بثت وتيرة تصريحات وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي خلال افتتاح منتدى جازان الاقتصادي مساء الأربعاء الماضي أجواء التفاؤل بين أوساط المحللين والمهتمين بأسواق النفط. وأوضحوا خلال حديثهم ل "الرياض" أن هذه التصريحات جاءت لتدعم التوجهات الإيجابية للأسواق؛ لاستكمال مسيرتها نحو التعافي. وبينوا أن التأثير سيكون إيجابياً على الأسواق النفطية؛ لما تمثله المملكة من ثقل ومكانة كبيرة في هذه الأسواق. في هذا السياق ذكر عثمان الخويطر-كاتب مختص بشؤون الطاقة - أن هنالك بوادر تحسّن في أسعار النفط خلال الأيام القليلة الماضية، على الرغم من أنها لا تزال هشّة ولم تبرهن على أنه صعود قابل للاستمرار. وقال من المحتمل أن يكون تصريح الوزير النعيمي ينبئ عن وجود نية لدعم مستقبل الأسعار. من جانبه قال عصام المرزوق -محلل نفطي- تتفق معظم البيوت الاستشارية والهيئات الدولية على أن هنالك نمواً في معدلات الطلب العالمي على النفط بالرغم من اختلاف نسبة تحديد هذا النمو، ويأتي حديث المهندس النعيمي كنوع من التأكيد أن معدلات الطلب على النفط تتنامى وبالتالي استقرار الأسعار إلى حدٍ ما. إلى ذلك قال الدكتور محمد الشطي إن الأسواق النفطية في حاجة كبيرة إلى مثل هذه التطمينات، حيث جاء حديث الوزير النعيمي ليمثل دعماً أكبر للتوجهات الإيجابية بداخل الأسواق النفطية واستكمال مسيرة التعافي التي بدأت فعلياً مع قرار أوبك في نوفمبر 2014 م، وقد رأينا التعافي منذ منتصف شهر يناير، والأسواق لا زالت في حاجة إلى تطمينات من أهم المؤثرين فيها. وأضاف يجب التأكيد أن كل التصريحات الإيجابية التي صدرت عن الأمين العام للأوبك وكذلك الأمين العام لوكالة الطاقة الدولية أو معالي الوزراء أو رؤساء الشركات النفطية والتي أكدت عموماً أن مرحلة التعافي بدأت وقاع الأسعار قد تحقق، وأن ارتفاع الأسعار يحتاجه السوق لدعم توفير نفط جديد يحتاجه الطلب خلال السنوات القادمة، وقد عكس ذلك أيضا سلوك المضاربين في السوق الآجلة والأسعار، وبطبيعة الحال فإن ذلك كله يصب في تأكيد مصداقية قرار الأوبك الذي تم اتخاذه في 27 نوفمبر 2015 م وأن هذا القرار كان قراءة صائبة للسوق.