لايزال مجتمعنا في أشد الحاجة الى الاستمرار في تأكيد الذات وتأكيد حق الاسرة في مواجهة الفكر الضال، وتأكيد حق المعلمين في كبح جماح الافكار السيئة، من اجل اخراج الناشئة بفكر خال من الأمراض، وفكر خال من التطرف، وفكر بعيد عن الاغتصاب للحقوق المادية والمعنوية، ذلك ان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما ازاح الستار بأولى مبادرات الحوار كان يقصد قتل العنف في بداياته، وبتر الارهاب قبل ان يصل أو يتغلغل في صدور الشباب خاصة بعد ان تعرضت بلادنا لهوج نفسي دنيء من بعض ابناء هذه البلاد نتيجة الاغواء وسوء التقدير التتابعي للاسرة لابنائها، وعدم حرص بعض افراد المجتمع ومسؤوليه على فرض الكفاية الحرة الملائمة لما جاء في الدين من بساطة ورفق وسهولة في كل التعاملات. وما جرى من احداث في أميركا وبعض دول العالم جاء لأسباب تناولها البعض من المكفرين والملحدين وجهابذة الضلال قد أعمى بصائرهم عن جادة الحق، وبالتالي فرضوا فكرهم، وسوء تدبيرهم في القتل والتدمير وارهاب المجتمعات في كل مكان حتى ان هذه الدواعي فرضت على العالم من فئة لاتزال تسلك طريق الشك، والشوك وكأنها تظل تغامر بدين الله الذي منع كل تلك الافكار، لانه دين السماحة والعفو والسلام فأين هؤلاء من المعرفة الوجدانية لسماحة الاسلام؟، اين هؤلاء من تربية الذات بالعمل والاخلاص والمواطنة؟، اين هؤلاء من المحافظة على النفس، والاصالة والاعمار بدلاً من التخريب وظلم عباد الله؟. لقد بين مؤتمر الجامعة الاسلامية بمدينة رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه اننا في اشد الحاجة الى اعادة وانارة الفكر للناشئة، والشباب والشيوخ والنساء بدءاً من المنزل، والمدرسة والجامعة فأي اسلام نعيشه اذا لم يكن النبع بناؤه سليما من داخل كواليس المؤسسات الدينية الاسرية والتعليمية على حد سواء، اليس من الظلم ان نتعامل مع المجتمع بوجه ومع الآخرين بوجه آخر، ان القياس الذي تفرضه المقومات الاساسية للتربية والتعليم تحتاج الى تقويم عاجل ومستمر ومتابعة لسيادة الفكر المباح، الفكر المعتدل، الفكر الذي نادى به القرآن الكريم. لقد خطت الجامعة الاسلامية خطوات جديرة بأن تعرف الانسان المواطن هنا، بأنه لا شيء يحجب الحقيقة وان جامعاتنا ستظل منارة اشعاع لابعاد التطرف والتشدد من حياتنا وهذه الجامعة الاسلامية تفرض نفسها بقوة مع جامعة الامام محمد بن سعود وجامعة أم القرى، وبقية الجامعات للتأكيد على التغيير الناضج، التغيير للاعتدال، والتغيير لرسم معالم النهضة عبر التكنولوجيا التي رسمها ولي امر هذه البلاد. تحية واكثر من تحية للخطوات الرائدة والشجاعة لمعالي الدكتور محمد العقلا مدير الجامعة الاسلامية الذي مضى بها باضافات سريعة ومركزة تجمع بين حضور كوكبة العالمات الفضليات من نساء مجتمعنا، وبين استخدامات التكنولوجيا في احداث المطلوب وسط عالم يحتاج الى تدعيم فكره نحو هدم الارهاب، وذل اصحابه، عالم يجب ان يوسع آفاقه بالعلم والفن والرياضة والتقنيات للتعريف باساسيات الدين الصحيح وتطبيقاته.