أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن عملية "الناتو" غير المكتملة في ليبيا كانت لها عواقب وخيمة على الشعب الليبي الذي أضحى مصيره في أيدي جماعات مسلحة. وقال الرئيس السيسي خلال استقباله أمس المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر، "إنه كان يتعين جمع السلاح وتنظيم انتخابات بإشراف دولي للتأكيد على الإرادة الشعبية الليبية، فضلاً عن وضع برنامج تدريبي مكثف لإعداد الجيش الليبي الوطني ومختلف الأجهزة الأمنية، إلا أن ذلك لم يحدث". وأضاف السيسي "أنه سبق أن حذر مختلف القوى الدولية من مغبة ترك الأوضاع في ليبيا وغيرها من دول الشرق الأوسط وإفريقيا على هذا النحو". ورداً على استفسار المستشار الألماني السابق بالنسبة للأوضاع في ليبيا، أوضح الرئيس السيسي أن الفرصة مازالت متاحة لتدارك الأوضاع في ليبيا، عبر نزع أسلحة الميليشيات المتطرفة، ومنع تدفقها للجماعات المتطرفة والارهابية، والحيلولة دون تحقيق العناصر المتطرفة مكاسب سياسية بالقوة، ودعم الجيش الوطني الليبي. وأكد السيسي أن دعم ومساعدة دول منطقة الشرق الأوسط في هذه المرحلة من قبل الشركاء والأصدقاء إنما يعد جزءًا من الحرب ضد الإرهاب وتلافي خطر امتداده وانتشاره إلى تلك الدول، مشيراً إلى أن الحرب ضد الإرهاب لا تقف عن حدود الحصول على المساعدات الاقتصادية والعسكرية، وإنما تمتد لتشمل دعم عملية تغيير ثقافة العنف وعودة المبادئ والقيم ووجود رؤية سياسية واضحة لتسوية الأوضاع الملتهبة في دول المنطقة التي تعاني من ويلات الإرهاب. ومن جانبه، أعرب "شرودر" عن اتفاقه مع الرؤية التي طرحها الرئيس السيسي، منوهاً إلى أن مصر ركيزة الاستقرار في المنطقة وأن تقدمها سيكون له آثاره الإيجابية على منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، وأضاف أنه يتعين تسليط المزيد من الضوء على الأوضاع التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، في ضوء انشغال الاتحاد الأوروبي بمشكلات الأوضاع الاقتصادية في اليونان والأزمة الأوكرانية، ومشكلات الهجرة غير الشرعية.