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله بنصره - وهي تنعم برخاءٍ وأمنٍ ورغدٍ في العيش، فالملك سلمان غني عن التعريف والإطراء؛ لأن كل منصف يعرفه، ويعرف من هو سلمان، فالملك سلمان منذ أكثر من خمسة عقود وهو متحمل مسؤولية كبرى، ذلك إبان توليه إمارة منطقة الرياض، التي لازالت ولم تزل تعترف له بمجهودات عظيمة لا يحققها إلا العظماء أمثال جلالته. وأحب أن أذكر بعض الصفات لهذا الرجل العملاق مما سمعته عن والدي فضيلة الشيخ حمد بن مزيد - رحمه الله - إبان توليه القضاء في الرياض حيث قال: "إن سلمان في توجيهاته وإرشاداته وآرائه السديدة تنطبق عليه صفة حاكم وقاضٍ"، ومن الصعب على أي كاتب أو شاعر أن يسطر محاسنه ومكارمه، ويذكرني بذلك قول والدي - رحمه الله - في قصيدة كان لي شرف إلقائها بين يدي جلالته حينما قام بزيارة لمدينة المجمعة في عام 1392ه: هو الشهم سلمان بن عبدالعزيز من مكارمه جلت عن الحصر والعد وقوله - رحمه الله -: على من سما فخراً وجوداً ورفعةً وحل على هام السماكين في المجد فخادم الحرمين الملك سلمان بحق موسوعة لكل فن من فنون الحياة السياسية والاقتصادية وإدارة دفة الحكم، وبعد النظر ومعرفته بتاريخ الرجال فلا غرو ولا غرابة لمن تجتمع فيه هذه الصفات أن يكون عضدًا أيمن لمن تولوا الملك في هذه البلاد بعد رحيل المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وهم: الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله - رحمهم الله جميعاً - وقد شرفني - حفظه الله - بترشيحي عضوًا في الدورة الثالثة والرابعة لمجلس منطقة الرياض؛ مما جعلني أزداد خبرة بما سمعته من توجيهاته وآرائه السديدة - حفظه الله - حين انعقاد المجلس، وكان حريصاً على ما فيه نفع للوطن والمواطن، ولم يقتصر ذلك على منطقة الرياض فحسب، بل كان يحرص كل الحرص أن تكون المشاريع النافعة شمولية لجميع مناطق المملكة. أما من الناحية الأسرية والاجتماعية، فخادم الحرمين الملك سلمان قد ضرب المثل الأروع في ذلك، وبالنسبة للعلماء، فهم في موضع احترام وتقدير من جلالته، وعلى سبيل المثال لا الحصر ما كان يقوم به - حفظه الله وأيده بنصره - من زيارته لوالدي فضيلة الشيخ حمد بن مزيد - رحمه الله - في منزله في المناسبات، ولا ننسى موقفه معه، وزيارته ومتابعته له حينما كان منوماً في المستشفى، وبعد وفاته - رحمه الله - كان من أوائل المصلين عليه، هذا قليل من كثير من صفات هذا الملك العظيم، فنرجو الله سبحانه وتعالى أن يلبسه ثوب الصحة والعافية، ويبارك له في عمره، ويمده بنصره وتوفيقه، وأن يحقق على يده ما فيه الخير لهذا الوطن ومواطنيه.