أقامت جمعية الصداقة الفلسطينية السعودية وبرعاية من الرئيس محمود عباس بيت عزاء بفقيد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وذلك في مقر الهلال الأحمر بمدينة رام الله. وقد أم بيت العزاء مسؤولون في السلطة الفلسطينية وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية وحزبية، وجمع كبير من المواطنين، فيما تقبل التعازي بالفقيد أمين عام الرئاسة الطيب عبدالرحيم، ووزير الأوقاف يوسف دعيس، ومفوض العلاقات العربية والصين الشعبية في مركزية حركة فتح عباس زكي، وأعضاء جمعية الصداقة الفلسطينية السعودية. وفي حديث ل "الرياض" قال الطيب عبدالرحيم أمين عام الرئاسة الفلسطينية إن الشعب الفلسطيني سيتذكر على الدوام مواقف ومكارم المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي كانت القضية الفلسطينية تسكنه وكانت معاناة شعبنا في وجدانه وقلبه وفي نبض عروقه. وأضاف "هذا الرجل كانت له مآثر كثيرة على هذا الشعب المرابط، عائلات الشهداء تشهد بذلك، وعائلات الأسرى والمحررين، وبعثات الحج التي كان يقدمها لشعبنا، تشهد على ذلك، ومعالجة الإخوة الجرحى بأمره في المشافي السعودية، والبعثات الدراسية والمشاريع التي قامت في عهده وفي عهد أسلافه من الملوك، كلها جمائل يحفظها الشعب الفلسطيني في قلبه، ولا يمكن أن ينكرها إلا جاحد أو حاقد". عبدالرحيم: كانت قضية فلسطين تسكنه وكانت معاناة شعبنا في وجدانه وقلبه وقال عبدالرحيم: رحيل الملك عبدالله خسارة كبيرة للمملكة وللأمتين العربية والإسلامية، إلا أننا نحمد الله تعالى على خلفه الصالح الملك سلمان بن عبدالعزيز. هذا الرجل الذي له مآثر كثيرة على شعبنا الفلسطيني يعرفها الجميع فهو أول من شكل في السعودية لجاناً لمساعدة نضال شعبنا في ستينيات القرن الماضي، نعرفه مثابرا وحنونا ولم يقفل له باب، وأياديه البيضاء لها فضل على الكثيرين. وأضاف: هي سياسة ثابتة للملكة العربية السعودية منذ عهد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، ونسال الله تعالى أن يمن على المملكة بالأمن والاستقرار والرفاهية، ونسأل الله أن تستمر هذه السياسة الحكيمة في دعم شعبنا وقضيتنا ونحن واثقون من ذلك. تعازينا الحارة للعائلة السعودية الكريمة وللشعب السعودي الشقيق نسأل الله العلي القدير أن يجمعه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله. زكي: مبادرة السلام العربية تجسّد سعيه من أجل جلاء الاحتلال عن أرضنا وردا على سؤال حول ارتباط اسم المغفور له الملك عبدالله بمبادرة السلام العربية قال عبدالرحيم إن المبادرة التي أطلقها جلالة المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أصبحت مبادرة عربية ومن ثم إحدى مرجعيات عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على التزام جلالة المغفور له بالقضية الفلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطيني وبالمقدسات الفلسطينية. وأضاف: نحن متمسكون بهذه المبادرة وسنظل نسعى لتحقيقها ولن تموت المبادرة برحيل الملك عبدالله وستبقى احد المعالم التي تؤكد التزام المغفور له بالقضية الفلسطينية وحقوق شعبنا. "رحل جسداً وباق بأعماله ومواقفه" من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي في حديث ل"الرياض" :" إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحل جسدا لكنه باق بمواقفه وأعماله الخيرة، وبأسرته ذات التنظيم الدقيق وبمواقفها خاصة تجاه فلسطين. وأوضح زكي أن علاقة المملكة مع الولاياتالمتحدة لم تجعلها في أي يوم من الأيام تستجيب يوما للتوجهات الأميركية الرامية إلى التضييق على الفلسطينيين وكانت على الدوام تقدم استحقاقاتها التي تقررها القمم العربية، وفي مراحل الضيق وتشديد الخناق على شعبنا، كانت تجود بالكثير الكثير. وأكد أن المغفور له الملك عبدالله كان دائما حريصا على وحدة الموقف الفلسطيني وحريصا على أن ينجلي الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا الفلسطينية، وقد تجسد ذلك في تقديمه مبادرة للسلام في قمة بيروت 2002 وقد أصبحت مبادرة عربية وإسلامية ومن ثم دولية. وعندما حصل صراع فلسطيني داخلي بعد ما قامت به حركة حماس في غزة، جمع كافة الأفرقاء في مكة وخرج بتفاهمات لتخفيف حدة التوتر الداخلي على الساحة الفلسطينية. وحتى عندما لم تجد هذه التفاهمات طريقها إلى النور وفشلت جهود رأب الصدع لم توقف المملكة العربية السعودية دعمها للشرعية الفلسطينية ولم تخش ان يسجل البعض عليها الوقوف إلى جانب فريق على حساب فريق آخر. وخلص إلى القول: نشعر بالخسارة الكبيرة لرحيل الملك عبدالله، لكن ثقتنا مطلقة بان تستمر المملكة كما عهدناها على الدوام. والحمد لله أن لديها نهضة علمية ووحدة ونسيجا وطنيا متكاملا يمكنها من تخطي أية صعاب، وثقتنا عالية بالملك سلمان بن عبدالعزيز بان يواصل المسير، بما يفضي إلى وضع أفضل في عالمنا العربي.