سرطان المجد الوظيفي السرطان هو اسم يطلق عل مجموعة من الأعراض التي تتميز بنمو غير طبيعي للخلايا وقدرتها على مهاجمة الأنسجة المجاورة والأعضاء البعيدة عن موقع المرض، وهو في معظم الأوقات سريع الانتشار ينتشر وينمو دون أن يشعر به المريض وهنا تكمن خطورته، وتلك الخلايا السرطانية رغم قوتها في تدمير أنسجة المريض في صمت ألا أنها ضعيفة جدا في مواجهتها لمشرط الطبيب عندما يكتشفها في بدايتها فلا تستطيع غير الاستسلام والانتحار الفوري عندما تصل أليها يد الطبيب، وهذا هو أسلوب الضعفاء خلايا كانت أو حيوانات وأجبنها بلا شك هو ذلك الحيوان الناطق "الإنسان" فعندما يكون محدود الإمكانيات ضعيف المعرفة وقليل المعلومة وفاقد للشهادات العلمية المعتمدة فأنه كسرطان الذي يبحث عن فريسة يلتهمها في صمت ليرضي غرور جهله ونقص إمكانياته، وللأسف ما أكثر هذه النوعية من الحيوانات البشرية في عالمنا اليوم، فالظروف ساهمت في تولي عدد من هذه النوعية زمام الأمر في عدد من المنشآت الحكومية والخاصة، معها وجدوا البيئة المناسبة لهم للانتشار وتحقيق مجدهم المفقود بتحطيم أصحاب المؤهلات العلمية الذين ما أن تتهية لهم الظروف المناسبة فأنهم سوف يقدمون الشيء الكثير الذي يضع أولئك الجهلاء في دائرة الضعف المعرفي والبعد الإداري المحدود الذي يفضح مدى جهلهم بطرق العمل العلمية التي تساهم في رقي الأدوات العملية وتهيئة بيئة العمل المناسبة لتقديم خدمات عالية المستوى مستندة على أسس علمية تعتمد على العلم والمنطق لا على الجهل وتسرع. أصحاب الخلايا السرطانية العدوانية المتقلدة للمناصب الإدارية العليا والمتوسطة هم خطر يهدد كيان المنشاة التي يعملون بها بشكل مباشر وخطر يهدد المجتمع بشكل غير مباشر، فهم ينشرون الطرق غير الأخلاقية المبطنة لتعم في المجتمع وتنال منه بأساليب مختلفة فمنهم من يكون متظاهر بالعلم والمعرفة وهو من الداخل فارغ ومنهم من يتعالى على الآخرين وكأنه من كوكب أخر تجنباً الإحراج متى ما تم التطرق للأساليب العلمية فهو جاهل بها لذا هو يهرب من المواجهة ومنهم من يستخدم أسلوب "خذوهم بالصوت" حتى لا يترك لأصحاب العلم الحديث ومن تم إحراجه. دوماً يستخدمون نفوذهم لترقية من يطيعهم ويكون في مستواهم العلمي والمعرفي حتى يضمنوا الولاء والطاعة وتنفيذ أوامرهم وتعليماتهم دون نقاش، أما أصحاب العلم والمنطق فأن التهميش وعدم إسناد أي مهام ذات قيمة هي نصيبهم حتى يصابوا بالخمول وعدم المبالاة ومن تم يكرهوا العمل ويقدموا استقالتهم أو يرتضوا ما هم عليه من عدم أهمية وبتالي يكون هنا عذر بعدم صلاحيتهم للعمل. من السهل معرفة هذه النوعية من البشر ولكن من الصعب التعامل معهم فهم لا يستحقوا غير الدعاء لهم بأن يكون الله في عونهم وعون من يجعله القدر أحد العاملين معهم، فما أصعب التعامل معهم. المهندس/عبدالله عمر العمودي