ليس من الغريب في السعودية أن يوافق كل عام اليوم الأول من الشهر الهجري السابع "رجب" ليكون يوم ميلاد السعوديين، وهو التاريخ الذي تتزين به خانة تاريخ الميلاد فيما يقارب نصف هويات السعوديين الوطنية البالغة نحو 20 مليون هوية. وأشار أحد مدرسي التاريخ إلى ضعف الاهتمام لدى السعوديين الأوائل بمفهوم تسجيل البيانات والإبلاغ عن المواليد في ظل غياب مفهوم الدولة الحديثة آنذاك، مما استدعى اختراع تاريخ الأول من رجب كتاريخ مفضل لمن أضاع تاريخه الحقيقي. حيث ظل ارتباط مفهوم الهوية أو حفيظة النفوس أو ''التابعية'' في ذاكرة السعوديين مرتبطا بالبحث عن الرزق والوظيفة لدى السعوديين الأوائل الذي لم يعرفوا معنى أن يتم تسجيل بياناتهم في كشوفات رسمية تتبع لمنظومة مدنية في ظل غياب مفهوم الدولة الحديثة آنذاك. غير أن المفارقة تكمن فيمَن كان تاريخ ميلاده الحقيقي هو بالفعل غرة رجب، وأصبح الأمر مثار تندر لدى العديد من الشباب، وحتى الذين يصادف عيد ميلادهم الحقيقي غرة رجب، لا يأبه معظمهم بالأمر، حسبما أكد أحدهم، باعتبار أن ثقافة الاحتفال بيوم الميلاد ليست منتشرة بين السعوديين.