إصلاحي وليس بداعية إنتشر في الآونة الأخيرة أناس يلقبون أنفسهم بأنهم دعاة ، إنتشروا في الفضائيات وأصبحت لديهم برامج تلفزيونية ، بل وسارعوا وبكل تأكيد بتأليف كتب لهم في فترة قصيرة مع قصر ظهورهم الإعلامي . هذا الذي يلقب نفسه بالداعية ، عندما تشاهد برنامجه من حيث المشاكل التي يناقشها تجدها صحيحة و واقعية ، لكن عندما تشاهد البرنامج من حيث طريقته وأسلوب طرحه تجد أن هناك مشكلة عويصة. فكم من برنامج يلقبه منتجه أنه دعوي، موجود فيه أغنية ، بل الأدهى والأمر أن هناك برامج عرضت في نهار رمضان مع إغنية وموسيقى على طول فترة البرنامج ، وتجد إمرأة متبرجة في نفس البرنامج. ياعجب؟؟؟؟ هل هناك داعية من الدعاة المعروفين الذين مع الأسف أخفاهم الإعلام من يضع في برنامجه موسيقى أو إمرأة عارية متبرجة ؟؟؟؟ لا والله ، لأنهم ليسوا بحاجة لهذه الطرق لكي يشتهروا ، أو لكي يكون البرنامج يناسب جميع الفئات والمذاهب ، أو لأي سبب من الأسباب ، بل هم مشتهرون بفكرهم الصحيح ، وبطريقتهم في الطرح ، وكل شيء مميز فيهم ، فهم ليسوا بحاجة تلك (الخرابيط). يجب علينا أحبتي أن نحذر ، وبخاصة في هذه الفترة التي إختلط الحابل بالنابل ، فأصبح الإصلاحي يقلد الداعية ويدعي أنه مثله ، لا عيب في الإصلاحي الذي يقول الحق ، لكن العيب والفضيحة والعار لمن يجعل نفسه داعية أو طالب علم وهو ليس بقادر على تحمل ما هو أقل مرتبة . تناقشت أنا وأحد الأصدقاء على أحد الإصلاحيين وكان له برنامج نتابعه ، فقال صاحبي : هذا داعية ، قلت: الداعية لا يضع في برامجه موسيقى ولا نساء عاريات متبرجات ، قال: يا أخي أنت في رمضان ولا تكسب ذنوب إتركه هذا إنسان صالح ، قلت : هل الإنسان الصالح يجاهر بالمعصية ويجرح صيام المسلمين؟ ، فقال: الله يهديك إسكت . لماذا نحن لا نعاصر واقعنا ، لماذا نحن إذا تكلمنا في بعض الدعاة وبعض طلاب العلم في أفعالهم التي إنتشرت وعلم بها الجميع بأنها خطأ ولها فتح باب مقفول نغير كلامنا ونتغاضى عن تلك المشكلة؟؟؟؟ نحن مع الأسف نتجاهل كثير من الأخطاء التي نراها ، ولا نحاول التصحيح أو حتى تبيين الخطأ ، ويحتج البعض بأنه ليس له منصب في المجتمع ، أو أن هذا الأمر لا يخصه ، أو أنه ليس من واجبه فعل ذلك ، أو أنه لا يملك مجال للتصحيح وغيرها من الأسباب. وكل تلك الحجج باطلة وبعيدة كل البعد عن الصحة ، لأن من واجبات المسلم نصح ، ومن واجباته التصحيح ، ومن واجباته أن يحارب الفتن والبدع التي إنتشرت إنتشاراً واسعاً ، وواجباته كثيرة لو فعلها كل مسلم ، لعادت قوة المسلمين كما كانت. ليس كل من ظهر في شاشة التلفاز وتحدث كالداعية أو طالب العلم أنه منهم ، خذ المفيد منه ودع الباقي لأنك في عصر أصبح الحرام حلال ، وأصبح الإصلاحي داعية . فيصل العتيبي