مها الربيعاني، فنانة مثقفة ومهتمة كثيراً بالفنون وآدابها وتاريخها، تحاول في كل عمل فني أن تخلق عوالم خاصة لا يشبهها فيه أحد؛ سواء كان باللون أم الفكرة أم الخامات.. تسعى لوصول صوت المرأة الفنانة لكل المحافل، وإثبات أن الفن لا يرتبط بنوع أو صفة أو محسوبية وأنما يفرض نفسه بما يحسنه الفنان من قيمة وإبداع. ومها الربيعاني لها العديد من المشاركات في المعارض المحلية والدولية وقد حصدت العديد من الجوائز خلال الثلاث السنوات الأخيرة.. عن بدايتها تؤكد مها الربيعاني أنها لم تظهر نتيجة الصدفة، بل كانت منذ نعومة أناملها، فقد بدأت الرسم كهواية حيث اكتشفت موهبتها في الرسم وهي في سن السابعة من عمرها.. يدايات وملامح تقول عن هذه المرحلة:" كنت لا اترك مساحة بيضاء؛ إلا واضع بصمتي عليها، وبدأت الموهبة تكبر معي يوما وراء يوم حتى انتقلت من مرحلة الرسم بقلم الرصاص والألوان المائية في مرحلة الصغر، الى الرسم بالألوان الزيتية عند وصولي الى مرحلة الثانوية العامة أي في عمر السابعة عشر" وتضيف:" مازلت أذكر معالم أول لوحة قدمتها بالألوان الزيتية وكانت عبارة عن قوارب على شاطئ هادئ، والذي وقد أعجب بها الوالد -حفظه الله وآطال في عمره- الذي ساندني وقام بتعليقها على إحدى جدران صالة الاستقبال". تغيير كبير وعن التغيير الذي أثر فيها, احدث تطوراً هاماً في مسيرتها تقول الربيعاني:" عندما انتقلت إلى عش الزوجية وعمري دون سن العشرين، أحدث ذلك تغييراُ كبيراً في عقلي ونفسي وفني، كما أثر التحاقي بإحدى جامعات المملكة، والتي تعرفت عن طريقها إلى الفن السريالي الذي عشقته بجنون وأخرجت منه العديد والعديد من اللوحات الفنية". مواكبة التطور وبالحديث عن المدارس العالمية تصف لنا الفنانة مها تأثرها القوي بهذه المدارس وإلى أي مدى تحاول أن تطور وتواكب تطورات العصر الحديث بالقول: "استقر بي الأمر الى ممارسة الفن المعاصر الحديث الذي نشأ مطلع القرن العشرين وشهدت المملكة فيه نقلة نوعية تتجلى في الاهتمام بالفن السعودي المعاصر الحديث وما بعد الحداثة، ولله الحمد ظهرت بعض أعمالي وتجلت ذلك في إقامة العديد من المهرجانات والمسابقات على المستوى المحلي والخليجي وسيكون على المستوى الدولي بإذن الله".. وتضيف:" من مميزات هذا الفن أنه يعطي طابعاً خاصاً لكل فنان، فمن النظرة الأولى للعمل الفني تستطيع معرفة من يقف خلف هذا العمل الفني، وقد تميزت بأسلوبي الذي يعلو المساحة البيضاء المرصعة بقطع الخشب والنحاس والمعدن". خامة مفضلة في إنتاج أعمالها تتعدد أساليب وخامات الربيعاني، إلا أنها تفضل خامة "الخشب" و"والمعاجين الخاصة بها، بجانب ألوان الاكريلك التي ترى أنها تعتبر من الأولوان القوية التي تعطي العمل طابع خاصاً رغم صعوبة استخدامها بسبب سرعة جفافها عكس الألوان الزيتية أو المائية التي تقول أنها تستطيع التعامل معها بكل سهولة سواء في عملية الدمج أو الرسم. رسالة الفن هذا ولا تقف ريشة مها متفرجة حول ما يدور من حولنا من قضايا تهم العالم العربي، بل انها تحاول تجسيد ذلك في أعمال تعبر عنها بوجهة نظرها، وتؤكد أن الفنان يهتم ويحس بمن حوله وهنا تكمن رسالة الفن والفنان.
