تهدف فكرة برنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم) والذي تقوم على تنفيذه الهيئة العليا للسياحة الى تعميق الثقافة السياحية لدى افراد المجتمع عبر شريحة المجتمع المدرسي الذي يتميز بانضباطه وقبوله للتفاعل والتقويم، ولذلك تركز خطته التنفيذية في بدايتها على تأهيل وتدريب المدربين. ومن ثم توجيه سلوكيات الطلاب نحو ثقافة السياحة حول هذا البرنامج واهدافه ومدى كون البرنامج فكرة لتعميم منهج سياحي في المستقبل، تحدث ل«الرياض» الدكتور عبدالمحسن بن عبدالله الحجي المشرف على برنامج السياحة والمجتمع بالهيئة العليا للسياحة. فكرة.. ابتسامة ٭ ما فكرة هذا البرنامج والرؤية التي يستند عليها؟ - يعتبر تنفيذ هذا البرنامج الذي حظي بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة والذي يأتي في اطار التعاون بين الهيئة ووزارة التربية والتعليم استكمالاً للسعي نحو تعميق الثقافة السياحية لدى افراد المجتمع والذي يمثله هنا طرفي العملية السياحية البسيطة (السائح والمستضيف) في انشطتهم المختلفة من خلال التقيد بواجبات وقواعد تحكم سلوك كلا الطرفين، وتجليه للاطر الحاكمة لابعاد العملية السياحية والتفاعل الايجابي القيم بين طرفيها (التربية السياحية) وكسب المزيد من النتائج الايجابية من وراء ذلك. اما الرؤية التي تقوم عليها فكرة البرنامج تتجسد في تعميق مفهوم السياحة القيمة في المجتمع، من خلال اعداد جيل يحمل مفاهيم وممارسات سياحية ايجابية. ٭ ما أهداف البرنامج الجديد من نوعه في المملكة؟ - يهدف البرنامج الى تعزيز الانتماء والولاء الوطني من خلال استشعار اهمية المكتسبات الوطنية، والاعتزاز بالمقومات السياحية ومظاهر الحضارة والاماكن التاريخية في المملكة والمحافظة عليها، بالاضافة الى تعميق مفاهيم التربية السياحية الهادفة لدى افراد المجتمع، بما يمكنهم من تطبيق وممارسة سلوكيات السياحة الايجابية لهم وللآخرين، فضلاً عن غرس ثقافة العمل السياحي لدى النشء، بما يسهم في توطين ثقافة العمل في قطاع السياحة لديه. ٭ حمل هذا البرنامج شعار (ابتسم).. فما هي الرسالة التي يحملها البرنامج وفقاً لهذه التسمية الجميلة؟ - لاشك ان لثقافة الابتسامة الاثر الكبير في ذاكرة السائح، وكثيراً ما تجعله يكرر الزيارة طمعاً في الحصول على تلك الخدمات الجيدة، ونجد كثيراً من البلدان المزدهرة سياحياً وذات الامتداد العميق من هذه الصناعة المتكاملة غرست في ابنائها هذه الثقافة السياحية منذ الصغر بدءاً من المناهج المدرسية واصبحت هذه الثقافة بمرور الزمن جزءاً من طبيعتهم، وسلوكهم خاصة في تلك البلدان التي تعتمد على السياحة كمصدر رئيس للدخل. ولذلك فالابتسامة رمز من رموز نجاح العلاقة الاجتماعية بين افراد العائلة والمجتمع، كونها اقصر الطرق لتحقيق التآلف والمحبة وتحطيم جدران القسوة والغضب. كما ان الابتسامة الصادقة قادرة على صنع جسور قوية للفرد وتثبيته في المجتمع، وهي نوع من انواع القبول والرضى واظهار المودة والتسامح للآخرين، ففي الاعمال التطوعية نجد ان الابتسامة التي تسبق القول او الفعل من اساسيات نجاح اي عمل. ٭ لماذا اخترتم المجتمع المدرسي تحديداً؟ وهل يمكن ان تتحول فكرة البرنامج الى منهج دراسي سياحي؟ - ذلك لأن المجتمع المدرسي اكثر انضباطاً وقدرة على التفاعل والتقبل والتقويم وقابلية للتبني، كما انه بيئة تربوية تهدف لنقل المعرفة وتعزيزها لدى المتعلم، فضلاً عن تداخله وتأثيره في بقية شرائح المجتمع حتى تتم الاستفادة من الانشطة الطلابية الصفية واللاصفية ذات الابعاد السياحية بجانب الاستفادة من برامج الرحلات الطلابية ومراكز الانشطة الطلابية الصيفية وغيرها. ولن يكون هناك منهج مدرسي سياحي في الفترة الحالية، خاصة ان السياحة تتداخل مع الكثير من المناهج في الاساس، حيث نجدها في التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية وفي مختلف المواد لأن صناعة السياحة ايضاً تتداخل وتتباين مع الكثير من الصناعات. ٭ على ماذا تركزون في خطتكم التنفيذية للبرنامج؟ وكيف تتم عملية اختياركم للمدربين؟ - يكون التركيز في الخطة التنفيذية لتأهيل وتدريب المدربين وتهيئة بيئة المجتمع المستهدف وذلك لنشر الوعي السياحي والثقافة القيمية السياحية. اما بالنسبة للحقيبة التدريبية (5) ايام فيتم اختيار (70) مدرباً من مختلف مناطق المملكة وادارات التعليم ليخضعون لبرنامج تدريبي من مدربي ادارة المشروع ليقوموا هم بتدريب 2600 معلم خلال شهري شوال وذي القعدة القادمين، ومن الفصل الدراسي القادم سيعمل هؤلاء المدربون على نقل ما اكتسبوه الى 150 الف طالب في المرحلتين المتوسطة والثانوية ويكون هؤلاء المدربون بحسب مناطقهم، وهذا يسهم في تعزيز ثقافة السياحة المحلية. أصدقاء السياحة ٭ وماهي الفعاليات المطلوبة التي تساعد على نشر الوعي السياحي بينهم؟ - سيقوم الطلاب (جماعة اصدقاء السياحة في اي مدرسة) بعمل انشطة لاصفية متعلقة بالسياحة، عبر عدة وسائل منا، اللوحات الحائطية في المدرسة حول السياحة ومفهومها، مع ضرورة ان يعد تلك اللوحات الطلاب المشاركون في المشروع تحت اشراف معلمهم الذي دربهم على مفهوم السائح والمستضيف من خلال مخرجات برنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم). كذلك استغلال حصص الانشطة الطلابية والبرامج المفتوحة والملتقيات والانشطة المسائية الطلابية ليقدم المشروع لكل طالب اضافة الى ذلك استثمار الاذاعة المدرسية خلال الاصطفاف الصباحي ووقت الافطار ووقت فسحة الصلاة لعرض البرنامج ونشر ثقافة السائح والمستضيف. كما يجب ان تقام العروض الفنية المصغرة والختامية حول نتائج الطلاب في المشروع، مع اعداد المسابقات الورقية والاسئلة الحائطية للطلاب من خلال الطلاب المشاركين في المشروع والذي تم تدريبهم. ومن الاهمية استهداف سلوكيات الطلاب نحو السياحة عموماً والسائح والمستضيف خصوصاً من خلال استثمار برنامج الرحلات المدرسية وحصص التربية الفنية والتربية الوطنية ومادة الجغرافيا وربط محتوي تلك المواد بالمشروع من خلال برنامج محدد المعالم. ٭ نسمع عن ما يسمى بالرحلات الطلابية مرتبطة بالبرنامج.. ما المقصود بذلك؟ - فكرته ان الطلاب (اصدقاء السياحة) سيقومون بعمل زيارات طلابية على المواقع السياحية المشهودة في كل منطقة. وفق دليل الرحلات الذي تم اعداده مسبقاً، والذي يتضمن الاجراءات المتبعة بالرحلة قبل واثناء وبعد الرحلة، وسيتم استثمار الرحلات والزيارات المدرسية التي تمولها المدرسة ومنهجيتها بما يتفق مع اهداف ومخرجات البرنامج ويحقق النتائج المأمولة. ٭ ما محتوى البرنامج التدريبي للمدربين؟ وكم مدته؟ - يتكن البرنامج التدريبي من ثلاثة محاور لمدة 5 ايام تدريبية. المحور الاول سوف يتناول مقدمة في السياحة وتقديمها في بداية البرنامج التدريبي، ويشمل التعريف به وبالهيئة العليا للسياحة ومفهوم السياحة والسائح والمفهوم السياحي وثقافة الاستضافة، واما المحور الثاني فهو يشمل تدريب المدربين والذي يتم من خلاله التعريف به واهدافه وتواصله مع التعليم والمدرب ومهارات التقديم والعرض وغيرها. ٭ من خلال هذا البرنامج كيف ترون اهمية التربية المجتمعية لتحقيق نهضة سياحية؟ وكيف سيكون التعامل مع السائح الخارجي؟ - بشكل عام ونحن نرى ان للسياحة دوراً كبيراً في تقوية الروابط الوطنية في البلد والواحد ومع المجتمع في الداخل وفي علاقتنا مع الخارج، وتسهم كذلك في تنامي وتقارب ابناء والوطن واندماجهم، وهذا البرنامج سوف يسهم في ذلك من خلال نقل المدربين والطلاب لما عرفوه من ثقافة سياحية للمجتمع والذين هم جزء منه. والمواطن لدينا بشكل عام شغوف بنقل ما يحمل من معلومات عن بلده للآخرين، وخاصة عندما يكون السائح خارجياً، حيث يحرص ان ينقل له ثقافة الوطنية وما تضم بلده من ماض وحضارة ومعالم وسيكون لبرنامج (ابتسم) دور في تنمية الروح الوطنية للتعريف ببلادنا. رابط (ابتسم) ٭ هل يمكن ان يحقق هذا البرنامج تواصل بين الطلاب للتعرف على مختلف المناطق من خلال دعم الهيئة وبالتعاون مع وزارة التربية؟ - بالطبع من الاهداف العامة لهذا البرنامج ان يتعرف الطلاب على مختلف مناطق المملكة ولايشترط ان يكون ذلك بالطرق التقليدية من خلال السفر فقط، خاصة مع الجيل الحالي الذي يهتم بكافة وسائل الاتصال التقنيات الحديثة، ولذلك حرصنا على ان يكون هناك موقع خاص على الشبكة العنكبوتية تحت عنوان (ٌٌٌّّّ.ىقُّفَّمٍ.َمُّ) هدفه الاساسي ان يتواصل الطلاب مع بعضهم وان يعرفوا بمناطقهم ومدنهم من خلال الموقع وان يكون كذلك حلقة وصل اجتماعية حية بين مختلف ابناء المجتمع حول كل ما يهم صناعة السياحة في بلادنا وخاصة اجيال المستقبل الذي تبنى عليهم آمال صناعة سياحية حديثة. كما ان لهذا البرنامج دوراً في لفت انتباه طلابنا لبرامج الموارد البشرية في المجالات السياحية لمن يرغب للتوجه في هذا النوع من التعليم والتدريب ومن ثم التخصص كعمل في المستقبل.
