يعد الاخراج التلفزيوني المميز جزءا من المتعة ووضع المشاهد وكأنه في قلب الحدث خصوصا الاحداث الرياضية، وكثير من المباريات في الدوري السعودي لكرة القدم والمسابقات الأخرى يقتل المتعة ويغيب الحدث ويشوه جمال المنتظر، وهذا يعود بكل أسف الى غياب المخرج المتمكن الذي يعرف كيف يوجه كاميرته وينقل كل ما هو خاف على المشاهد، وجسد النقل التلفزيوني حاليا وسابقا فوضى وسوء اخراج، وكأنه يتعامل مع حدث ثابت في تفاصيله، وليس احداثا مهمة ومتنوعة منها ما هو متعلق بجري اللاعبين على المستطيل الاخضر وقرارات الحكام واحتكاكهم مع اللاعبين وتصرفات الجماهير واهازيجها وطريقة تشجيعها وتفاعلها وتحركات الاداريين واللاعبين وكل ما له علاقة باللعبة. وليت القنوات الناقلة لأي منافسة رياضية تركز في هذا الأمر ويكون لديها طاقم اخراج متمكن بدلا من اللت والعجن وتصويب الكاميرا بطريقة خاطئة، اقتدوا بمخرجي سباقات الفروسية الكبرى في السعودية، شاهدوا كيف يتصرفون وفق ما يريده المشاهد ونقل الصورة إليه بكامل تفاصيلها، خذوا مثال المخرج الخبير ناصر الصقيه، منذ متى وهو يخرج سباقات الفروسية التي يرعاها ويحضرها ولاة الأمر؟ بالنسبة إلي منذ أن اصبحت اتابعها قبل 20 عاما وأنا اشاهد اخراجه لهذه السباقات وعلى الرغم من ذلك الا انني ارى عمله واخراجه يتجدد من مناسبة الى اخرى، وتشعر انك وسط الميدان تشاهد كل ما يحدث، بل أن كاميرته تكون هي الفيصل اذا التبس الأمر على المتابع حول أحد السباقات، ومن جاء اولا، وثانيا، وثالثا، بفضل دقة التصوير والملاحظات الاخراجية الجميلة التي تثقف المشاهد وتبعد اللبس عنه. وليت الصقيه الذي اصبح احد نجوم الاخراج التلفزيوني يتكرم ولو لمرة واحدة بمحاضرة لبعض مخرجي مباريات كرة القدم عسى ان نرى اخراجا مميزا وليس نقلا فوضويا يحرم المتابع متعة كرة القدم.