أعربت جامعة الدول العربية عن دعمها الكامل للخطوة الايجابية التي اتخذتها مجموعة من الأحزاب العربية والشخصيات الفلسطينية من عرب 48 بدخول انتخابات الكنيست الإسرائيلي المقررة في مارس المقبل بقائمة موحدة، داعية كل المواطنين العرب أن يذهبوا لصندوق الاقتراع لدعم هذه القائمة بكل قوة. وثمنت الجامعة العربية هذا التوجه كونها تأتي كخطوة للأمام من أجل حماية الشعب الفلسطيني، مشددة على ضرورة ألا تعيق الخلافات الثانوية بين الأحزاب عن تحقيق الهدف الإستراتيجي والأساسي الخاص بحماية شعب فلسطين داخل الخط الأخضر. وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير محمد صبيح في تصريح للصحافيين أمس الأربعاء إن هذه الخطوة الايجابية من شأنها أن تساهم في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني داخل فلسطينالمحتلة عام 48 من خلال هذه المجموعة وللتصدي للهجمة العنصرية التي يتعرضون لها من قبل المحتل الإسرائيلي، مستنكرا في الإطار ذاته ما يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من محاولات لاستبدال الأراضي والسكان ومحاولات إخراج المواطنين الذين عاشوا منذ فجر التاريخ في مناطق"الجليل" و"أم الفحم" من الدولة. وأضاف صبيح أن كل هذه الأمور تؤدي إلى حدوث اضطرابات في المنطقة من جراء طرد وتهجير المواطنين الفلسطينيين من أجل ما يسمى بالدولة اليهودية النقية العبرية. وانتقد صبيح المحاولات الإسرائيلية لإثناءهم عن الدخول في الانتخابات من خلال وضع تشريع إسرائيلي عنصري ظالم لإبعادهم وهو ما يسمى ب "قانون الحسم" وذلك لإخراجهم من أي تمثيل لهم على مستوى البرلمان. وحذر صبيح من المناخ الذي تجرى فيه الإنتخابات الإسرائيلية خاصة الدعاية التي تتم فيما بين الأحزاب، موضحا أن الدعاية السوداء من جانب الأحزاب الإسرائيلية تأتي بالتطرف وضرب السلام ودعم الاستيطان ونكران الآخر وهدم المنازل وحصار قطاع غزة. وأشار صبيح إلى أن كل ما هو معادي للقانون الدولي وينتهك القانون الدولي يزدهر في فترة الانتخابات وهذا أمر خطير للغاية. وردا على سؤال حول اعتزام وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدرو ليبرمان توزيع المجلة الفرنسية "شارلي إيبدو" التي تنشر رسوما مسيئة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام داخل إسرائيل، دعا صبيح إلى ضرورة منع هذا التصرف الأهوج، محذرا من خطورة توزيع هذه المجلة التي تحوي رسوما مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام داخل إسرائيل لأن هذا الأمر سيستفز مشاعر المسلمين داخل إسرائيل، وهم أصحاب الأرض الحقيقية، لأبعد الحدود. ونبه صبيح إلى أن هذا الأمر سيؤثر أيضا تأثيرا بالغا على استقرار المنطقة التي تعاني من الكثير من الاضطرابات بسبب المواقف الإسرائيلية، وقال إن "هذه الخطوات تأتي في هذا التوقيت كدعوات انتخابية باطلة ورخيصة". وحول ما أعلنته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بوقف تقديم مساعدتها المالية خاصة للذين تضررت بيوتهم في قطاع غزة بسبب نقص التمويل، أعرب صبيح عن أسفه لتوقف وكالة "الأونروا" عن تقديم خدماتها، مشيرا إلى أن الوكالة قامت بدور إيجابي كبير وتحملت الكثير من ضرب مقراتها ومدارسها جراء العدوان الإسرائيلي المتكررة على قطاع غزة كما أنها قدمت كل ما تستطيع وبذلت جهودا مضنية لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة. وأعرب صبيح عن أسفه الشديد لعدم وفاء الدول بتعهداتها في مؤتمر إعمار غزة الذي عقد بالقاهرة، مؤكدا أن نقص التمويل قضية خطيرة لا يجب أن تستمر خاصة في ظل ما يعانيه الشعب الفلسطيني حيث أن هناك 91 ألف فلسطيني لازالوا مشردين في الشوارع فضلا عن نقص الخدمات والموارد الأساسية من مياه والكهرباء وصرف صحي، وقال صبيح إنه لا يجوز أن يعيش الناس بهذه الطريقة بسبب عدم وفاء الدول بتعهداتها. ونوه صبيح بالجهود التي يبذلها الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ومخاطبة الدول للإيفاء بتلك التعهدات وذلك من خلال إرسال رسائل وإجراء اتصالات بكافة الأطراف المسؤولة، وذلك لدعم حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية وتحويل الأموال اللازمة لها ودعم "الأونروا" حتى تستطيع أن تقوم بإعادة تأهيل المدارس والبيوت والمخيمات، مشددا على أن هذا أمر أخلاقي وقانوني ومسؤولية دولية.