مواطننا الحاضر لا يستطيع أن ينسى كيف كان مواطن الماضي.. والماضي تعبير لا يهم الكثيرين من مواطني دول التقدم آنذاك قبل أن يتخلفوا، حيث كانت لهم مجالات ليست بالسهلة، وقدرات لم تكن بالقليلة قبل أكثر من مئة عام.. أما تقدمنا فهو مازال يتواجد في ذهنية كل مواطن عاش قسوة الماضي القريب ويعيش واقع تقدم كفاءة قدرات هذا الحاضر الذي يختلف واقعه عن كل ما في أي وطن عربي من تقدم سابق.. وطبعاً.. عن كل واقع تخلف متعدد.. ليس هذا كل ما أريد أن أصل إليه، لأننا لم نكن مجرد ذات مواطنة تفاجأت بوصول القدرات الجيدة وتعودت أن تجد في هذه القدرات كل ما يجعل الحاضر ينسى واقع الماضي.. هذا لم يحدث.. بنوعية الرأي بين ما هو سابق وما هو جزل ومتعدد نوعية الحضور، لأن الدولة منذ البداية.. مع رجل التاريخ الأول البارع في كل مسار البدايات بل معجزاتها.. وكيف حوّل صحارى جافة إلى بداية منطلقات دولة لأول مرة تعايش واقع التقدم وتنوع القدرات عبر ما لم يحدث منذ كان العصر الجاهلي يقول: ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا وأيضاً عبر ما لم يحدث في العصر الإسلامي منذ بدايته وحتى واقع العصر الراهن الذي أسسه الملك عبدالعزيز، حيث كانت الجزيرة العربية قبل عهده ضائعة مئات السنين فمنذ عهد معاوية يحدث الانتقال بين الشام والعراق ثم مواقع أخرى ليست في الجزيرة العربية.. ما أريد أن أصل إليه.. هو واقع جزالة حاضرنا الذي لم يتوفر لأي مجتمع آخر.. إن النشاط ليس عبر المحاولات فقط، وإنما عبر التخصص في كسب كل انطلاق يؤدي إلى تنوع كفاءات الوصول إلى بروز تعدد الكفاءات البشرية وحقائق الوسائل.. حاضرنا الماضي قبل سنوات ليست بالقليلة أكد للكثيرين بأننا قد تجاوزنا عصر بداوة إلى تواجد استقرار مدن آمنة وواعية، ثم إلى هذا الحاضر منذ ما لا يقل عن عشر سنوات فيما يخص جزالة التنوع ليؤكد الانطلاق بيقين بعيد عن أي تراجع.. إن الكل الآن في عصر التخوّف من مسار البترول يختلف عنا حيث ما نملكه من قدرة التنوع الذي سبقت الإشارة إليه وأيضاً جزالة واقعنا الاقتصادي مع البترول بعيدين تماماً عن أي تخوّف.. وشواهد حاضر ميزانية هذا العام هي تأكيد اقتصادي واضح ووطني جازم بأننا نتواصل في مسارات جزالة ذاتنا.. لمراسلة الكاتب: [email protected]