ثمة رؤى تعتقد أن أحسن مُخرّف هو من لا مال عنده ولا أملاك، لأن ذريته سوف تتدارك ما بقي وتحجر عليه وعلى تصرفاته. لا بوساطة محام بل بوسائل الإعلام..! وفي الغرب نجد بعض الثريات ممن تقدم بهن العمر يتبرعن بثروتهن ل - مثلاً - ملجأ للكلاب أو القطط. أو لمنشأة خيرية للحفاظ على السناجب..! أو الثعالب، أو لحملات نصرة الداعين إلى منع صيد الأوز البري..! لسن مخرفات. والدليل أن وصاياهن لدى المحامي مدعمة بشهادة خطية من طبيبها الخاص يقول فيها إنها بكامل وعيها وعقلها وتعلم كل شيء، وأن الهرم لم يضعف عقلها. أميل إلى الاعتقاد أن الكبر ينقل صاحبه إلى رحاب يرى فيها الوجود جميلاً ويحاول تعزيز هذا الجمال وتلك المساحة من الحب بأن يعطي شيئاً أو أشياء مما ملك. الخرف مرض يصيب كبار السن. وله مصطلح علمي متعارف عليه هو "الزهايمر". ويعرف في اكثر مناطق نجد بمصطلح "الهذارة" فيقال للمصاب به إنه "مهذري" فيخرج مصابه عن التكليف وتسقط عنه التكاليف ولا يسأل عما يفعل. أي يرد إلى أرذل العمر كما جاء في التنزيل. وكأي شيء في دنيانا تدخل التجارة والمدعمة بما قيل إنه بحوث موثقة، ظهرت وصفات وأغذية مكملة تقول إن مادة كذا تُبعد الخرف. وأعتقد أن معظمها ولا أقول كلها هدفها تجاري بحت. فقد جاءت دراسة - مثلا – تقول إن تناول كمية محددة من الشوكولاتة يومياً يساعد على تقليل "الاحتمال" بالإصابة بالخرف. و"الاحتمال " تلك تحمي ناشرها قانونيا. وجاء اخيرا عن جامعة إدنبرة في أسكتلندا إلى أن تعلم لغة أجنبية أو عدة لغات يقلل من إمكانية الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر عند التقدم في السن. وكتب توماس باك وزملاؤه في صحفية (نيورو لوجي) الصحية، أن تعلم اللغة الأجنبية، وإن تم في الكبر فإنه يحافظ على الخلايا العصبية ويمنعها من التلف السريع. لمراسلة الكاتب: [email protected]