مع بداية كل فصل دراسي، تزدحم البوابات الإلكترونية للجامعات في المملكة، جراء تعرضها لعدد هائل من الزيارات المستمرة خلال فترة محددة مسبقاً من قبل الجامعات، يتناوب عليها الطلاب وغالباً ما يسابقون الزمن لإدخال المقررات الدراسية التي حددتها الجامعات، لأجل الظفر بمقاعد داخل الشعب التي يرغبون بها، لأسباب تعود الى الطلاب أنفسهم، والتي تكون في غالب الاحيان لحبهم في أستاذ المادة. هذه الازدحامات التي تواجه البوابات الالكترونية، والتي تتعرض في مرات عديدة الى الإغلاق كنوع من الحماية التي تفرضها الشركة المسؤولة عن النظام، يصطدم حينها الطلاب، بالأمر الواقع وهو الحضور الى الجامعة لاستكمال إجراءات إضافة وحذف المواد في عمادة القبول والتسجيل، والتي يصاحبها ازدحام شديد يصل الى انتظار الطلاب الى ساعات طويلة أمام مكاتب التسجيل. حوّل الطلاب ساعات الانتظار الطويلة لإضافة المقررات الدراسية الى هموم واستياء من المشكلة التي يتعرضون لها في كل مستوى دراسي، وباتوا يعبّرون عنها في وسائل التواصل الاجتماعي "تويتر" كوسيلة ضغط على مسؤولي الجامعات لأجل التدخل لحل ما يتعرضون له من ازدحام شديد وتأخر في التسجيل، وإغلاق الشعب الدراسية أمامهم. وعبّر الطالب سعد الرشود من جامعة الملك سعود بأنه الأمر المحبط لكل طالب، وهو ما يتعرضون له مطلع كل مستوى دراسي، وهي عملية أضافة وحذف المقررات الدراسية، مستدلاً ببعض المواد التي لا تضاف من خلال البوابة الالكترونية، وتتطلب حضور الطالب شخصياً الى مكتب التسجيل داخل كليته، مبيناً أنهم يصطدمون بعدم توفر الاعداد الكافية من الموظفين لأجل تسجيل مقرراتهم، مؤكداً أنّ بعض المكاتب لا يوجد بها سوى موظفين اثنين لخدمة أكثر من 70 طالباً، مشيراً الى أن التوجه من قبلهم الى التعبير عن استيائهم وغضبهم عبر وسائل التواصل، يأتي كونها الوسيلة الاسرع والأكثر تأثيراً عن غيرها، وبإمكانها الوصول الى المسؤولين دون مواعيد، وتحمل تعاطف المؤيدين ممن تعرضوا لنفس المشكلة. ولفت الرشود الى أنّ غالب ما يغردون به عبر وسائل التواصل الاجتماعي يجد التفاعل الجيد من قبل المسؤولين، وأن بعض ما يطالبون به تم حله من بعض رؤساء الاقسام. وتعليقاً على ذلك، أكد أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود الدكتور علي دبكل العنزي أنّ بعض الطلاب لا يعرفون ماذا يريدون من المواد، ويتحملون ما يتعرضون له من تأخير في المقررات، إضافة الى تقديمهم النماذج الخاصة بإضافة وحذف المواد بشكل غير مكتمل، مستدلاً ببعض النماذج التي تصل الى مكتبه ولا تحمل بعضها حتى أسماء الطلاب، وأنه صادف تقدم بعض الطلاب من كليات اخرى لأضافه مواد في قسم الاعلام بالرغم أن النظام لا يسمح بذلك. د. علي دبكل وحمّل دبكل الطلاب المسؤولية في الاستعجال بالتقديم على الشعب الدراسة دون التأني واختيار ما يناسبهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ جميع من يتقدمون تقوم الجامعة بحل التأخير الذي يحصل لهم، والذي يكون في غالب الاحيان بسبب تعارض المقررات الدراسية مع بعضها. وأوضح دبكل أن توجه الطلاب الى وسائل التواصل الاجتماعي، هي كنوع من التذمر والسخط الذي بداخلهم، لافتا الى أنّ الطرق السليمة والصحيحة هي التوجه الى القنوات الرسمية في الجامعة والتي خصصت أقساما لذلك. من جانبه أكد المحاضر بقسم الاعلام في جامعة الملك سعود مشعل الوعيل أنّ الإقبال الضعيف على القنوات الرسمية للجامعة كصحيفة ورسالة الجامعة يعود الى الجهل في الطلاب انفسهم، والتي غالباً ما تبرز ما يتعرضون له الطلاب من معوقات داخل الكليات، مضيفاً بأنها أفردت صفحاتها لعرض التحقيقات في ما يتعرضون له الطلاب، والتي يديرها الطلاب انفسهم. وحول توجه الطلاب الى وسائل التواصل الاجتماعي، أكد الوعيل أنّه من الافضل إشراك الجميع من طلاب ومسؤولين من خلالها لعرض الاطروحات وحلها على مرى من الجميع، وأنّ عزوف الطلاب عن القراءة التقليدية للورق، ساهم وبشكل مباشر الى توجهم الى وسائل التواصل الجديدة، ولم يغفل الوعيل جانب تعاطي بعض الجامعات مع طلابها، كونها حريصة عليهم، والتي من أهم ادوارها ان تكون حاضنه لهم ولمشاكلهم. بدوره اقترح أستاذ الصحافة والنشر الإلكتروني في جامعة الامام محمد بن سعود عبدالله التويمي أنّ "التويتر" أصبح متنفساً لعدد من الطلاب هروباً من قنوات التواصل الرسمية في الجامعات، مطالباً بأنّ تتماشى الجامعات مع متطلباتها، وأن تقوم باحتضانهم بالشكل المطلوب، بالإضافة الى العمل على إنشاء قنوات تواصل جديده خلاف التقليدية. وأكد التويمي أنّ التعاطي من قبل بعض الجامعات مازال ضعيفاً ودون المأمول، مشيراً الى أنّ طبيعة الطلاب هو الانتماء الى المكان الذي درسوا فيه، مايستوجب على الجامعات الوقوف عند هذه الخاصية، والعمل على احتوائهم في تنفيذ وإزاله كل مايواجهونه في دراستهم، كونها المرجع الرئيسي لهم حال طلبهم المساعدة. ونبّه التويمي الى مسألة مهمة لدى بعض الصحف التابعة للجامعات وهي التركيز على بعض الانجازات التي تقوم بها الجامعة، وإبراز الأدوار الإيجابية لها، دون التنبه الى هموم وإشكاليات الطلاب في الجامعة، والتي منها، الازدحام على مكاتب التسجيل، بإضافة الى عدم توفر المواقف الكافية والتي تتسبب في تأخيرهم عن المحاضرات. وبيّن التويمي أنّ القصور في الجامعات يتحمله الجميع، وهو مشترك ما بين الطلاب والمسؤولين، مطالباً بتضافر الجهود، وكسر الحاجز ما بينهم، للوصول الى بيئة جامعية مرموقة، تخّرج طلابا محترفين يساهمون في بناء الوطن. مشعل الوعيل عبدالله التويمي