تجربتي مع الكتابة تقول إن التفاعل مع ما تكتب مضمون في حالتين؛ الأولى هي المدح الشديد وعندها ستتلقى اتصالاً هاتفياً يشكرك على هذا الرأي النبيل ويخاطبك بصفتك الأستاذ والكاتب الكبير، أما الثانية فهي النقد الحاد وعندها ستتلقى رداً مكتوباً يقدح في ما كتبت ويخاطبك بصفتك المدعو والمذكور وأنا ولله الحمد لا أتعرض لمثل هذه المواقف رغم أن رحلتي مع الكتابة توشك أن تنهي العقد الثالث لها مع هذه المؤسسة الصحفية الكبرى فمن يمسك العصا من المنتصف يسعى لإيصال فكرته دون مدح أو قدح والمتتبع لمئات المقالات التي كتبتها في هذه الزاوية يعي جيداً أنها تصب في هدف واحد ألا وهو الارتقاء بالإعلام وتحويل الإنتاج التلفزيوني إلى صناعة بعيداً عن أي مصالح شخصية عدا ما يمكن أن يجنيه الفرد مع الكل إذا تحقق المأمول. في الأسبوع قبل الماضي كتبت مقالاً بعنوان (قدر الله عليّ وصرت منتجاً) واستكملت فيه أطروحة كنت بدأتها في مقالات سابقة وأنهيته على غير عادتي قائلاً إن ما يسمى بجمعية المنتجين السعوديين هو كيان هش وضعيف ورغم مئات المقالات والأفكار المطروحة لخدمة المنتج لم تتجاوب الجمعية إلا عندما وصفتها بوصف ترى أنه ينتقص منها فأتى الرد من رئيس مجلس إدارتها الأخ محمد الغامدي قائلاً إن مشروع الجمعية ليس هشاً!، وأنا ليست لدي فكرة إن كان لدى الجمعية مشروع، فوصف هش أطلقته على الجمعية لا مشروعها وهو وصف ينطبق على كل الجمعيات التي أسست تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام التي تفتقر إلى الكثير من مقومات النجاح ومنها الموارد المالية التي تمنعها من تحقيق أهدافها ووجود مشروع لدى الجمعية يصب في نفس الأهداف والتوجهات التي تخدم الكل ويحول إنتاجنا إلى عمل احترافي وصناعة تلقى الرواج هو أمر يسعدنا جميعاً، فالحمد والمنة لله أن أصبح لدى الجمعية مشروع بعد تسعة أعوام من تأسيسها، فالمهم الهدف، ونتمنى أن يتحقق على يد وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز الخضيري إن كان قد تعثر على أيدي من سبقوه كما ذكر الزميل محمد. أما أنني أطالب بضرورة إيقاف الممثل المنتج ووصف مطلبي بالأمر غير الواقعي والمنطقي فإن تعريفي ولاشك يختلف عن ما ذهب إليه الأستاذ محمد فالمقصود بالمنتج/الممثل سواء ما أكتب عنه أو ما دفع القنوات المنتجة كالسعودية وروتانا وإم بي سي ودبي لإيقاف هذا الإنتاج هو الممثل الذي ينتج نصاً يكون فيه في كل مشهد ويحتكر البطولة لنفسه ويحرم غيره من المشاركة معه ويقف أمامنا كأنه مطرب على مسرح لا نرى إلا هو فهذا إن نجح فهو يعني أن الطبيب يمكن أن يفتح مستشفى ولا يكون فيه طبيب سواه ويعالج كل التخصصات أما عندما يتواجد الممثل في العمل شأنه شأن غيره وبه وبدونه يتم العمل فهو هنا منتج في المقام الأول يشارك ولا يحتكر ومن المؤكد أن هنالك عشرات النماذج الناجحة تطرقت لها في أكثر من مقال وبتعريفي هذا أكون بعيداً كل البعد عن محاولة وصفي بهذا الوصف "لو شجعنا إيقاف دعم المنتج الممثل بفهم الزميل ماضي الماضي فسيكون عدد المنتجين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة وهو بالطبع أولهم" عذراً أنا لست هذا الشخص ولكني ولاشك أتمنى أن تكون لدينا شركات عملاقة متخصصة نتشارك كلنا في ملكيتها وصناعة محتواها وعندها أكون أنا وأنت وهو وهي منهم فما أطالب به لا يحابي أحداً على حساب أحد ولا يسعى لحرمان أحد من حقه ولا يصب في مصلحة أحد بعينه بل في مصلحة كل من اختار أن يكون فرداً في هذه الصناعة، فالمطلوب هو التكامل والتخصص لا الاحتكار وعندها سيبدع كل فرد منا في تخصصه وسينال ما يستحقه سواء من موهبته أو من استثماراته.